شهد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس وزراء الإمارات وزير شؤون الرئاسة، حفل «مهرجان هجن الرئاسة» الذي أُقيم بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وذلك في المسرح الوطني بأبوظبي احتفاءً بالإنجازات المتميزة التي حققتها هجن الرئاسة خلال موسم 2008 ـ 2009. حضر الحفل أيضاً الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار رئيس الدولة والشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان رئيس لجنة المهرجان، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والسفراء المعتمدين في الدولة وجمهور من المهتمين بالشعر والطرب. «سيدتي» حضرت الحفل الذي أحياه الفنانون حسين الجسمي وعيضة المنهالي وحمد العامري، وتوجّهنا إلى الشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان، رئيس لجنة المهرجان وسألناه عن شعوره:
قال الشيخ محمد بن سلطان: «لاشك بأنني سعيد بهذا المهرجان الذي أُقيم بمناسبة الإنجازات المتميّزة التي حققتها هجن الرئاسة في الموسم 2008/2009، والتي توّجت بفوز الناقة «نهب» المملوكة للشيخ خليفة بن زايد
آل نهيان رئيس الدولة، وحصولها على جائزة «السيف الذهبي» في احتفال بهيج. ومنذ السبعينات من القرن الماضي، بذل الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جهوداً حثيثة من أجل إبراز قيم التراث العربي الأصيل والمتجذّر في مجتمع الإمارات وذاكرة أبنائها، كما أن سباقات الهجن بدأت تشهد تطوّراً ملحوظاً يعكس التوجّه الحقيقي لهذا العنوان الأصيل.
عيضة والعامري وشاعر المليون
تضمّن مهرجان هجن الرئاسة أمسية شعرية أحياها كل من الشاعر السعودي زياد بن حجاب بن نحيت شاعر المليون لموسم 2008/2009 والشاعر القطري سلطان الهاجري والشاعر الكويتي عبدالكريم الجباري والشاعر الإماراتي محمد بن حماد الكعبي، وقامت بتقديمهم المذيعة لجين عمران، وألقى الشعراء قصائد عديدة عن الهجن، لا سيما عن «نهب» التي فازت باللقب.
بعد الشعر، ترك الشعراء المنصة للفنانين حسين الجسمي وعيضة المنهالي وحمد العامري الذين أحيوا السهرة، وكانت البداية مع حمد العامري، الذي غنى الكثير من أغانيه بحضور العوامر الذين جاؤوا ليشجعوا إبنهم، وفنانهم العامري.
إعتلى الفنان عيضة المنهالي المسرح وسط تصفيق من الجمهور الذي ملأ جنبات المسرح، وبعضهم صعد إلى المسرح مؤدياً الإستعراضات التي شكّلت لوحة فنية جميلة، شجّعت المنهالي على الإستمرار مقدّماً أغنية إضافية تقديراً منه لجمهوره.
وقد قابلناه في الكواليس والتقطنا له صوراً مع حمد العامري وشقيقيه سالم وسعيد، ويعدّ الأخير بمثابة مدير أعماله، ووعدنا بحوار طويل ليطلّ على محبيه من خلال «سيدتي» التي يحرص على متابعتها وقراءتها إسبوعياً.
الجسمي والمشاعر الإنسانية
الفنان حسين الجسمي قدّم 4 أغنيات منها «صمت» و«نهب» للناقة التي فازت.
«سيدتي» إلتقته في الكواليس، وسألته عن سر خسارته كل هذا الوزن، فصرّح لنا بأنه خضع إلى عملية تصغير لمعدته، وإن كان أحد الأطباء في مصر قال إنه أجرى له عملية جراحية بالإضافة إلى عدد كبير من الفنانين. وبالفعل، خسروا على أثرها الكثير من وزنهم.
ما هو شعورك بعد أن فقدت كل هذا الوزن؟
لاشك أحس بأنني أفضل، وصارت حركتي أكثر سهولة، كما أن صحتي تحسّنت كثيراً. وكنت من قبل ألهث لأقل مجهود أقوم به، لكن حالياً الوضع تغيّر، وأنا سعيد جداً بهذا التغيير.
لكن البعض يرى بأنك كنت أفضل في السابق، وأنك الآن تبدو متعباً شاحباً؟
لست متعباً، وطبيعي أن يتغيّر شكلي مع كل تلك الكيلوجرامات التي فقدتها. ومن كانوا يحبونني بشكلي السابق، سيعودون ويحبونني بشكلي الجديد، والذي أعتبره أفضل من السابق بلا شك.
هل تفكر بإجراء عملية تجميل وشدّ وجهك؟
نظر إلينا وضحك مستغرباً السؤال. وأشار ملوّحاً لنا بأن ميعاد فقرته قد حان.
مشاهدات جانبية
- كالت لجين عمران المدح مراراً للشاعر زياد كلما جاء دوره ليلقي قصيدة.
- إكتشف المنظمون بعد أن قاربت فقرة الشعر على الإنتهاء، أن الطاولة جرداء، فبدأوا في إحضار باقات الورد وزجاجات المياه ووضعها على الطاولة.
- في ختام فقرة الشعر، قال زياد إن الهجن لا تكفيها دواوين للحديث عنها، لمنافعها العديدة وأثرها في حياة أهل الخليج.
- تشاور الشعراء فيما بينهم قبل إلقاء القصائد. وقرروا أن يختموا الفقرة بقصيدة حرة، أي أن يكون موضوعها بعيداً عن الهجن، فاقترح الشاعر محمد الكعبي أن تكون القصائد غزلية، فعلق زياد ممازحاً: أكبرنا سناً أكثرنا إخضراراً في القلب، ورغم أن باقي الشعراء يصغرونه سناً، إلا أن أياً منهم لم يفكر في إلقاء قصيدة عن الغزل.فضحك الحضور...ولكن، هل قصد زياد أن ينشر وعلى الملأ أن الشاعر محمد كبير في السن، علماً بأنه يبدو أصغر منهم جميعاً؟
- قيل إن عدداً كبيراً من أفراد الجمهور جاؤوا إلى الحفل بمقابل مادي ولكن حفلاً كهذا لا يحتاج إلى دفع مقابل للحضور فهو حفل مجاني، وقام بإحيائه نجوم الغناء الإماراتي والإقبال عليه لابدّ وأن يكون كثيفاً.
- الطفلة شاعرة المليون خديجة الطائي كانت حاضرة، وألقت قصائدها على مسامع الشيخ منصور الذي هنأها على إنجازها، وطلب منها الإجتهاد.
- عندما إنتهت فقرة عيضة، كان يعلم بوجود حسين الجسمي على المسرح، ومع ذلك خرج دون أن يسلًم عليه، مع أنه كان حريصاً على التصوير مع حمد العامري.
- الفنان الجسمي لديه حس إنساني عال، فقد حرص على تحية المايسترو الذي صاحب الفنانين الثلاثة، وسمّاه «الجندي المجهول»، وطلب منه الحضور إلى المسرح للإلقاء التحية على الجمهور.
- عندما انتهت فقرة الجسمي، حيّا جمهوره مودّعاً، فظهرت فجأة فتاة من ذوي الإحتياجات الخاصة وصفقت وهللت، فنزل الجسمي عن المسرح وذهب إليها، وغنى لها خصيصاً.
- كان التنظيم على درجة عالية من الإنضباط، فقد كان حفلاً جميلاً، هادئاً، الكل فيه كان حريصاً على المشاركة وإنجاح الحدث، والتعامل مع الإعلاميين كان راقياً، حيث قدموا لهم كل مساعدة، وعلى رأسهم سليمان قبلان وحامد من اللجنة العليا للمهرجان. لكن، يؤخذ على الحفل أن توقيته لم يكن مناسباً، إذ جاء وسط الإسبوع، والتلاميذ مشغولون في الدراسة والإمتحانات، ولو كان أُقيم في عطلة نهاية الإسبوع لكان اختلف الوضع.