الخيانة الزوجية مصطلح شائك جداً، ورغم أنَّ فعل الخيانة يقوم على خيانة أحد طرفي العلاقة الزوجية للطرف الآخر، إلا أنَّ الأنظار غالباً ما تتجه إلى الرجل لاتهامه بارتكاب هذا الفعل، خصوصاً مع تطور أشكال الخيانات الزوجية التي أصبحت أسهل مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.
«سيدتي» جمعت قصصاً حول الخيانة الزوجية عبر مواقع التواصل، واستطلعت آراء البعض حول سؤال: هل فتحت مواقع التواصل الاجتماعي بوابة الخيانة الزوجية؟ وكان هذا التحقيق.
مشاعر زائفة للابتزاز
تروي سلوى قصتها مع الخيانة الإلكترونية، فتقول: «تعرفت على شخص عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وأشعرني أنه الرجل الذي كنت أبحث عنه طوال حياتي. وحين التقيت به في مطعم، صوَّر جلستنا من دون علمي، ثم هدّدني بإرسالها إلى زوجي إن لم أستجب له بالحضور إلى شقته. وقد أصبح شبح الفضيحة يتراءى أمامي، فلجأت إلى من ساعدني، وتم حل الأمر بسرية تامة. لذلك، أنصح كلَّ امرأة بعدم الاستماع إلى الكلام المعسول عبر مواقع التواصل التي لا تجلب في هذا الجانب إلا الخراب».
الحل عند الذئب
أما ليلى، 27 عاماً، فتروي حكايتها قائلة: «لجأت إلى مستشار أسري عبر «تويتر» ليرشدني إلى حل مع زوجي الذي يخونني مع نساء عديدات. وقد منحني الإنصات الذي حُرِمْت منه مع زوجي، واسمتع لي لمدة 7 أشهر، ثم طلب مني الخروج معه إلى مكان عام. وكان اللقاء الذي أدى إلى إعجاب متبادل بيننا.. وبنعومة الثعابين طلب مني أن أذهب معه إلى فندق، لكن ضميري استيقظ، فلم أستجب لطلبه. بعدها، طلبت من مستشارة أسرية أن ترشدني إلى الطريق الصواب، وبالفعل نجوت من الوقوع في شرك هذا الذئب».
استدراج فني
سعد، متزوج ولديه أبناء، تعرف على فنانة عبر «فيس بوك»، بصفته معجباً بها. ثم أوهمته بأنها على استعداد للزواج منه، رغم أنّها متزوجة. واتفقا على اللقاء في بلد عربي، فسافر ومكثا هناك أياماً، حيث اكتشف أنه لم يكن الوحيد في حياتها. وبعد أن عاد كلٌّ إلى بلده، قطعت علاقتها به. وقال: « تكتمتُ على الحكاية برمتها؛ فكثيرات من هذا النموذج يكذِّبن علاقاتهنّ مع الرجال، وبالتالي لن يصدقني أحد، وعدت إلى زوجتي وأبنائي وعرفت قيمتهم».
تواعد الأصغر سناً
تقول الإعلامية فاطمة آل عمرو: «لقد زادت وسائل التواصل الاجتماعي حالات الخيانة الزوجية وسهّلتها، وأذكر قصة روتها لي صديقتي عن شقيقها الذي تزوج من صاحبة صالون تجميل مطلقة وعمرها 42 عاماً. وكانت هذه المرأة مثيرة للشك، وتختلق له الكثير من المشاكل. نصحته صديقتي بأن ينشئ صفحة على الـ«فيس بوك» باسم وهمي وبصورة صديقه. وبعد أسبوعين وصلته منها رسائل غرامية، وأخبرته أنَّ عمرها 27 عاماً، وطلب موعداً معها، فوافقت على الفور. وقبل الموعد بنصف ساعة، رآها برفقة صديقاتها في مطعم معروف من دون حجاب وبلباس فاضح، ليقابلها ومعه صديقه، وينهي زواجه بهذه المرأة المخادعة التي تواعد من يصغرونها سناً».
وتختلف الإعلامية البندري سعود مع فاطمة، فتقول: «لا أعتقد أنَّ مواقع التواصل سهلت الخيانة الزوجية، أو أنها سبب في ذلك؛ بل على العكس، فهي وسيلة مهمة تسمح للزوجين التعرف على جوانب أخرى من شخصية كل طرف منهما، حيث تتيح إقامة حوار بينهما قد لا يتسنّى لهما إقامته في علاقتهما اليومية المباشرة».
الرأي المتخصص: مواقع التواصل سهَّلت الخيانة
تؤكد المستشارة الأسرية سلوى العضيدان لـ«سيدتي» أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت الخيانة الزوجية، وتقول: «فتحت هذه المواقع الباب على مصراعيه للخيانة الزوجية، فأصبحت تؤمِّن السرِّية في ذلك، وتخلق عالماً رومانسياً مزيفاً سواء للزوج أو للزوجة».
ووضعت العضيدان خمس طرق للخلاص من هذه المشكلة؛ وهي:
1- الاعتراف بوجود مشكلة بين الزوجين؛ مما يمهد الطريق لمعالجتها.
2- تعزيز الوازع الديني عبر محاضرات لرجال دين وعلماء نفس واجتماع.
3- عقد دورات دينية ونفسية وإرشادية وتثقيفية للأزواج.
4- تعلّم الزوجين فن الإنصات لبعضهما بعضاً، وتقبُّل الطرف الآخر.
5- التحذير المستمر من عواقب الخيانة الزوجية عبر مواقع التواصل نفسها.