«سيدتي» تكشف عن كواليس «كليب» هيفاء وهبي الجديد «أنت تاني»

علمت «سيدتي» أن الفنانة هيفاء وهبي تصوّر وبسرّية تامة مشاهد «كليبها» الجديد «انت تاني» في منطقة مدرّج بصرى جنوب دمشق، فقرّرنا الذهاب إلى هناك لإجراء تحقيق حول الموضوع، على الرغم من أن الكثيرين قالوا لنا إن «الكليب» يصوّر في سرّية تامة ولا رغبة لأحد بالإفصاح عنه حالياً. ولكن، لأن مهنة الصحافة هي مهنة المشاق والبحث عن المتاعب، قرّرنا متابعة المهمة حتى النهاية.


قرّرنا السير نحو المكان المحدّد والذي يبعد 150 كيلومتراً جنوب دمشق. وصلنا إلى مكان التصوير في المدرّج الأثري، فتمّ أخذ أسمائنا وكأننا ندخل ثكنة عسكرية. إلى هنا والأمر طبيعي. دخلنا إلى ساحة المدرّج وسألنا عن مدير الإنتاج السوري، فأخبرونا أنه في المستشفى بسبب سقوط صندوق حديد على قدمه صباحاً. قصد زميلي المصوّر مكان الحدث، حيث تجمّع عدد كبير من الكومبارس المرتدين الملابس الرومانية لأداء دورهم في «الكليب»، الذي يتحدّث عن قصة حياة محاربة جميلة وهي هيفاء وهبي ومدرّبها الفنان المصري تامر هجرس.

 

هيفاء بملابس رومانية

 الكلّ كانوا متجمّعين في الساحة. سألنا عن الفنانة هيفاء وهبي، فقيل لنا إنها في غرفة الماكياج مع الماكيير بسام فتوح وسيأتي دورها بعد ساعة. طلبت من المصوّر التقاط صور للتدريبات، فقام بالتقاط صور للمخرج ولكل الطاقم بمن فيهم تامر هجرس دون تدخّل من أحد، بل كان الجميع يقابلنا بابتسامة وترحيب. كانت الساحة تحتوي إلى جانب الكومبارس، على أفاعٍ كبيرة الحجم وقفص فيه نمور وقرود ستستخدم كلّها في «الكليب». إتّجهنا نحو غرفة هيفاء وهبي علّنا نقابلها فور خروجها من غرفتها، فقام «البودي غارد» بصدّنا وقالوا لنا ممنوع الوصول إلى هذا المكان. إنتظرنا أكثر من ساعة، وكان مساعد المخرج طارق الجداوي قد قطع وعداً على نفسه بإعطائنا مقابلة مع الفنانة هيفاء في وقت الإستراحة، ولكنه بعد مشاهدته لنا ونحن نقابل الفنان تامر هجرس إنقلب علينا. فأخذ يتوعّد وطلب منا المغادرة، لكننا رفضنا لأن المكان عام وهو مزار تاريخي وليس حكراً على أحد أو مستأجراً من قبلهم، ويدخل إليه بشكل دائم الناس والسياح. ولكن، قد يكون انزعج لأننا قابلنا تامر هجرس دون الرجوع إليه. فجاءنا أحد العاملين في الإنتاج وقال لنا: «سمعتهم يتشاورون ضدكم وسوف يقومون بإيذائكم بعد الإنتهاء من التصوير. إسمعوا كلامي وغادروا، أنا أنصحكم بذلك». شكرناه وقلنا له: نحن صحفيون وقد وُعدنا بلقاء الفنانة هيفاء وهبي. فقال لنا: هم يكذبون عليكم، بعد الإنتهاء سيغادرون ولن يعطوكم أية مقابلة، فالموضوع بالنسبة لهم «بزنس» وسري جداً، ولا يريدون الإفصاح عن قصة «الكليب» حالياً. المهم أننا خرجنا من مكان التصوير وعدنا عصراً، وكانت هيفاء لا زالت في غرفة الماكياج. توجّهنا إلى الغرفة، وبعد دقائق خرجت هيفاء فسلّمنا عليها، وكانت ودودة جداً وابتسمت للجميع وشكرتهم. كانت ترتدي لباساً يشبه لباس المحاربين القدامى في روما. وتوجّهت فوراً نحو مدرّج بصرى لتبدأ بالتصوير. طلبنا من مستشارها المصري أخذ موعد معها، فوافق. وقال بعد التصوير لكم ذلك، ولكن لفترة قصيرة ولا تطيلوا عليها المقابلة. بعد مرور قرابة الساعة من بدء التصوير، قرّرت هيفاء إلغاء التصوير قائلة للجميع: «تفركش التصوير اليوم» (لن نكمل التصوير اليوم).



 

هيفاء والفنون القتالية

بعدها، توجّهت هيفاء وهبي نحو منطقة أخرى في المدرّج مع فريق التدريب الذي قيل لنا تارة بأنه من جنوب أفريقيا وأخرى بأنه من إيطاليا. جلسنا نراقبها أثناء تدرّبها على القتال معهم. وبعد مضي قرابة ربع ساعة، فوجئنا بمجيء مساعد المخرج طارق الجداوي ومعه عدّة أشخاص حيث حاولوا شدّ وسحب الكاميرات من أيدينا. وعندما رفضنا هدّدونا بالضرب. وبالفعل تمّ جرّ المصوّر حتى كاد يسقط أرضاً، وكادت تكسر الكاميرا، فأعطاهم إياها بعد مسح ما فيها من صور. ثم قاموا بمهاجمتي مطالبين بأخذ جهاز التسجيل لمسح ما فيه، ولكنني رفضت ذلك إلى أن تدخّل مستشار هيفاء وهبي وهو شخص لبق جداً، فأعاد لي آلة التسجيل ولأيمن الكاميرا. أثناء كل هذا كانت هيفاء تتدرّب، ولكن مستشارها قام بالواجب معنا بل وأحضر الشاي للمصوّر أيمن هرايسي بعد الإهانة التي تعرّض لها.


لقاء مع تامر هجرس

نعود للـ «فيديو كليب» الذي ننفرد بقصته وبصوره الأولى، وهو يتحدّث عن قصة محاربة يقوم بتدريبها مقاتل قوي هو الفنان تامر هجرس الذي تحدّث عن طبيعة «الكليب» الجديد قائلاً: «هو فيلم قصير من النوع التاريخي، يتحدّث عن مقاتلة تحارب الأعداء والغزاة، وأجسّد فيه دور المدرّب لتلك المحاربة الشجاعة. وتسير مجرى أحداث «الكليب» في العصر الروماني». وأضاف: «بطبيعتي، أرفض المشاركة في «الفيديو كليب» على الرغم من أنني طلبت لذلك أكثر من مرّة، ولكنني وجدت أن العمل كبير ومهم. وقد جاءني العرض من هيفاء شخصياً، وبعد جلسة عمل معها إقتنعت بالفكرة وقصة «الفيديو كليب». العمل مكلف جداً وقد تساوي تكلفته تكلفة مسلسل تلفزيوني. في الحقيقة، إنه عمل ضخم، ولذلك قرّرت المشاركة فيه. وأنا حالياً كما ترى أصوّر مع هيفاء في مدرّج بصرى المشاهد الخاصة بنا. لقد اختاروني بناءً على شكلي وجسمي الرياضي وطولي وشخصيتي القريبة من شخصية البطل المتخيّل في «الكليب». ووصف تامر هجرس هيفاء أثناء العمل قائلاً: هي متواضعة وفنانة استعراضية و«بتعمل شو» (إستعراض). وهذا شيء أحبه فيها، فهي تعمل في كل الظروف لإتمام عملها، وهذا سبب نجاحها. وعن سبب مشاركته في «الكليب» قال: «الحقيقة هيفاء هي من طلبتني للعمل معها في «الكليب» بعد أن شاهدتني في عدّة أعمال قبل ذلك. أجسّد في «الكليب» شخصية المدرّب الذي يعلّمها القتال، وتجمع بيننا علاقة إعجاب تحاط بالمشاكل والعقبات، إلى أن ننفصل بعد ذلك. وتسير الأحداث فأراها تقاتل أمامي أعداءها في أحد الأماكن، فأقوم بمساعدتها بناء على خوفي عليها وحبي لها، وهذا ما يعيد المودة بيننا من جديد».

ويعتبر هجرس الفنان الوحيد المشارك في «الكليب» الجديد لهيفاء وهبي. وأضاف: «التجربة تاريخية، وهي المرّة الأولى التي أعمل فيها في أجواء تاريخية. فكل ما قدّمته سابقاً كان في إطار المودرن، الحديث والواقعي. العمل فيه جهد كبير حيث نعمل في أجواء حارة ومضنية، ونتعامل مع الحيوانات وهذا ليس بالأمر السهل أبداً. لولا أن «الكليب» مميّز وهيفاء فنانة كبيرة وأحبها كثيراً، لما شاركت فيه أبداً. وكونه يضيف لي شيئاً جديداً، هذا أكثر ما حفّزني للعمل معهم، وطبعاً هيفاء وهبي ليست سهلة».



المخرج محمد سامي

خلاف

يذكر أن كليب «انت تاني» من إخراج محمد سامي ومن إنتاج محمد السيد وهو الأول لهيفاء وهبي بعد زواجها من رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة. «كليب» هيفاء وهبي «أنت تاني» مرّ إلى جانب ما ذكرناه  بمشكلة أخرى، هي ما حصل من خلاف  بين محمد سامي  وفريق «المجازفون»، وهم مجموعة شبان سوريون تعتبر أدوارهم من أساسيات أحداث ومجريات «الكليب»، فهم يقومون بأداء حركات حربية وقتالية ولهم مشاركاتهم في عدّة مسلسلات وأفلام عربية وعالمية. وبعد خلاف مع المخرج، قرّروا ترك العمل بل قرّر أحدهم الإعتداء على المخرج لولا تدخّل البعض لفكّ النزاع والخلاف لتكملة العمل بسلام.

 

إكسترا

تعرّضت الفنانة هيفاء وهبي لأذى خفيف أثناء تدرّبها مع أحد أفراد فرقة "المجازفون" الذين يدرّبونهم على الحركات القتالية، وهو يتمتّع بجسم ضخم، حيث تعثّرت بقدمه وسقطت أرضاً. بعدها، ساعدها المدرّب جمال الظاهر على النهوض، وعندما تأكّد أنها لم تصب بأذى، تمّ إكمال التصوير.