منذ نعومة أظفارها اعتقدت بما أشاعه الغرب من ظلم الإسلام وسلبه لحقوق المرأة، وعلى مدرجات الجامعة تعرفت على الدين الحق من خلال تعاملات الشباب والشابات المسلمات، وبعد أن تزوجت برجل مسلم، وتفهمت حقيقة عدالة الإسلام وإنصافه الصادق للمرأة، في مقابل استغلال الآخرين لها، قررت الدخول في الإسلام، ومنذ 22 عاماً عملت على ترجمة وتأليف العديد من الكتب، هدفها نقل الصورة الصادقة عن الإسلام للغرب، وكما باحت لـ«سيدتي» فإنها ستنشر قصة إيمانها من واقع ما عاشته من منظور حقيقة حفظ الإسلام لكرامة المرأة.
الزميل العون محاورة أمة الله
بداية كيف كانت حياتك قبل دخولك إلى الدين الإسلامي؟
منذ أن ولدت وأنا أعيش حياة من دون معنى، فقد كنت ملحدة، كنت أسمع عن الإسلام أنه دين يضطهد المرأة وينتقص من حقوقها بطريقة لا إنسانية، ولهذا فصورة الإسلام لديَّ لم تكن طيبة، لكن ومنذ 22 عاماً تغيرت الأمور والمفاهيم وبدأت أتفهم حقيقة النور في دين الحق، وبعد أن أنعم الله عليَّ بنعمة الإسلام، اكتشفت الحقيقة، وهي أن الإسلام هو دين العدل والإنصاف، وأنه لم يضيَّع حقوقاً لبشر مهما كان نوعه أو لونه أو شكله.
مفاهيم سائدة
هل للمناهج التعليمية دور في غرس تلك المفاهيم لدى الغرب عن المسلمين في الخارج؟
بكل تأكيد، وإن كانت بصورة غير مباشرة، لكن المفهوم السائد هو النظرة الدونية للشعوب الإسلامية، وأعتقد أن الفكرة سائدة منذ عصور طويلة، وما يشاع من أن المرأة عند المسلمين مستخف بها ومهانة كرامتها، فقط لكونها امرأة، وللرجل الحق المطلق في كل ما يخصها، لدرجة حرمانها من حقوقها، خاصة في تولي الرئاسة أو اعتلاء المناصب العليا.
هل هذه النظرة ما زالت إلى عهدنا الحاضر؟
جميع الشعوب بمختلف أديانها تتباهى بالدين الذي تعتنقه، لكن يبقى الدين الإسلامي هو الرسالة الحقيقية للبشرية كافة من دون تمييز أو عنصرية، فللمرأة مثل ما للرجل، من دون انتقاص.
كيف تغيرت أفكارك تجاه الدين الإسلامي؟
منذ أن وجدت على هذه الحياة، كان لدي شعور بأنني أسير في طريق مظلم، إلى أن جاءت الصدفة لتلعب دورها، حدث ذلك عندما كنت أدرس في إحدى الجامعات في الولايات المتحدة، وكانت تضم بين أروقتها مجموعة كبيرة من الطلاب العرب المسلمين، وكنت معجبة بأخلاقهم العالية، وبالمحافظة على أداء شعائرهم الدينية، وبكل أمانة وصدق كنت أدافع عنهم في كل الأمور، لأنه كان لدي شعور قوي بأنهم في الطريق الصحيح، ونحن من يسير في الاتجاه الخاطئ.
القناعة
متى قررت الدخول في الدين الإسلامي؟
وأنا ما زلت أدرس في الجامعة، تعرفت إلى أشخاص في مركز إسلامي، وكنت وقتها أتلهف لمعرفة أمور الدين الإسلامي، بعد متابعتي لتعاملات الشباب والشابات العرب المسلمين، فصاروا يشرحون لي كل ما يخص الإسلام، إلى أن وصلت لقناعة تامة أن ما كان يدور بداخلي، طيلة السنوات الماضية، هو البحث عن حقيقة وجودنا وحياتنا، ولعلَّ ما أسعدني هو تلك الغريزة الفطرية التي كانت دائماً تدعوني للحقيقة، إلى أن منَّ الله عليّ بنعمة الإسلام، وكان ذلك عام 1987 في الولايات المتحدة الأميركية، ولله الحمد، واليوم أشعر بأنني أسعد الناس في هذه الدنيا بعد أن هداني الله لطريقه الصحيح.
وما أسباب وجودك في السعودية وتحديداً في مدينة جدة؟
قبل 22 عاماً تزوجت من شاب سعودي لديه أبناء وبنات، وأنا زوجته الثانية، وقدمت معه إلى السعودية، علاقتنا الطيبة والراقية، أزالت عن عيني تلك الغشاوة التي كانت تسيطر عليَّ في السابق من أن الدين الإسلامي لا يعطي للمرأة حقوقاً، فهي افتراءات ومغالطات لا تمت للحقيقة بصلة والواقع يكذب ذلك، فالدين الإسلامي هو دين الرحمة والمغفرة والمساواة واحترام المرأة ومنحها حقوقها كاملة، وهذا ما جاهدت لنقله إلى جميع من أعرفهم بين غير المسلمين هنا وفي البلاد الغربية.
الأسلوب الصحيح
ما هي الأدوات التي استخدمتها لنقل الصورة الصادقة عن الإسلام؟
عملت على تحرير وترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الإنجليزية بالأسلوب الصحيح، ولله الحمد ساهمت بترجمة مجموعة كبيرة من تلك الكتب، بل إنني قمت بكتابة البعض منها من واقع خبرتي في الحياة وتعلقي بهذا الدين، فعملت على نشرها للغرب والناطقين بالإنجليزية في كل مكان.
*وكيف وجدت تقبلهم لكتب التعريف بالإسلام؟
لا أقول إقبالاً كبيراً، بل، إلى حد ما هنالك تقبل وتفهم حتى إنني أرسل الكثير منها إلى خارج السعودية، بحسب رغبة الكثيرين، وهنالك من يراسلني لاستيفاء معلومات صادقة عن الإسلام، وربما يكون ذلك بسبب كوني واحدة من الغرب، فأنا أعرف بهم، وهم يثقون بي.
المعلومة الصحيحة
بعد كل هذا الجهد وكل تلك السنوات ما هي أهدافك؟
في الوقت الحالي هدفي نشر المعلومة الصحيحة عن الإسلام، ليعرف العالم الغربي الصورة الحقيقية عن الإسلام وأهله، وأنه دين التسامح والإخاء والمودة والمساواة، وأن ما يحاك للإسلام وأهله هو من أعداء الأديان السماوية الذين يعملون على إشاعة الفتن وغرس مبدأ الكراهية بين الأديان. وأتمنى أن أكون قد أوفيت ولو بجزء بسيط مما هو جدير بهذا الدين وما يرتجيه مني أن أقدمه، أما المرحلة التالية فهي كتابي الذي سأصدره قريباً عن قصة إيماني، أعرض فيه قصة حياتي وتجربتي التي كانت كفيلة بأن أكون واحدة من الذين لديهم القدرة على إعطاء الناس المفهوم الكامل عن الرجل المسلم والمرأة المسلمة بعيداً عن التعصب الذي قد يؤدي إلى طريق مظلم.