منذ طفولتها، عشقت خولة الغناء وكانت تغني لجدها لأبيها، فيقابل شدوّها الطفولي بالضحك. ولكن، لم تأخذ والدتها موهبتها على محمل الجد، إلا بعد أن تفاجأت بجمال صوتها، عندما أحيت حفلاً مدرسياً وهي في العاشرة من العمر. فبدأت رحلة التشجيع من قبل الأم لتحقّق من خلال ابنتها الحلم الذي تبدّد على يد أب متشدّد. «سيــدتي» اتّصلت بفوزية أمزيان أم خولة وأجرت معها هذه الدردشة عن ابنتها.
- في أي يوم وأي ساعة ولدت خولة؟
كان ذلك يوم الخميس عند الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً من شهر يناير (كانون الثاني) منذ ثماني عشرة سنة.
والدها لا يمنعها من تحقيق حلمها بالغناء
- ما ترتيبها في الأسرة؟
الثانية بعد مريم، يليها محمد وسعد.
- في أي سن بدأت الغناء؟
منذ الصغر كانت تغني لجدّها لأبيها ويضحك، لكن لم نهتم بذلك واعتقدنا أنها نزوات أطفال. إنما بعد التحاقها بالمدرسة، بدأت تغني في المناسبات الوطنية. فقد شاركت في حفل بمناسبة عيد العرش عندما كانت في العاشرة من العمر، وأدّت أغنية للفنان المغربي نعمان لحلو «بلادي يا زين البلدان». حينها فاجأتني بصوتها، فبدأت بتشجيعها وراحت تساهم في بعض الحفلات والجمعيات المحلية.
- وماذا عن والدها، هل يؤيّد موهبتها؟
نعم، هو لا يمنعها من تحقيق حلمها بالغناء، وإن كان يشدّد ـ بحكم أنه رجل تعليم ـ على ضرورة موازاة ذلك بالدراسة.
- هل عرفت مشاركات فنية مغربية قبل أن تلتحق بـ«ستار أكاديمي»؟
شاركت بمهرجان فني في الأقاليم الشمالية وهي في سن الثالثة عشرة، وكان عبارة عن مسابقة فنية، فحازت على الجائزة الأولى بأغنية «جرح ثاني « لشيرين. وأيضاً ساهمت في تظاهرة فنية حول الإيدز ببوزنيقة (مدينة قريبة من الرباط) وحازت على شهادة وجائزة مالية.
- كيف التحقت بـ«ستار أكاديمي»؟
كانت ضربة حظ، لاسيما بعد أن خاب أملها بالمشاركة السنة الماضية حيث تقدّمت ووصلت للمرحلة النهائية، لكن لم يحالفها الحظ، رغم أنها كانت تتابع البرنامج منذ نسخته الأولى، وكانت تحلم أن تكون من بين المشاركين يوماً. وكنت أنصحها بالتريّث إلى حين تبلغ السن الملائمة.
- ما هو مستواها الدراسي؟
تدرس في الصف السادس ثانوي ـ أدب عربي.
- هل هي تلميذة نجيبة؟
خولة مجتهدة، لكن يقلقني أنها لم تشارك في بعض الإمتحانات، حيث إنها تزامنت مع بعض المشاركات الفنية. وأخاف أن يتأثّر مسارها التعليمي.
- هل لديها اهتمامات أخرى؟
تحبّ السباحة والرحلات، وتحلم أن تكون عارضة أزياء.
- ألم تشارك بأي عرض أزياء؟
لا، لكنها تمارس دورها كعارضة أمامي في المنزل، عندما أشتري لها الفساتين، كما لو أنها على «البوديوم».
- وما الألوان التي تفضّلها؟
تبهرها جميع الألوان خاصة الأحمر والأصفر الداكن.
لحنّت أغنية لأبنتي
- ما هي ملامح شخصية خولة؟
مشاغبة منذ الصغر، ونشيطة ومرحة. تخلق جواً خاصاً في البيت وتحبّ المقالب أيضاً.
- وماذا عن صداقاتها؟
لها أصدقاء كثر، فهي اجتماعية جداً.
- أليس هناك في العائلة من يهتمّ بالغناء أو الفن عموماً غير خولة؟
كانت لي تجربة في هذا المجال، حيث كنت أحبّ الموسيقى جداً، وطلبت من أبي أن أدرسها، لكنه كان متشدّداً فرفض. فاضطررت أن ألتحق بالمعهد الموسيقي خلسة ودون علمه، وكنت أهرب من حصص المدرسة لأحصل على دروس الموسيقى في الصولفيج والبيانو. وعندما التقى مدير المعهد أبي صدفة، أشاد باجتهادي في الدروس، فعاد أبي للبيت ليشبعني ضرباً.
- وخولة، ألا تعزف على بعض الآلات؟
لا، لكننا بدأنا سوياً مشروع أغنية بعنـوان «حبيبـــي تعبان» باللهـجـة المصرية، وضعت أنا ألحانها وتؤدّيها خـولـة. ولكن، توقّفنا بعد التحاقها ببرنامج «ستار أكـاديمي» وسنستكملهـا قريباً.
زيارة إلى منزل بسمة
بعدها انتقلت «سيدتي» إلى منزل بسمة حيث التقينا والدتها خديجة التي عرّفتنا عنها قائلة: «تبلغ بسمة من العمر 18 عاماً، وهي من مدينة ورزازات (جنوب المغرب)، حاصلة على شهادة البكالوريا بدرجة حسن، ولديها شهادة «توفل» في اللغة الإنكليزية. كانت تنوي أن تتابع دراستها في الطب في فرنسا، لولا رغبتها بتحقيق حلمها بالغناء في برنامج «ستار أكاديمي»، حيث قرّرت بكل إرادتها أن تتخلّى عن الطب من أجل الإستمتاع بموهبتها في الغناء».
وتضيف والدتها خديجة قائلة: «هي الإبنة البكر الوحيدة وسط ولدين، محمد أسامة (11 سنة) وياسر (6 سنوات). لم نمنعها يوماً من ممارسة هذه الموهبة لأنها جزء منها منذ أن كانت طفلة، فهي تشارك باستمرار في المهرجانات. وتجربتها الأولى في الغناء كانت في المدرسة، وكان عمرها وقتذاك عشر سنوات، حيث أدّت أغنية في مسرحية «الوحدة العربية كرامة وعزة وحرية»، ولفتت الأنظار إليها».
وتضيف والدتها لـ«سيدتي»: «موهبتها نابعة منها ومن التأثّر بخالتها التي تجود القرآن وتحفظ المدائح، لكن ابنتي اتّجهت بموهبتها أساساً إلى الغناء العربي. وقد نالت منذ عامين جائزة أحسن صوت في مسابقة صيفية على شاطئ مدينة الجديدة. كما أنها تغني ضمن فرقة التراث والإحياء. وسجّلت أغاني من كلمات خالتها فاطمة، وقدّمتها للنقابة الحرة للموسيقيين. واعتبروها مطربة قاصراً بحكم حداثة سنها».
تعتبر الأم أن ابنتها تمتلك طبعاً خاصاً بها بحكم حساسيتها المفرطة، فليس لديها صداقات كثيرة، وأقرب الناس إليها هو والدها المحامي. وغالباً ما تكون وحيدة، فهي إما في سيارتها أو على متن درّاجتها «سكوتر». تستمتع كثيراً بالموسيقى وتعيش عالمها الخاص».
لم يعترض والدها على الغناء لأنها صديقته وتحكي له كل آمالها، ورغم أنه يريدها طبيبة، إلا أنه ـ كما تؤكّد والدتها ـ يحترم اختيارها كثيراً، وهي مدلّلة لدى كل العائلة. ولذلك، قرّرت أن تكون سنتها بيضاء في الكلية، فاحترم والدها رأيها، كونه يدرك مدى حبها للغناء. لقد أردناها جميعاً أن تجرّب حظها ولم نرغب في حرمانها من المشاركة في البرنامج.
تتمنّى خديجة لابنتها حظاً سعيداً ولخولة أيضاً، فكلاهما ابنتاها كما تقول لأنهما تمثّلان وجه المغرب. علماً أن ابنتها كانت تتعرّض لانتقادات وملاحظات من معجبيها بالمدينة، على حدّ قولها، لأنهم كانوا يشدّدون على أن تذكر إسم ورزازات وتعطي المدينة حقها، لاسيما وأنها معلم سياحي وفيها أكبر استوديو لتصوير الأفلام العالمية، غير أن أم بسمة تقول إن بسمة وخولة مغربيتان وتحملان إسم وطنهما الواسع. وتتمنّى أن يكون الحظ حليفهما في الحياة وتقدّمان صورة جيدة عن بلدهما.