تؤدّي الجلطات عندما تسدّ شرياناً في القلب إلى الذبحات، علماً أن ثلث من يعانون من هذه الذبحة يتوفّون في ما بعد. وتلعب عوامل متفرّقة دوراً في التعرّض إلى الجلطات كنمط الحياة ونوعية الغذاء، فيصبح القلب في حالة اختناق وينقص الأوكسيجين، ليشعر المريض بآلام صدرية، إذا حصل الإنسداد لفترة قصيرة للغاية. أما إذا تتابعت هذه الأعراض، فهذا يعني تعرّض المريض للذبحة. وبعكس الأفكار السائدة، فإن الذبحة لا تصيب الرجال الذين يعانون من الضغط النفسي حصراً، بل كذلك النساء!
لعل أفضل الوسائل لتفادي الذبحة القلبية تقضي بتجنّب المشكلات أو العوامل التي تؤدّي إلى ذلك، مع فهم ماهيتها، إذ إن هناك إحصاءات مقلقة على هذا الصعيد، حيث يقضي شخص واحد بين كل 10 فرنسيين نتيجةً للذبحة القلبية، وشخص بين كل خمسة يتجاوز عمر الستين سنة. وفي هذا الإطار، «سيدتي» حاورت الإختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور جوزف الشامي.
- ما هي الأعراض التي تنذر بوجود هذه المشكلة؟
هناك مجموعة من الأعراض التي تنذر بالإصابة بالذبحة القلبية، ومنها ما يظهر بعد بذل مجهود جسدي أو عاطفي كبير أو أثناء النوم. ويحصل هذا الألم بكثافة متفاوتة، ويتمركز في منطقة القفص الصدري، وينتشر بشكل عام على مستوى كفين من منطقة القفص الصدري. ويشعر المصاب بالإختناق، وهذه الآلام يمكن أن تتمدّد لتصل إلى مستوى الفك والكتفين واليدين والظهر. ومن الممكن أن يستمرّ الألم لدقائق معدودة، إلا أنه يمتدّ أحياناً إلى فترة أطول، يرافقها الشعور بالإرهاق، وأحياناً التعرّق والغثيان. وهناك علامات أخرى متمثّلة بآلام محدّدة في منطقة معينة، ويشعر بها الشخص كنوع من الحريق يصحبه شعور بالإختناق. وينصح الأطباء بضرورة التعامل مع هذه العلامات كمؤشر جدي لحدوث الجلطات. وهنا، لا بدّ من التدخّل بسرعةٍ لا تزيد عن ثلاث دقائق لمنع حصول الذبحة القلبية.
- ما العمل عند حصول العارض؟
يجب التصرّف بسرعة، ومن المهم طلب الإسعاف فوراً. وإذا فقد الشخص وعيه، لا بدّ من المباشرة بإنعاش القلب بانتظار وصول المسعفين. وإذا كان من غير الممكن الشفاء من الذبحة القلبية، أصبح من الممكن من خلال التطوّر الحاصل تحسين نوعية الحياة، بفضل نظام الأدوية المتوفّرة، خصوصاً على مستوى الأدوية المضادة للبيتا والأدوية المدرّة للبول.
المرأة والذبحات القلبية
- ماذا عن المرأة والذبحات القلبية؟
من الممكن أن تصاب المرأة بالذبحة القلبية بشكل أقل، وإنما عواقب هذه الحالة أخطر بكثير لدى الإناث. وفي دراسة أشرفت عليها منظمة الصحة العالمية، تبيّن أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 35 و64 سنة معرّضات أربع مرّات أقل من الرجال من نفس الفئة العمرية إلى الإصابة بالذبحة القلبية. بالمقابل، تزيد نسبة التعرّض للذبحة عند الرجال بعد عمر 55 سنة، ولدى النساء بين 65 و70 سنة. لذا، تكون المرأة محمية في الفترة التي تسبق انقطاع الحيض، إلا أنها قد تعود وتصبح معرّضة بشكل أكبر بعد ذلك. ولكن، تجدر الإشارة إلى أنه لدى النساء، تكون حالات الوفاة أكثر.
- ما هي العلامات الخاصة بالنساء لدى تعرّضهن للذبحة القلبية؟
من خصوصية الأعراض القلبية التي تصيب النساء: التعب والإرهاق الشديد خارج وقته والشعور بالقلق والعصبية وعدم الهضم مع انتفاخ في البطن وضيق في التنفّس، إضافة إلى آلام على مستوى الكتف من وراء الظهر.
ولدى حصول هذه الأعراض، على المرأة أن تلجأ إلى الطبيب لأن كل هذه المؤشرات لا بدّ من أخذها بجديّة كبيرة، وإن كانت بسيطة، لأنها قد تكون تحضيرية لما هو أخطر من ذلك!
نسبة الوفيّات
- ما هو نمط الحياة الذي يجب اتّباعه بعد التعرّض إلى الذبحات القلبية؟
بعد الذبحة القلبية، يتعرّض المريض إلى مشكلات عدّة على صعيد القلب، وتقارب نسبة الوفيّات 10 في المائة بعد السنة الأولى من الحادث، و5 في المائة بعد ذلك. ويجدر بالمريض أن يعتاد على نمط حياة مختلف، وأن يهتم بالعلاج بشكل جدي، مع التخلّي عن العادات السيئة في حال ممارسته لها (التدخين وسوء التغذية، على سبيل المثال)، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمرينات الرياضية. ومن المهم منع زيادة «الكوليسترول» والسكري، وذلك من خلال نمط غذائي سليم.
- هل للمشكلة، على صعيد العلاقة الزوجية، علاقة بأمراض القلب لدى الرجال؟
تشير دراسة أميركية إلى وجود علاقة بين العجز لدى الرجال وإصابتهم بمشكلات في شرايين القلب. ولذا، تربط بين المشكلة الجنسية لدى الرجل واحتمالية إصابته بأمراض مستقبلية في القلب. وتعزو السبب إلى ضيق الشرايين بسبب تراكم الدهون في داخلها. لذا، تدعو هذه الدراسة إلى أن تكون هذه المشكلة على صعيد العلاقة الزوجية بمثابة جرس إنذار لمشكلات قد تحصل لاحقاً على مستوى شرايين القلب، علماً أن المدّة بين الإصابة بالعجز وظهور مشكلات في القلب تتراوح من سنة أو أكثر.