أزواج في المطبخ لإغاظة الزوجات! كيف تعالجين الأمر؟

من الأمور الجيدة في الزواج، مبادرة الرجل لمساعدة زوجته في الأعمال المنزلية، لأن المرأة تحب ذلك، ولا تعتبر مشاركة الرجل لها انتقاصًا من رجولته، ولكن هل يحب الرجل القيام بذلك؟ وإن قام بدوره في الأعمال المنزلية، فهل يُتقنها وتتقبلها المرأة؟ وهل يحرص على عدم إغضاب زوجته عندما يقرر مساعدتها في الخدمات المنزلية؟ كل هذه الأسئلة وردت في دراسة برازيلية حول الموضوع الذي يعتبر حساسًا جدًا في العالم.



بيّنت الدراسة أن الرجل يدخل المطبخ ليراقب زوجته وهي تطبخ، ربما يبدو هذا أمرًا عاديًا بالنسبة للرجال أنفسهم، ولكن بالنسبة للنساء، فإن تلك المراقبة تترافق في أغلب الأحيان مع تعليقات حول الطبخ، تثير غضب المرأة وتهز أعصابها، لأن هذه التعليقات تكون غالبًا انتقادية لها أكثر من كونها بنّاءة.

ومضت الدراسة تقول إن المشرفين على الموضوع سألوا عددًا كبيرًا من النساء، من مختلف الجنسيات، فتبيّن أن المرأة لا تحب أن ينتقد أحد أسلوبها في الطبخ وإعداد الطعام، فما بالك إذا كانت الانتقادات تنطوي على سخرية وعدوانية، ولذلك ثبتت مقولة «مشاكل الأزواج غالبًا ما تبدأ من المطبخ».

وهذه المشكلة ربما تبدو سخيفة بالنسبة للثقافات الغربية تحديدًا، ولكنها مشكلة معقّدة لكثير من نساء العالم، سببها التنافس بين الرجل والمرأة في كل شيء.

أكدت الدراسة أن 75% من النساء يعتبرن أن الرجال عندما يريدون الطبخ، فهم يُحدثون فوضى في المطبخ لا تطيقها المرأة، وذلك لاختلاف أسلوب الطرفين، حيث لكلٍ طريقته في الطبخ، ولكن من أكثر أصناف الرجال المزعجين، أولئك الذين يبدأون بالطبخ، تاركين تنظيف مخلفات الفوضى التي يحدثونها في المطبخ للمرأة، وهنا تبدأ المرأة في التفكير حول جدوى دخول رجل فوضوي إلى المطبخ.

ولكي تتفادى المرأة تلك الفوضى المزعجة، فإنها تُفضّل عدم دخول الرجل إلى المطبخ وانخراطه في الطبخ.


طرافة الدراسة وواقعيتها دعتها لسؤال كثير من الرجال، حول مشاركتهم لزوجاتهم في الأعمال المنزلية، وتبين أن نسبة تجاوزت الـ 60 % منهم لا يحبون أي أعمال منزلية، كغسيل الملابس وكيَّها وغسل الصحون، وتنظيف المنزل وترتيبه، ولكنهم يحبون التطفّل في المطبخ لأن هذا يمثل بالنسبة لهم تحديًا لممارسة تتقنها النساء بشكل كبير.

 

والمرأة تتجنّب انتقاد الزوج على الفوضى التي يُحدثها في المطبخ، لكن الرجل لا يخجل من توجيه الانتقادات اللاذعة لزوجته، عندما يجد أي تغيّر ولو كان طفيفًا في الطبق المفضل لديه، وإذا دلَّ هذا على شيء، فإنه يدل على تحلي المرأة بالصبر، لتجنب المشاكل والاصطدام مع الزوج، ولكن هناك حالات تتطور فيها المواجهة بين الاثنين حول الطبخ، ومن هنا جاءت مقولة إن الكثير من المشاكل بين الأزواج تبدأ من المطبخ.

 

أكدت الدراسة أن المرأة لا تغار أبدًا من إتقان الرجل للأمور التي هي من اختصاصه، ولا تشعر بالدونية من ذلك، حتى إنها تشعر بأنوثة أكبر عندما ترى زوجها يتقن أمور الرجال بشكل كبير، بينما الرجل لا يعبر عن إعجابه بقدرة المرأة على إتقان ما يخصها في الحياة.

 

مدربة الحياة المعتمدة ومستشارة تطوير الذات والتنمية البشرية، هيفاء الدريعي، تقدّم لك نصائح، لتتجنبي الشجار مع زوجك الذي يقتحم عالمك:

- اعلمي أن الرجل الذي يترك فوضى بعده عند دخوله المطبخ، كان مدللاً في طفولته، فوالدته هي التي كانت تحضر له كل شيء، لذلك عليكِ أن تشتغلي على هذا الطفل المدلل الذي بداخله، وتتعاملي معه، وذلك بأن تبتسمي في وجهه، وتُمسكي بيده، وتشيري إليه بأنّ يُرجع الأشياء بعد أن استبدلتها، وأن تكرري ذلك بصبر وثبات، إلى أن يعتاد على عدم الفوضى.

- نظّمي مطبخكِ بوضع كل الأشياء في مكان يسهل الحصول عليها وإرجاعها بسرعة، وصنّفي الأواني حسب استخدامها.

- اجعلي مطبخك مشرقًا بألوانه، فيُقبل زوجك بنشاط عليه، ويقوم بالعمل بهدوء ودون فوضى، فاللون الأزرق مثلاً يبعث الهدوء، والأخضر يبعث الحياة.

- اعلمي أن الرجل أحادي التفكير، فلا يمكن أن يجيد إلا عمل شيء واحد -في نفس اللحظة- وهو الطبخ، دون أن يركز على التنظيف والترتيب أثناء استخدامه المطبخ، بينما أنتِ شمولية، فيمكن أن تؤدي أكثر من خمسة أعمال في نفس الوقت، ومعرفتكِ لذلك سوف تدعمكِ نفسيًا، ولا تصيبكِ بالجنون عندما يترك الرجل خلفه مطبخكِ وكأنه تعرّض لهجوم كاسر.

- تعاونك معه يُحسّن العلاقات الأسرية ويدعمكِ نفسيًا ويدعم أبناءكِ، ويكسبهم روح الألفة.

- وفّري الأطباق سريعة التحضير، والأصناف السهلة، مثل الكوب كيك الجاهز التحضير، وأدخلي معها أغراض الزينة، لكي تضفي البهجة، وتفتحين نفسه على القيام بعمل منظّم في المطبخ.

- قسّمي أعمال المطبخ فيما بينكما، وأظهري له مدى امتنانكِ لمساعدته لكِ.

- تحرري وحرريه من نظرة أنّ الرجل يعمل بالخارج والمرأة تعمل داخل المنزل، وأدخلي في قناعاته أن يقوم بالعمل داخل البيت، ومن ضمنها المطبخ، كما في الخارج، بهذا يكون منظمًا وأكثر دقة.

 

دراسة وإحصائية

كل الأسئلة الآنفة الذكر كانت فحوى دراسة، أصدرها المعهد النفسي البرازيلي المختص بمعالجة الحالات النفسية للأزواج، الذين يواجهون مشاكل على مستويات مختلفة من التعقيد، وهو معهد خاص في مدينة ساو باولو البرازيلية، الدراسة التي صدرت تحت عنوان «هل صحيح أن مشاكل الأزواج تبدأ من المطبخ؟» أكدت أن %60 من نساء العالم لا يُحبّذن دخول الزوج إلى المطبخ، بقصد الطبخ وإعداد الطعام، وإن دخلوا فإن أسلوبهم في التعامل مع الطبخ يغيظ النساء ويغضبهن.

وقالت الدراسة إن المرأة الشرقية واللاتينية معًا، مخلوق حساس بشأن الطبخ، وهذه ثقافة وتقليد يعود في أصله إلى الفهم الاجتماعي عند الشرقيات، وزمن العبيد عند اللاتينيات، بأن المطبخ هو من اختصاص النساء وليس الرجال، هذه الثقافة تكرّست في ذهن عدد كبير من النساء اللواتي يعتبرن الرجال هم الأكثر جهلًا بأصول وفن الطبخ في العالم.

 

عن السيدة عائشة، رضي الله عنها أنّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان في مهنة (خدمة) أهله، فإذا سمع الأذان خرج، فقد كان رسولنا الكريم يخصف النعل (أي يصلح ما فسد من أحذية)، ويقمُّ البيت (أي يكنس البيت)، ويخيط الثوب، ويحلب الشاة، أي أنه كان يعاون زوجاته في كل أعمالهنّ المنزلية.

المزيد من التفاصيل تجدونها في العدد 1472 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.