أكوام الذهب


 

القمامة أو "اللمامة" وردت في مواقع، بمعانٍ كثيرة، وهي من الفعل لمَ أي جمع، ومنها يجمع ويلم ويُكوم، حتى برزت منها تلك الأكوام الواضحة، ويقول أبو الفاروق في كتابه العلم المستنير لأصحاب العقول المميزة، عن أكوام القمامة، هي التي تنشأ من أجلها شركات ومؤسسات في العالم الغربي والأوروبي والأميركي، فتقوم بجمعها ونقلها خارج المدن والمناطق السكانية، وإيداعها بالأماكن المخصصة لها، فتحافظ على نظافة الأماكن التي نُقلتْ منها، وتحفظ حيويتها ونضارتها ومناظرها أمام السكان والعالم، كما أنها ستوظف شبابًا يعملون في مجالها، كما أنها -أي القمامة- عندما تُفرد وتفرز وتُنقض ويتم عمل Recycle أو إعادة تدوير، سيستخرج منها سماد بلدي للأرض الزراعية أو الصحراوية، فتزداد خصوبتها، أو تجعلها صالحة للزراعة، ويستخرج منها أيضًا بعض البقايا البلاستيكية والمعدنية والزجاجية وغيرها، والتي يمكن إعادة تصنيعها والاستفادة منها في صناعات أخرى، وأشياء مفيدة للمجتمعات والبلدان، أما في بعض بلداننا، فالقمامة لها استخدامات إستراتيجية بعيدة المدى، منها أنه لابد من تركها حتى تنتشر الروائح النفاذة، وكيف يعيش الناس بلا قمامة أو روائح؟ ويسيرون في شوارع وحَوَارٍ وأزقّة نظيفة؟! كما أنها ستجلب أنواعًا كثيرة ومتنوعة من الحشرات السامة، أقلها خطرًا البعوض والذباب، وتتربى فيها الجرذان، وهي أشياء قد تربى وتَعّود عليها النشء في بعض بلداننا، وتعايشوا معها، وربما يمرضون لو تم مقاومتها أو التخلص منها! وستستخدم ضدها المبيدات الحشرية، مما سيسبب استمرار أنواع من أمراض الحساسية التي عايشها الناس في عالمنا، كما أن مناظر أكوام القمامة، عايشها وتعايش معها الناس وتعّوُدوا وجودها، وضمن أهمية تلك الأكوام الإستراتيجية بعيدة المدى، عندما تُكَوُم عاليًا فتكون بمثابة دفاعات حصينة عن البلدان، لدرء أي أخطار هجومية معادية، بعد أن انخفضت مستويات الجبال، وأحيانًا تستخدم في بلدان ما، بمثابة سدود منيعة للمياه في بعض الترع والأنهار الصغيرة لتحمي من أخطار السيول والغرق، كما برزت أخيرًا مهمة جديدة لتلك الأكوام، وهي أن وجودها فرصه سانحة لبعض وسائل الإعلام، للتصوير المستمر والظهور المتواكب واستمرار النشر وزيادة التوزيع! وهناك استخدامات كثيرة وواسعة لأكوام القمامة، وهناك كُتب وموضوعاتُ ومقالات، والخلاصة أن أكوام القمامة ما هي إلا أكوام من المقاومات الطبيعية اللازمة للمعيشة واستمرار الحياة!!