أين التفاهم؟
سيدتي تزوجت في سن العشرين منذ 15 عاما، وأنا الآن أمٌ لثلاثة أبناء، مشكلتي هي أن التفاهم معدوم بيني وبين زوجي، وحاولت جاهدةً أن أصلح ما بيننا وفشلت، كل شيء تلف، حتى العلاقة الحميمة بيننا، ما إن تبدأ حتى تنتهي، ويتركني وأنا في حالة سيئة، ومع ذلك لا أشكو ولا أفصح عن معاناتي معه، ولكني أحيانا أنتظر منه أن يعوضني عن هذا القصور بالمعاملة الحسنة على الأقل، ولكن في أي نقاش يقول لي إنه لن يتغير، وإن لم يعجبني ما يجري، فليس عنده الأفضل، زوجي انطوائي، ولا يحب الزيارات، ويريد أن يعيشَ معزولا عن الناس، أنا لا أحبُ المشاكل، ولكني تعبت، تعبتُ من كثرةِ الاستسلام لإرادته تحاشيا للمشاكل؛ والنتيجة هي أنني أصبحت عصبية، حاليا علاقتي مع أختي مهددة؛ لأنه لا يحب أن تزورنا ومعها ابنها؛ لأن الولد ـ علي حد قول زوجي ـ يشغل البيت، ويشغل الخادمة عن عملها، وأنا لا أستطيع أن أقول لأختي لا تزوريني، أرجو أن تساعديني!!
الضائعة ـ ن
عزيزتي لا يمكن فصل العلاقة الحميمة في الزواج عن العلاقة الاجتماعية الإنسانية، فالعلاقة الجسدية هي جزء من كل، ولعلكِ حقا لا تحرجين زوجك فيما يختص بالعلاقة الزوجية، ولكنه يدرك بأنكِ لا تشعرين معه بالاكتفاء، وما يبدر عنه ما هو إلا تعويض لإحساسه بالضعف، وربما يكون إسرافه في الأمر والنهي هو اختبار لمدى تقبلك له مهما حدث.
حين تشكو الزوجة من معاملة الزوج، يجب أن تنظر للشكوى من منظور شامل، فأنتِ أمٌ لأطفال، ولا أستطيع أن أقولَ لكِ اثأري لكرامتك من ذلك الزوج المتحفز دائما؛ لأن الأطفال مسؤولية مشتركة، ولأن الزوج هو رب الأسرة والمسؤول عن تأمين معاشها.
استعيني علي المشاكل بالصبر والحكمة، أتصور أن تحسُّن العلاقة الجسدية بينكما، يمكن أن يؤدي إلى تحسُّن شامل، إذا رفع زوجك صوته، افعلي ما يريد دون أن تفقدي بشاشتك، ابذلي جهدا إضافيا لكي يشعر بأنه سيد الموقف، أعدي طعامه، ولا تزعجيه بمشاكل أولادكما، اطلبيه أنت للفراش بعض المرات؛ لكي يشعر بأنه مرغوب، حين يتعكر الجو بين الزوجين تصبح العلاقة الجسدية خالية من الانسجام النفسي والعاطفي، وتصبح وظيفية لا أكثر، ولكن كلما زاد الإحساس بالحميمية النفسية في الأشياء الصغيرة، ازدادت المساحة الإنسانية.
وإن كان زوجك انطوائيا مارسي حاستك الاجتماعية في غير وجوده، أختك يمكن أن تزورك وهو في العمل، وكذلك صديقاتك، وفي النهاية أقول لك إن فن الحياة هو التكيف مع الظروف، والتفكير في الجوانب الإيجابية في الحياة، مازال العمر أمامكِ -إن شاء الله- كبساط جميل، فعليك أن تمشي فوقه بثقة وامتنان.
الندم
سيدتي أتمنى أن تستطيعي مساعدتي لأني في موقف صعب، فأنا أقيم مع أسرتي في دولة أوروبية، وأعيش حياة كريمة، التقيت بشاب منذ عامين، وهو الآن في العشرين من عمره، تحاببنا، ولكن كانت بيننا مشاكل، لأننا تمنينا أن تربطنا خطبة، ولكن أسرته لم تسمح له بذلك؛ لأنه كان في رأيهم صغيرًا وغير ناضج.
كنت أثق به تماما ثم اكتشفت أنه يخونني، وصدمت جدا، وتصورت أنني لا يمكنني أن أحب آخر مطلقا، وليست هذه هي المشكلة، فالمشكلة أكبر من ذلك بكثير؛ لأننا قبل أن نفترق، وقبل أن أكتشف خيانته لي فقدت أغلى ما أملك معه، وأنا نادمة ومعترفة بأنني أخطأت خطأ كبيرًا، خصوصا بعد أن انتهت العلاقة التي علقت عليها كل أملي،
حاليا تقدم لي خاطب جيد، ولست أدري إن كان عليَّ أن أصارحه بما حدث، فأفقد كل شيء، وتفقد أسرتي سمعتها؟ أم ألجأ إلى حل جراحي يعيد إليَّ بكارتي؟ أنا مضطربة جدًا، وأتمنى أن أتلقى منك ردًا.
حائرة ـ ص
عزيزتي لقد أثبتت لك الظروف والأحداث أن أسرة الشاب الذي أحببته كانت على حق، فقد تبين أنه غير ناضج، وغير قادر على تحمل مسؤولية علاقة تمهد لخطبة فزواج، والآن وقد أدركتِ أن الاندفاع نحو علاقات جنسية قبل الزواج -على النمط الأوروبي- خطأ جسيمٌ تدفع ثمنه الفتيات، أتمنى أن تتمسكي بمبدأ العفاف إلى أن تتزوجي، ولكن حتى تحين الفرصة المناسبة أعتقد أنكِ أنتِ أيضًا صغيرةٌ علي الارتباط، خصوصا في أعقاب التجربة القاسية التي عشتها، لا تفكري في حل جراحي، فكري في حياتك ومستقبلك، وكيفية إكمال تعليمك، وبلوغ مرحلة النضج النفسي والعقلي.
أنا ضد الحلول الجراحية في مثل حالتك، لأنها تنطوي على خداع، وخوف من مواجهة نتائج الفعل، لو اخترتِ الجراحة تعيشين بقية عمركِ في ظل خوفٍ من أن ينكشف أمر الماضي، وفي ظل إحساسٍ بالذنب؛ لأنك تخفين سرا، والرجل الذي يعجب بكِ بكل صفاتكِ الشخصية، وموقعكِ الاجتماعيّ وسلوككِ العام، يجب أن يقبل بكِ كما أنتِ، وليس عليك أن تتطوعي بأي اعترافات، أو معلومات عن نفسك، لو سُئلت أجيبي بصدق، وإن لم تُسألي احتفظي بماضيكِ لنفسكِ، تأكدي أن الله في عون العبد لو تاب عن ذنبه.
العنف المخيف
سيدتي أريد أن أقصَ عليكِ قصتيِّ لعلكِ تساعدينني، فأنا سيدةٌ متزوجةٌ منذ عام، جامعية وزوجي جامعيِّ، زوجي يعتقد أن من حقه أن يضربني إذا اختلفنا في الرأي، وقد تعبتُ من عنفه معي، وكلامه الجارح المهين ليِّ ولعائلتي، أتضرر نفسيًا وجسديًا، ولا تشفع عندي صفاته الأخرى حين تتملكه العصبية، في الأوقات العادية أعتبره حنونا وكريما، ولكن عنفه نحوي يخيفني، لقد حاولت بكل الوسائل أن أتحاشى هذا العنف، ثم وصلت لمرحلة الانفجار، أتعرض للضرب على الرأس وأشعر بأنني مستضعفة، لأني لا أرد الإهانة بمثلها، أصبحت يائسة من الحياة، أفكر في حظي، وأفكر كيف أتخلص من حياتي معه، بعد أن أصبحت بلا شخصِّية، وبلا كرامة.
ربما هو مصاب بعقد نفسية ويريد أن ينتقم مني بسببها، ولكن هذا سلوك غير طبيعي؛ لأنه يعاملني أحيانا كما لو كنت عدوته، أنا من النوع الصبور، ولكن للتحمل حدود، لم أتوقع قبل الزواج أن تكون حياتي الزوجية كما هي الآن، لأني نشأت في أسرة محترمة ومتوازنة، يدين كل فرد فيها بالاحترام للآخر، فما مشورتك؟
عزيزتي لا بد أن تكون هناك أسباب لتفجر كل هذا العنف، وربما يكون أحد الأسباب عدم القدرة علي الإقناع، وفي تلك الحالة تسبق العاطفة العقل، لقد ذكرت في رسالتك أن عنفه يتفجر حين يحتدم النقاش، ولذلك يجب أن تكون الخطوة الأولى هي عدم الدخول في جدل معه، مثل هذا العنف يكسر كل الحواجز النفسية، ومتى وقع مرة يصبح عادة، مازلتِ في بداية الطريق معه، بعد عام من الحياة معه يجب أن تحسمي الأمر لنفسك، فإما أن تقبلي به كما هو، وإما تتخذي قرارا بالانفصال، وفي تلك الحالة يجب مصارحة أهلك بما يجري وأخذ مشورتهم.
لم تذكري شيئا عن وضعك العملي، قلت إنكِ جامعية فهل أنتِ موظفة؟ هل لكِ دخل يمكن أن يحقق لكِ بعض الاستقلال؟ لا يمكن لأحدٍ أن يختار لك الطريق السليم، فهذا هو قرارك، الوضع كما وصفتِ شائكٌ للغاية؛ لأن الزوج يضربك، سواء حاولتِ الدفاع عن نفسك، أم لم تحاولي، وأخشى أن يتطور، فيسبب لكِ ضررًا دائمًا، حاوليِّ نزع فتيل كل الأزمات إلى أن تصلي إلى قرارٍ سليم.
ردود
يوسف أصلان – الإسكندرية
لستِ بحاجة إلى نصيحة مني، ولكنك بحاجة إلى زيارة عيادة طبية متخصصة في المشاكل النفسية المتعلقة بهذا الجانب الحيوي.
افتخار س- كندا