ينتاب الفتاة في سن المراهقة صراع داخلي عنيف بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، ومخلفات الطفولة ومتطلبات الأنوثة، والطموحات الزائدة مع التقصير الواضح في التزاماتها، وبين غرائزها الداخليَّة والعادات والتقاليد، والصراع الديني والثقافي والانفتاح اللامحدود، والتدليل الزائد الذي يؤدي إلى الاعتماد على الآخرين في حلِّ المشكلات أو القسوة الزائدة التي تؤدي إلى الصراع والانسحاب والانقياديَّة والخجل الاجتماعي.
"سيدتي" التقت المستشارة الأسريَّة والنفسيَّة، الدكتورة عمادية محمد زكريا، لتطلعنا على شخصيَّة المراهقة وما ينتابها من صراع داخلي، وأهم النصائح في التعامل، خاصة مع الوالدين.
بداية أوضحت الدكتورة عماديَّة، أنَّه يجب على كل فتاة أن تجد لغة حوار تقربها من والديها وأفراد أسرتها. لذلك عليها اللجوء إلى الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل بينها وبين أفراد أسرتهافعليها الآتي:
- اختيار الوقت المناسب للحوار بطريقة مألوفة مع والديك ومن دون تكلف أو مجاملة.
- إفساح المجال لنفسك لشق طريقك حتى لو أخطأت، فالأخطاء طريق التعلم.
- الحذر من نبرة العتاب واللوم وحدة الانفعال.
- قللي من إحساسك بالضآلة والصغر أمام أمك، بل تعاملي معها بواقعك، اجلسي معها وتقبلي طول حديثها ونصائحها فهذا يشعرها باهتمامك به.
- تجنبي العناد والمكابرة مع أمك وتذكري دائماً حقها عليك، وأوحي لها ببعض أسرارك لتكسبي ثقتها، شاركيها اهتماماتها وعلاقاتها واشعريها بقربك منها.
أطلبي من أفراد أسرتك إشعارك بالآتي:
- الأمان والحب والعدل والاستقلاليَّة.
- الأمن في المنزل من مخاوف التفكك الأسري.
- عدم الخوف من الفشل الدراسي وإشعارك بالحبِّ، فكلما زاد الحب بين الآباء والأبناء زادت فرصة التفاهم بينهم.
- ألا يركزوا في الحديث على التهديد والعقاب.
- المساواة والعدل بينك وبين الأبناء.
- اجعلي والدتك تخبرك عن طفولتها، قصة زواجها من والدك، أجمل المواقف في حياتها، بعض المواقف المحزنة التي مرَّت بها، تجربة استفادت منها. هذه مفاتيح تقرب المراهقة من أسرتها.
- وأخيراً تذكري أنَّ كل عمل تعملينه لإرضاء أسرتك هو لإرضاء ربك وهذا ما يرفع من قدرك في الدنيا والآخرة.
وهنا يأتي دور الأسرة وبالأخص الوالدين، بمساعدة ابنتهم بالتقرب منها والسماع لها واحتضانها عند خوفها، وتقبيلها في فرحها، ومواساتها في حزنها، واغمارها دوماً بمشاعر الدفء التي تجعلها تيقن مدى الحب الذي تنعم به، ومفاجأتها كل حين وآخر واستشارتها في أمور تخص العائلةلإشعارها بأنَّها فرد مهم في الأسرة، ومعرفة صديقاتها والتقرب منهنَّ ومعرفة المجتمع المحاط بها وتحذيرها إن كان لديكم أي تحفظ عن إحداهنَّ بأسلوب سلس ومقنع، لأنَّ الحل الوحيد لكسب ابنتك المراهقة هو مصادقتها، واعلموا جيداً إن لم تجد في أسرتها مشاعر الحنان والتفاهم والصداقة، قد تلجأ إلى مصادقة آخرين قد لا تعلمون عنهم شيئاً.
هل لديك سؤال حول هذا الموضوع أو غيره؟ تواصلي الآن مع فريق "للبنات فقط" عبر.. [email protected] . ولا تترددي بطلب مواضيع معينة أو مناقشة قضايا تهمك فلدينا كل ما تبحثين عنه.