أنا قصيرة
سيدتي أعتبرك قدوة لي وفي مقام الأم، وأريد أن أستشيرك في مشكلة تُعكر صفو حياتي، فأنا قصيرة القامة لا يزيد طولي على 148 سنتيمترًا، والكل يسخر مني ويضايقني بألقاب مثل القصيرة والسنفورة وغيرهما، وحتى معلماتي في المدرسة يُعايرنني، وعلى سبيل المثال تقول لي إحداهن إن الكرسي أعلى مني، أحيانا أتقبل ذلك كنوعٍ من المزاح، ولكني في النهاية أشعر بكدر، وأتعجب لماذا ينتقدن خلق الله؟!، لا أدري إنْ كان قِصر قامتي سوف يكون عقبة في حياتي حين أكبر وأبحث عن عمل وأنتظر فرصة زواج، أنا عمانية وعمري 18 عامًا، أنتظر ردك بفارغ الصبر.
ابنتك ع. س
عزيزتي وأنا مثلك أعجب من الذين يسخرون من الغير؛ علمًا بأننا كمسلمين نهانا الله عن السخرية من الغير، عسى أن يكونوا خيرًا من الساخرين، ولكن يا ابنتي الدنيا لا تعطي طوال القامة أكثر مما تعطي قِصارها، كل إنسان له رزق وله قدر يتحقق مهما كانت الظروف المحيطة بالإنسان، ولا أتصور أن يقف قِصر قامتك في سبيل اكتمال حياتك، حين تبحثين عن عمل لن يكون طول قامتك هو جواز الدخول بل ثقافتك وعلمك ومواهبك، وحين تكونين مستعدة للزواج سوف يأتيك منْ يبحث عن زوجة على خُلق طيبة القلب حلوة الطبع، ولن يأتي ومعه مقياس بالمتر أو بالبوصة، كما أن الله خلق من النساء القصيرة والطويلة وخلق مثلهن بين الرجال، أدعو لكِ بالصبر والحكمة، وأن يأتيك منْ يقدرك كإنسانة قبل أن يُقدر مظهرك الخارجي.
القرار الصعب
سيدتي أنا من دولة الكويت عمري 27 سنة تزوجت منذ 8 سنوات ولديَّ الآن ولد يبلغ من العمر 6سنوات وبنتان: الكبيرة 3 سنوات والصغيرة سنتان، بيني وبين زوجي مشاكل بدأت منذ زواجنا، في بداية زواجي كنت صغيرة وأحبه، ولكن سرعان ما اكتشفت أننا مختلفان، زوجي بدوي وطريقة حياته تختلف عن أسلوب نشأتي، وكانت أمه تفتعل المشاكل لأتفه الأسباب، لم أكتشف كل ذلك إلا بعد الزواج، ولم ينبهني قبل الزواج بأن حياتهم مختلفة، وزادت الخلافات بيننا والشجار، وأصبح يضربني بسبب ودون سبب، ولم أخبر أهلي حتى أتمكن من حل مشاكلي بنفسي، وزادت الأمور سوءًا حين دبَّ خلاف بين أمي وأمه، وأصبحت الاتصالات مقطوعة، تدريجيًّا كرهت زوجي، ورغم ذلك حاولت أن أعينه على حل المشاكل، ثم اكتشفت أمراضًا نفسية فيه، حاولت أن أساعده على علاجها لكن دون فائدة، ومنها: انه يخاف من المستشفيات، إلى درجة أنه لا يأتي لزيارتي في ولاداتي، ويرفض الذهاب للحلاق ليقص شعره، ويجبرني على قص شعره في البيت، ويرمي عليَّ مسئولية الأولاد كاملة ومنها المدارس.
والأبشع أنه يعاني من تسوس الأسنان وسوادها والتهابات اللثة، التي تجعل رائحة الفم كريهة للغاية، ولقد حاولت بلطف أن أشجعه على العلاج، ولكنه يرفض بعداء شديد.
قبل عامين طفح الكيل ورجعت إلى بيت أمي وجلست عامين، ولكن قبل 3 شهور وعدني بأنه قد تغير، وأنه ندم على سوء معاملته لي وأكد أنه قد عولج.. ونصحتني أمي بالرجوع من أجل أولادي، وكنت أعتقد أنه تغير فعلاً، خصوصًا وأنا لم ألتق به طوال مدة الانفصال، ورجعت وليتني ما فعلت؛ فقد اكتشفت أن لا شيء تغير، وأنه مارس كل أنواع الكذب ليعيدني، حالتي النفسية سيئة للغاية وتؤثر على أولادي وتجدد كرهي له، وأفكر في الطلاق، أريد مشورتك ورأيك، أريد حلًّا أمي الغالية علمًا بأن مشاكلنا ليست مادية ولكن نفسية فهو غير مبالٍ وعديم المسؤولية، ويعتمد علىّ بكل شيء، حتى مدارس الأولاد أنا من أنقلهم يوميًّا وهو جالس في البيت لا أعرف ما أفعل أو ماهو الحل، هو بنظره ونظر أمه أنه يجب أن أتحمله وهو دائمًا يعدني، لكن دون فائدة أرجوك ساعديني أنتظرك بفارغ الصبر.
ت .غ
عزيزتي الحلال بيِّن والحرام بيِّن ولقد شرع الله الزواج لكي يسكن الزوج إلى زوجته وتسكن الزوجة إلى زوجها وتدوم العشرة بينهما لتكوين أسرة صالحة، ومن شرّع الزواج شرّع الطلاق ليكون رحمة للناس، ومن أحد الأسباب التي يجوز فيها للزوجة أو للزوج أن يطلب الطلاق هو البخر أو سوء رائحة الفم، وهي حالة معروفة وقابلة للعلاج، ولا أفهم لماذا يرفض زوجك العلاج وكأن طلب معونة طبيب الأسنان هو إقلال من شأنه أو تشكيك في رجولته.
العيوب الأخرى يمكن التعامل معها، وهي خوفه من المواجهة وخوفه من تحمل المسؤوليات، وذلك لأنك ارتضيت به زوجًا، وكان الأجدر بك وبأسرتك التحري عن شخصيته وسلوكه قبل الموافقة على الزواج. وحين يثمر الزواج أطفالًا يصبح من حق هؤلاء الأطفال أن ينشأ كل منهم وسط أسرة مستقرة، ذكرت في رسالتك أنك انفصلت عنه عامين ولم تلتقيا طوال فترة الانفصال، ولكن ماذا عن الأطفال؟ هل حاول الأب أن يرى أولاده؟ وهل تحمل مسئولية الإنفاق عليهم وزيارتهم أم لا؟ لقد عشت دونه لمدة عامين، ولا يمكنني أن أجيب عن تساؤل لابد أن يطرح نفسه في هذا السياق: هل وصلت إلى قناعة بأن الحياة دونه أفضل من الحياة معه؟ قلت إنك عدت بناء على نصيحة أمك من أجل أولادك، ولكن قلبي يحدثني أنه لو لم يكن في زواجك أي خير لما عدت، وليست هذه مقدمة لنصيحة مني بأن تتحملي زوجك بكل عيوبه، نصيحتي هي أولاً الإصرار على زيارة طبيب الأسنان، لا مرة واحدة بل عدة مرات حتى يكتمل العلاج، ولتكن المواجهة خاصة بينكما، لكيلا يتأثر كبرياؤه فيتمسك بالعناد، امنحيه فرصة شهر أو شهرين لكي يحسم أمره، وإن رفض اطلبي وساطة أهلك وأهله لكي يتم الانفصال دون عداء، ولكي تضمني استمرار رعايته لأولاده وزيارته لهم، حتى لا يكبر الأولاد وفي قلوبهم إحساس بأن أباهم تخلى عنهم.
فارق العمر
سيدتي أنا فتاة في الثلاثين أحببت شابًّا يصغرني بست سنوات، والحقيقة أنه ناضج في تفكيره وسلوكه، وأنا أبدو أصغر من سني بكثير، لم أتصور يومًا أن أجد نفسي في هذا الموقف، ولكن حدث ما حدث وأنا الآن خائفة من المستقبل بسبب فارق العمر، أرجو أن تنصحيني.
المخلصة غادة
عزيزتي المرأة في سن الثلاثين ناضجة بكل المقاييس البيولوجية والاجتماعية، فهي إن كانت دارسة تكون أنهت دراستها، وإن كانت عاملة تكون قد عرفت طريقها عبر مراحل الطموح المختلفة، وإن كانت مستقلة ماديًّا تكون قد جنت من الثقة التي يأتي بها الاستقلال ما يعينها على شق طريقها في الحياة.
أما ابن الرابعة والعشرين فهو في أول الطريق يبحث عن خانة عملية واجتماعية، وبما أنك لم تذكري شيئًا عن ظروفه العائلية والمادية ومدى قدرته على اتخاذ قرار مستقل أقول لك إن هذه المعلومات أساسية في بناء قرارك، هل أنتِ على درجة عالية من الثقة بنفسك، بحيث إنك إن تزوجته وبلغت الأربعين وهو في الرابعة والثلاثين لن تحاصريه بالشك وتستسلمي للخوف من الخيانة؟
فارق العمر لا يهم وما يهم هو درجة التكافؤ النفسي والفكري، ولكننا لا نعيش في جزر منفصلة عن المجتمعات التي ننتمي إليها.
لو كنت في الخمسين وهو في الرابعة والأربعين لقلت لك ما دمتما متفاهمين توكلي على الله لأن نضج التجارب ومضيّ سنوات الشباب يحصن الإنسان ضد انتقاد الآخرين، ويجعله في موقع يعينه على اختيار الأصلح لحياته، ولكننا في مرحلة الشباب نتأثر بما يقوله الأصدقاء والأقربون، اسألي نفسك واسأليه عن موقف أسرته وعن قدرته على فتح البيت والتصدي لنتائج مثل هذا الارتباط.
ردود
عبد المقصود الصاوي
إن لم تجد فرصة تمكنك من اصطحاب زوجتك وابنتك ارفض العرض لأن ضرره أكثر من منفعته
هيام- الكويت
اقنعي من الغنيمة بالإياب مهما كانت المغريات والضغوط