كي ننقل الصورة من مختلف الزوايا، التقينا متعهد مهرجان «جدة غير» سعود سالم ليشرح وجهة نظره فماذا قال؟
بداية نسألك عمّا حصل بالضبط، خاصة أن علاقتك مع محمد عبده ترجع إلى ربع قرن تقريباً؟
لقد فوجئت بما حدث لأنه لم يسبق أن وقع أي سوء تفاهم بيننا، لقد نظّمت له ما لا يقلّ عن 14 حفلة، منها 11 في أبها، وآخرها الحفلة «المشؤومة».
في حضور الإعلاميين، سألنا محمد عبده عن السبب فقال إنك خدعته وقلت له إن الحفلة ستكون جلسة كالتي صوّرتها في الكويت لقناة mbc، ولن يتمّ تصويرها تلفزيونياً ، وأنك تقاضيت 800 ألف ريال مقابل إحيائها. ولهذا أصرّ محمد عبده على إحضار فرقته بقيادة د. عماد عاشور؟
عندما تحدثت إليه قلت له إن لدي فكرة سبق ونفذت مثلها في الكويت والأردن، وهي حفلة متاحة أمام الجمهور، فما رأيك لو ننفّذ حفلة على غرارها في جدة؟ فقال: «لكن نطعّمها بموسيقيين من مصر». فقلت له حاضر. قبلها، كان سألني أين ستقام الحفلات؟ فقلت له في الإستاد الرياضي. وعندما تقام حفلة في استاد رياضي فكيف لها أن تكون جلسة! فالجلسة تكون في استوديو مثل التي أقيمت في الكويت.
بالنسبة لخداعي له، فلقد حصل على أجر قدره نصف مليون ريال، علماً أنه يأخذ ثلاثمائة ألف ريال عن حفلة في السعودية. فلو كنت لا أحبه وخدعته كما يقول فهل سأعطيه هذا المبلغ؟
حكاية الشيك
كانت ذريعته أنك أخذت 800 ألف ريال فطالب بفرقة موسيقية كاملة؟
حتى لو أخذت 800 ألف ريال ليس من حقه محاسبتي فهو قد نال أجره.
دعني أسألك بشكل مباشر. لماذا لم تعط المبلغ للفرقة الموسيقية قبل الحفل أو في الاستراحة كما تم الاتفاق بينكما؟
لقد أبلغت د. محمد العضاضي المشرف العام على المهرجان، الذي عاتبني. وكان لا يريد أن يحيي محمد عبده الحفل وأنا الذي أصررت عليه. فكلّمه العضاضي وأخبره بأنه على استعداد ليطلعه على المصاريف والرعاية التي جاءتنا.
كلمني محمد عبده يوم السبت، أي قبل الحفلة بيوم واحد. وطلب مني إحضار شيك بـ 500 ألف ريال وشيك آخر بأجر الفرقة بـ 130 ألف ريال، وكنت كتبت الشيك باسمه من قبل، ودفتر الشيكات ليس معي فذهبت إلى بيته، وفعلاً آتاني وجلس في سيارتي. أخذ الشيك وكلّمته بكل أدب. يوم الحفلة كلّمته عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً لأحضر له أجر الفرقة. فطلب مني عدم التأخير لأنه يريد أن ينام. وفعلاً، دخلت فوجدته يتناول إفطاره فأكلت معه. ثم حسبنا المبلغ بالريال وقلت له هذا شيك بـ 130 ألف ريال وهو ما يعادل (34666.667 دولاراً). ثم سألني متى يمكن أن يبدأ الحفل؟ فقلت له: من الساعة العاشرة والنصف إلى الواحدة والنصف. وهكذا ترجع إلى بيتك مبكراً. هل تريدني أن أحضر لاصطحابك؟ فقال إن ياسر سلامة سيأتي إليه.
بعد أن وصل الفنان محمد عبده بصحبة ياسر سلامة عند الساعة 12 تقريباً، ماذا حدث ؟
بالفعل، جاءني شخص وقال لي: «الأستاذ يريدك». دخلت عند محمد عبده في الكواليس فقال: كلّم عبد المجيد (محاسب محمد عبده) وأعط الفرقة المال بعد الحفلة، فقلت له: حاضر. ذهبت إلى عبد المجيد فأعطاني الـ 130 ألف ريال وطلب منّي التوقيع على سند استلام. فسألته لماذا لم تعط الفرقة المال بنفسك؟ فقال: «الأستاذ مو فاضي بعد الحفلة». قلت في نفسي هناك ما يدبّر لي. فقلت له أعطني المال ووقعت السند بعد أن كتبت: «استلمتها حسب طلب الأستاذ محمد عبده وتمّت إعادتها لي لأحاسب الفرقة بدلاً عنه ودون مسؤوليتي».
ولمّا صعد الفنان محمد عبده ليغني أرسل لي عماد عاشور شخصاً من الفرقة قال إن الأخير يريد دولارات ولا يريد ريالاً سعودياً. فسألته لماذا؟ قال إنهم لا يقبضون بالريال السعودي.»
بين الدولار والريال
لكن نشر على لسانك أنك قلت له غداً ستصرف لهم دولارات، ولكنك ذهبت إلى المطار في الليلة ذاتها من أجل ذلك؟
بالفعل، لقد ذهبت ولمّا لم أجد دولارات، فأعطيت المبلغ لمحاسبي وقلت له انتظرني في الفندق. و رجعت إلى مكان الحفل قبل أن ينهي محمد عبده وصلته الأولى، بعدها أخذ الأخير استراحة فاتصل بي عماد عاشور قائلاً: «إحنا عايزين فلوسنا الآن وإلاّ لن نطلع الحفلة». قلت له إن شاء الله خير.
ولكن عندما قالوا لك في الاستراحة إدفع للفرقة ما الذي منعك؟
لأنهم بدأوا يستفزونني، خاصة في قول د. عماد: لن نطلع وسوف نخرّب الحفلة. فقلت إذا كان الأستاذ محمد عبده يريد أن يخرّب الحفلة فهذا شأنه، وقد علمت أن محمد عبده قال أمام الإعلاميين لعماد عاشور إطلع إلى المسرح وأخبر الجمهور أنكم لن تكملوا الحفلة لأن المتعهد هرب.
أكرر، ولكن ما الذي منعك من الدفع؟
أولاً قالوا نريد دولارات، وبعدها بنصف ساعة قال عماد عاشور: أريد 300 ألف ريال، لأن محمد عبده أفهمهم أنني أخذت 800 ألف ريال. فقلت له أموالكم موجودة عندي، وستأخذونها بعد الحفلة في الفندق، إنما لن أدفع زيادة عن المتفق عليه. المشكلة أن محمد عبده عندما كلمني في الليل قال أحضر الـ 300 ألف ريال، وللأسف أنه نسي في الصباح سؤاله لي عن أجر الفرقة؟ وحسبنا المبلغ بعد أن اتفقنا على أجر العازف الواحد بألف دولار. لقد كلمني عماد عاشور مرتين عن الـ 300 ألف ريال، فقلت له لا يوجد غير 130 ألف وبعد الحفلة سأدفع.
الآن ما هي النتيجة؟
لقد تمّ التحقيق معنا لمعرفة السبب وكشف ملابسات الموضوع. وأنا أحضرت شهودي.
هكذا خسرته يا سعود وقد طالب بوضع إسمك في القائمة السوداء وعدم إسناد أي حفلة لك؟
لا هو الذي خسرني. وعندما يكون هو المسؤول عن المهرجانات فليضعني في القائمة السوداء. لكن الحمد لله أنا لست من المجرمين كي يضعني فيها.