في العدد الفائت، فتحت “سيدتي” ملف المسلسلات الرمضانية للعام 2009 بعيون بعض النقّاد والفنانين العرب. وفي هذا العدد، تستكمل هذا الملف بجولة أخرى على مجموعة جديدة منهم. قلّة هي الأعمال التي استحوذت على إعجابهم، وبعضها طالها النقد اللاذع، في حين سقطت أخرى في التجاهل ولم يأتِ أحد على ذكرها. من جهة أخرى، وبعد أن استعرضنا آراء النقاد والنجوم العرب بالأعمال الرمضانية على عددين متتاليين، هل ستتوافق آراؤهم مع آرائكم التي تشاركون بها عبر استفتاء “سيدتي” الرمضاني من خلال موقعها www.sayidaty.net أو عبر الـ sms أو بملء القسيمة الموجودة في المجلة. تابعوا التصويت وتبيّنوا النتائج في أحد أعدادنا المقبلة لتتأكدوا من ذلك.
أعمال بارزة
الناقد السينمائي والتلفزيوني الأردني رسمي محاسنة قال: “أبدأ بالدراما الأردنية ومسلسل “نصف القمر” الذي عرضته الفضائية الأردنية وخصّصت ميزانية إنتاجية عالية له، لم تظهر في العمل الذي لم يكن فيه أي سخاء إنتاجي مثلما كان مفترضاً. فلا يوجد نصّ جيد والرؤية الإخراجية غائبة وأداء الممثلين باهت وتقليدي، لم يقترب من الروح الحقيقية لشخصياته.
ولكن، راقني جداً المسلسل السوري “زمن العار” الجارح والواقعي غير المراوغ. فنصّه القوي ربط المفهوم الإجتماعي بالمفهوم السياسي لمصطلح العار. وكشف بجرأة عالية أن زمن العار هو بحق زمننا. ونجح العمل تحت إدارة المخرجة رشا شربتجي وأداء الفنان المثقّف بسام كوسا وزملائه المميّزين جداً.
كما لفتني أداء الممثلة المصرية ليلى علوي التي تعود بقوة عبر مسلسلها “حكايات بنعيشها” من خلال قصة “هالة والمستخبي” التي طرحت مسائل وقضايا اجتماعية مقلقة عربياً، وليس في مصر فقط، وأيضاً عبر قصة “مجنون ليلى” من المسلسل ذاته. وتميّز العمل بنصّ متماسك وجيد درامياً”.
“هدوء نسبي” الأول
الممثلة والنجمة الأردنية نادرة عمران قدّمت أجمل أدوارها في رمضان 2009 عبر مسلسلين هامين حقّقا نسبة مشاهدة عربية عالية هما: “هدوء نسبي” و”فنجان الدم”. حول مسلسلات رمضان تقول: “لم أنتهِ من تصوير مشاهدي في “هدوء نسبي” إلا قبل العيد بأيام قليلة. لذا، لم أشاهد سواه على الشاشة جرّاء انشغالي. وهو بحقّ الأول فكرياً وفنياً وإخراجياً، ليس بشهادتي فقط بل بشهادة عدد كبير من المثقّفين والمشاهدين في سوريا والأردن. وعن الشخصيات الدرامية التي أثارت إعجابها أضافت: “الشيخ نوري الهزاع (جمال سليمان) والأعمش (عبد المحسن النمر) في “فنجان الدم”، وكل الممثلين العراقيين ونيللي كريم وقمر خلف في “هدوء نسبي”.
عمل مقنع
المخرج حسين دعيبس منشغل بقرب سفره إلى روما لتصوير وإخراج أغنية “المحكمـة” لكــاظم الساهر. لذا، لم يتابع أعمالاً كثيرة ويقول: “شدّني جداً مسلسل “هدوء نسبي”. فقد أحسن المخرج التونسي شوقي الماجري في اختيار موضوع معاصر وجديد وجريء. وأحسن تجسيد واقع المراسلين في الحروب بمصداقية عالية، لخبرتي بالعمل في مناطق الحروب الساخنة قبل اتّجاهي لتصوير وإخراج “الفيديو كليب”. وكل شخصيات “هدوء نسبي” أقنعتني وأعجبتني”.
مجاملة نيشان مكشوفة
الممثلة مارغو حداد تقول: “لقد أحببت أداء الممثلين في مسلسل “زمن العار” الذي شدّتني فكرته وواقعيته وبساطة وتلقائية تقديم الشخصيات فيه. وتابعت بمتعة شديدة مسلسليّ “العنود” و”بلقيس”. ولم تعجبني مجاملة المذيع اللبناني نيشان المكشوفة لضيوفه في برنامجه الرمضاني الفني “إل مايسترو”. وأثار إعجابي عمق الرؤية الإخراجية في المسلسل التاريخي المعاصر “هدوء نسبي” لشوقي الماجري. وأكثر شخصية درامية شدّتني، الزوج جميل تيم حسن في “زمن العار” وأداء نادرة عمران في “نصف القمر” الذي كان غير ناجح”.
إكسترا
مسلسل مخيّب للآمال
الإعلامية دانا الشرعان تقول: "لقد خيّب أملي المستوى الدرامي الضعيف لمسلسل ليلى مراد "قلبي دليلي" الأقل فنياً وإخراجياً من مسلسل "أسمهان" الذي أقنعتني فيه سلاف فواخرجي، في الوقت الذي فشلت فيه صفاء سلطان في إقناعنا بشخصية ليلى مراد. لا أريد أن أظلم الممثلة التي أمتعتنا بأدوار سابقة، ولكنني أعتقد أن المخرج يتحمّل الكثير من المسؤولية في ذلك. وأعجبتني جداً واقعية مسلسل "زمن العار" لكشفه الجريء بعض الأشكال الأخرى للعار في المجتمع العربي. وأكثر شخصية شدّتني فيه بثينة (سلافة معمار)".
"خاص جداً" سقط
الإعلامية رانيا حداد قالت: "للأسف الشديد، كانت معظم المضامين والمسلسلات الدرامية مكرّرة، باستثناء مسلسل "زمن العار" الجريء والواقعي والذي أبرز شخصيات موجودة بيننا. كما أبرز بصدق وجود أشكال كثيرة للعار، غير عار الشرف المرتبط بالمرأة. ولم أحبّ إطلاقاً مسلسل "خاص جداً" ليسرا ولا "البوابة الثانية" لنبيلة عبيد التي تغيّرت بعد عمليات التجميل وكان أداؤها متصنّعاً، وكذلك يسرا. فالإثنتان فشلتا في إقناعنا بدوريهما".
وعن الشخصيات الدرامية التي أقنعتها وأعجبتها قالت: "همام بيه (جمال سليمان) في "أفراح إبليس" وإلهام شاهين في "علشان ماليش غيرك" وكل شخصيات "زمن العار"، والنمس (مصطفى الخاني) في "باب الحارة 4".
مخرج متمكّن
الممثل والنجم حسن الشاعر يقول: "تابعت بإعجاب كل حلقات مسلسل "هدوء نسبي" الذي أدهشني بجرأته وواقعيته وروعة إخراجه الذي يحمل توقيع شوقي الماجري. وأعجبني المسلسل البدوي "قبائل الشرق" الذي شاركت في بطولته، تأثّراً بنصّه القوي والشاعري للشاعر الإماراتي رعد الشلال. وأكثر شخصية درامية أثّرت بي هي شخصية والد المترجمة قمر خلف في "هدوء نسبي" التي أدّاها بتمكّن النجم العراقي جواد شكرجي".
أعمال تعيد المرأة إلى الوراء
المطرب هاني متواسي يقول: "أجد نفسي معجباً بالدراما السورية لأنها أقرب لواقعنا الإجتماعي من الدراما المصرية، لكنني لست معها في التركيز على أعمال البيئة الشعبية والشامية القديمة مثل "باب الحارة" و"بيت جدي" التي ورغم جمال قيمها النبيلة، تعيد المرأة العربية وحقوقها للوراء، وترسّخ سلطة المجتمع الذكوري في المجتمع الحديث. وندمت لمتابعتي بعض حلقات ليلى مراد الضعيف فنياً، حيث لم يقنعني أداء الممثلين فيه. ولم تعجبني أية شخصية درامية سوى شخصية الشيخ نوري الهزاع (جمال سليمان) في المسلسل التاريخي البدوي المميّز "فنجان الدم".
المزيد من آراء النقاد تجدونها في العدد 1493 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.