قامت روضة أهلية في محافظة الخبر «شرقي السعودية» بإعطاء طفلة مريضة تبلغ أربعة أعوام «الأيودين» بدلاً من خافض للحرارة بعد سكبه على ملابسها، مما سبب صدمة لوالدي الطفلة، في حين رفضت إدارة الروضة الاتهامات الموجهة لها بالإهمال.
وتعود تفاصيل الحادثة، وفقاً لما روته والدة رانيا، والحزن يغلف وجهها لـ«سيدتي»: قبل مدة تواصلت معي معلمة ابنتي رانيا في إحدى الروضات الأهلية بحي الجسر بمدينة الخبر، وأخبرتني بأن ابنتي رانيا حرارتها مرتفعة ولم أتمكن من الذهاب للروضة لأخذها، حيث كان والدها مشغولاً ولا يستطيع الذهاب لإرجاعها للبيت، فأخبرتني المعلمة أنها ستكون تحت رعاية الوكيلة، وسوف نعطيها خافضاً للحرارة فلا تقلقي، وبالفعل استمعت لكلامها وبعدها تواصلت معي ثانية ذات المعلمة، بأن الدواء قد انسكب على ملابسها ولا داعي لأن تقلقي عند رؤيته فتعجبت، وحين عودتها لاحظت لون الدواء الغريب على أسنانها وعلى ملابسها، وعند سؤالها أجابت بأن مشرفة الباص قد أعطتها مادة الأيودين المطهرة للجروح بدلا عن الفيفادول الخافض للحرارة، وأنها لم تتناول كمية كبيرة منه، وعلى الفور تواصلت مع الدكتور الصيدلي فأفادني بضرورة شرب كمية من المياه ومن اللبن وطلب مراقبتها، وفي حالة ظهور مضاعفات يجب الذهاب للمستشفى فوراً، والحمد لله، قدر الله ولطف، لم تصب بأذى كبير.
متسائلة أم رانيا: هل يفترض بمشرفة الباص العناية بطفلة درجة حرارتها مرتفعة، وهي لا تعرف الفرق بين «الأيودين» و«الفيفادول»؟
الخطأ يحدث
أكد والد الطفلة رانيا، أن الخطأ يحدث كثيراً ولكن يجب ألا يحدث في روضة تهتم وتعتني بالأطفال، ويجب أن يكونوا أكثر حذراً في التعامل معهم، ويجب تكليف من هو ملم بالإسعافات الأولية للعناية بهم في حالة المرض، وفي حالة ابنتي، الحمد لله، سلمها الله، لكن يجب المتابعة الدقيقة من قبل الروضة أو المدرسة في حال حدوث مثل حالتها، ونتأمل خيراً بعدم التكرار؛ لأن العواقب قد تكون وخيمة المرة القادمة.
تلفيق
تواصلت «سيدتي» مع إدارة المدرسة ممثلة في مديرتها حنان البلوشي؛ لتفاجأ بنفيها للحادثة وأنها محض تلفيق حول المدرسة، وأنها رفعت شكوى للإشراف وستظهر الحقائق قريباً حسب قولها، وعندما سألناها عن السبب أجابت: من يرد أن يلفق شيئاً فلن يعدم السبب.
وحول كيفية التعامل عند ارتفاع درجة حرارة الطفل، أجابت لطيفة الحربي المشرفة الطلابية، أنه عند ارتفاع درجة حرارة الطالبة أثناء اليوم الدراسي فإن الإجراء المتبع في هذه الحالة هو أخذها إلى الغرفة الخاصة بالحالات الصحية، واستخدام كمادات للرأس، وحث الطالبة على شرب كمية من المياه، مع قياس درجة حرارتها والتواصل مع الأهل، والتأكد أن الطالبة لا تعاني من حالات صحية أخرى تم التبليغ عنها.
وحول سؤال آخر طرحته سيدتي حول وجود وحدات صحية أو مشرفة صحية في كل مدرسة للتعامل مع هذه الحالات، أبانت الحربي: لا توجد وحدات صحية من الوزارة، ولكن توجد معلمة في كل مدرسة مكلفة بالإرشاد الصحي إلى جانب مهنة التعليم، وغير متفرغة لهذا المسمى ولا مدربة بصوره ممتازة، لكن لديها دورات خاصة بالإسعافات الأولية فقط، كما يوجد في بعض المدارس الخاصة من لديهم مرشدة صحية وممرضة.
سيتم التحقق من الحادثة
فيما أكد سعيد الباحص، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، أنه سوف سيتم التحقق من هذه الحادثة من قبل لجنة مشكلة من مكتب تعليم البنات بمحافظة الخبر، ومتابعة ما جرى وفقاً للإجراءات النظامية المتبعة في هذه الحالات، وما قامت به المدرسة من إجراءات في هذا الخصوص، وسنوافي الجميع بما تم التوصل إليه.