تجمع ميونيخ بين الراحة والذوق الرفيع، فهذه المدينة الألمانيّة الضاربة جذورها في التاريخ توفّر لمن يحلّ عليها ضيفاً مناخاً ثقافياً يرمز إلى قرون سطرت خلالها الحضارات الإنسانية معالمها على خريطتها. ورغم اهتمام السائح العربي بالسياحة الترفيهية الحديثة، إلا أن المدينة تجمع بين الحداثة وعراقة التاريخ في آن واحد، فضلاً عن خليط واسع من الفن والثقافة.
متعة التسوق والإستجمام
يعتبر ميدان «مارين بلاتس» في قلب ميونيخ وجهة لا تفوّت، فهو يحتضن عدداً من المعالم السياحيّة، كسوق «فيكتوالين» وصالة «شرانين هالا» التي تحتوي على أكشاك متعدّدة تقدّم تشكيلة من المشروبات والمأكولات الشهية. أما دار البلدية الجديدة ذات الطراز المعماري القوطي الحديث فتمتاز بأجراسها ومجموعة التماثيل التي تدور على ارتفاع 85 متراً. وعلى مقربة منها، يقع مبنى البلدية القديم ذو الطراز المعماري القوطي والذي لا يقل عن مبنى البلدية الجديد جمالاً وفخامة! وعلى بعد أمتار عدّة، تقع كنيسة القديس بطرس العجوز أو «ألته بيتر» وهي أقدم كنائس ميونيخ. ويمكن للزائر الصعود إلى قمة برج الكنيسة والاستمتاع بالمنظر البانورامي الساحر لميونيخ. وعلى مسافة خطوات قليلة، تقع كنيسة النساء أو «فراون كيرشه».
كما يمكن للسائح أثناء جولته، الاستراحة في أحد المقاهي المنتشرة على جانبي شارعي «لودفيغ» و»ليوبولد» في المنطقة التجارية أو في الحديقة الإنكليزية التي تمتد على مساحات شاسعة، وتضم البرج الصيني الشهير الذي شُيد قبل 200 عام! كما تنتشر الحدائق الفيحاء على ضفاف نهر «الإزار» الذي يجري وسط ميونيخ على مسافة 13 كيلومتراً.
وتعدّ حديقة الألعاب الأولمبية التي أنشئت عام 1972 المكان المثالي للتنزه خلال الأشهر الدافئة. هنا، يطلّ علينا «البرج الأولمبي» الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه 290 متراً. وهو يتيح رؤية منظر رائع للمدينة بكليتها والجبال المحيطة، خصوصاً عندما تكون السماء صافيةً.
وفي هذا الإطار، ننصح الزائر أن يبدأ جولته من ساحة «مارين» التي تعتبر نواة ميونخ، علماً أنّ لهذه الساحة وجهين: أحدهما تاريخي، يشكّل قلب المدينة الفعلي، شُيّد في عهد الملك هنري الأسد في عام 1158، والوجه الثاني سياحي بفضل المتاجر والمحال والمقاهي التي تجذب السياح. وفي هذا الإطار، يبدو شارع «ماكسيميليان» القريب من الساحة عنوان التسوّق الفاخر، فقلّما يفقد السائح متجراً أو علامة عالمية، بدون أن يجدها في هذا الشارع. كما تشتهر الساحة بكنيستها ذات الطابع القوطي الجديد.
العرب وصيف ميونيخ
ثمة عوامل متفرّقة تجعل من ميونيخ نقطة جذب للسيّاح العرب، ولاسيّما الخليجيين منهم، كالقصور التاريخية والحدائق الغناء والشوارع الأنيقة والمحال التجارية الراقية والمناخ الصيفي المعتدل. فنزهة على ضفاف نهرها أو في حدائقها العامّة كـ «الحديقة الإنكليزية» تُشعر السائح بالتخلّص من ضغوط الحياة العملية التي تبعده عن عائلته. وما يزيد من متعة هذه النزهة، سهولة الوصول إلى جميع الأماكن السياحية سواء بالمواصلات العامّة أو بسيارات الأجرة أو حتى بركوب عربات الخيل التي تتنقل بين المناطق السياحية.