قد تحضنين طفلك بالفطرة تعبيراً عن محبتك له، والعلاقة العميقة بينك وبينه، وقد تتركينه للعاملات لانشغالك بالعمل أو بما سواه، ولكن ما قد تغفلين عنه هو أهمية هذا الحضن للطفل جسدياً ونفسياً وتربوياً، وأنه يحتاجه بشكل كبير، فالكثير من سلوكيات طفلك السلبية قد يكون حلها الأول احتضان طفلك وإشباعه بالحب والحنان.
المختص النفسي أسامة فرحات، يخبرك في السطور التالية حول ما يفعله العناق لطفلك:
- هذه الحركة تعطي تدفقاً للمحبة مرغوبة للنفس بين المحبين والمتآلفين عاطفياً.
- تقوى الروابط الأسرية والعاطفية بينك وبين طفلك، وتزرعين الثقة داخله، كما يتعلم فيما بعد العطف والمحبة والحنان.
- العناق يفرز هرموناً يسمى هرمون الأوكسيتوسين، وهو يقلل من القلق والتوتر، ويخفض ضغط الدم، - وكلما زادت مدة العناق زاد شعور الطفل بالاطمئنان والثقة والحب.
- يساعد على عدم جفاء مشاعر الطفل عندما يكبر تجاه أمه.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأطباء الإنكليز أثناء الحرب العالمية الثانية قد تتبعوا حالة مجموعتين من الأطفال: إحداهما تربَّت في حضانات تتوفر فيها شروط ممتازة من ناحية الصحة والغذاء، ولكنهم كانوا بعيدين عن أمهاتهم، والمجموعة الثانية تربت في السجن وبالطبع في ظروف عسيرة، لكنهم كانوا مع أمهاتهم، وقد دلت الخصائص البدنية والعقلية والنفسية لأطفال المجموعة الثانية عندما أصبحوا بالغين على أنها أغنى بكثير من خصائص المجموعة الأولى، وتسير الأمور وكأن الطفل يمتص صوراً من والديه، وهو يستبطن هذه الصور ويوحد بينها وبين ذاته، وذلك منشط نفسي لبنائه الذاتي، وفي نفس الوقت إحساس بالأمان ويلبي احتياجاته.