بعد أن أصبح التتر الغنائي عنصر جذب أساسي للعمل الدرامي وأحد أسباب نجاحه الجماهيري والفني،أقبل نجوم الغناء العرب عليه لأسباب كثيرة ليس المال أحد أسبابها الوحيد بل شعبية الدراما في رمضان التي تجعل لنجوم الغناء حصة فيها من خلال أدائهم تترات أبرز الأعمال الدرامية المتوقع نجاحها بعد انهيار بورصة الكاسيت في عصر اليوتيوب والأنترنت. وصار الفنان الذكي من يهتم بأن يكون له تتر غنائي مميز في عمل درامي مميز كل عام.
وتنافس 20 نجماً ونجمة في استفتاء "سيدتي نت" على لقب التتر الغنائي الدرامي الأجمل في رمضان 2015؟
فمن الذي فاز؟ ومن الذي خسر؟ ومن الحاصد الأهم لأكبر نسبة تصويت فيه ؟ ولماذا تراجع نجوم الغناء الكبار أمام : نوال ومروان خوري ونانسي عجرم؟
نوال الكويتيه تزيح مروان خوري عن المركز الأول
تصدّر في الأيام الأولى من إستفتاء "سيدتي نت" الملحن والفنان اللبناني مروان خوري المركز الأول لا عن تتر واحد بل عن ثلاثة تترات غنائية حققت نجاحاً جماهيرياً لافتاً في مسلسلات : (قلبي دق) و(تشيللو) و(قابل للكسر)،ولم يعد هناك شك بعد اليوم أن مروان خوري تخطى ذاته كملحن ورسخ نفسه كمغني قادر على منافسة أقوى زملائه من نجوم الغناء العرب الأكبر منه سناً فنياً والأكثر خبرة. لكن تصدّره المركز الأول لم يستمر سوى بضعة أيام في شهر رمضان المبارك، وأزاحه فانز النجمة الكويتيه نوال القوي بتصويته المكثف عن المركز الأول إلى المركز الثاني بنسبة تصويت كبيرة.
نوال الكويتيه في المركز الأول
وبعد منافسة قوية مع أشهر وأقوى نجوم الغناء خاصةً: مروان خوري وراغب علامة ونانسي عجرم الذين تصدروا منذ اليوم الأول المراكز الأربع الأولى وحافظوا عليها لنهاية الإستفتاء المستمر لشهر ونصف تقريباً، فازت النجمة نوال الكويتيه عن جدارة بالمركز الأول بنسبة تصويت فارقة وكبيرة بلغت %30.85 تاركة مسافة كبيرة وشاسعة بينها وبين منافسيها العرب.
ولم يدهشنا فوزها إطلاقاً لأنها استحقته عن جدارة لأدائها بإحساس دافىء فيه قدر كبير من الحب والرقة الأدائية أغنية رائعة عن الأم في المسلسل الخليجي الناجح "أمنا رويحة الجنة" لبطلته سعاد العبدالله الذي رغم وجود بعض نقاط الضعف فيه، إلا أن أداء نوال لتتره الغنائي، وعرضه على القناة العربية الأقوى والأعلى مشاهدة في العالم العربي mbc1 أوصله إلى ملايين المشاهدين الذين انجذبوا إلى عنصره الترويجي الأول صوت نوال الحنون الدافىء الذي أثار حنين كل مستمع إلى أمه سواء كانت حية أو متوفية، وجعلت نوال بأدائها الغني بالدلالات والمشاعر كل مستمع لها يدرك أن جمال الحياة كله، سره في ابتسامة وحنان وحضن الأم.
مروان خوري صاحب ثاني أجمل تتر درامي عن (قلبي دق) و(تشيللو)
والمدهش حقاً كان فوز الملحن والمغني اللبناني مروان خوري بصاحب ثاني أجمل تتر درامي في رمضان 2015 بنسبة %14.01عن أدائه الحساس الرومانسي المتميز لتتر مسلسليّ اللبناني (قلبي دق) لبطليه: يورغو شلهوب وكارين رزق الله ،والعربي (تشيللو) بطولة: نادين نسيب نجيم ويوسف الخال وتيم حسن متفوقاً على نجوم عرب أكبر سناً فنياً منه في عالم الغناء وبالأخص: راغب علامة وصابر الرباعي وراشد الماجد وخالد عبد الرحمن.
والمثير أن مروان خوري باحتلاله المركز الثاني قد تفوق على النجم اللبناني راغب علامة الذي نافسه بأدائه للحن من صياغة خوري نفسه وغناه راغب علامه بإحساس رومانسي عميق وجميل في تتر مسلسل (24 قيراط) واحتل من خلاله بالإستفتاء نفسه المركز الرابع بنسبة تصويت بلغت %7.75 الذي رغم جماله، مال الجمهور العربي إلى أداء وألحان مروان خوري لنفسه في تترات مسلسليه (قلبي دق) و(تشيللو) على تتر راغب علامة في (24 قيراط).
نانسي عجرم صاحبة ثالث أجمل تتر درامي عن (حالة عشق)
وحصدت النجمة اللبنانية نانسي عجرم ثالث أجمل تتر درامي في رمضان 2015 بنسبة تصويت جيدة بلغت (11.33%) عن أدائها الجميل لتترين في المسلسل الإجتماعي المصري الناجح (حالة عشق) لبطلته المصرية مي عز الدين الذي لعب أداء نانسي عجرم لتتره بإحساس دافىء فيه كثير من عبق الأمل ورائحة العشق دور كبير في نجاحه الجماهيري حيث روج التتر له بذكاء قبل عرضه في القنوات المصرية والعربية.
وتعدّ نانسي عجرم دائماً بتتراتها الغنائية تميمة حظ جماهيرية لأي عمل تغني تتره بصدق أدائي فتي ودافىء له ما يجعلها الإختيار الأول للمنتجين وبطلات الأعمال الدرامية الشابات.
لماذا تراجع النجوم الكبار؟
فوز هؤلاء النجوم الثلاثة وتفوقهم على كبار نجوم الغناء أثبت ضرورة توافق وتطابق معاني التتر الدرامي وأداء مغنيه الجميل مع أداء أبطال العمل الدرامي المفترض به الإرتقاء والإلتصاق بتتره الذي يعدّ واجهته الإعلامية الأولى التي تكشف عن روح وهوية العمل الإجتماعية أو الرومانسية. وتراجع مراكز التترات الأخرى ونجومها يبرز إخفاق الأعمال التي غنوها في إقناع المشاهد بأن تتراتها هي الأفضل وهي الأجمل وهي الأكثر تطابقاً مع أحداثها وأداء نجومها.
فهناك تترات كانت أجمل وأكثر رومانسية من أداء أبطال الأعمال التي قدمت فيها،وغناء شيرين عبد الوهاب تتر مسلسلها بالإضافة إلى تقديمها أغان كثيرة ضمن أحداث مسلسلها (طريقي) منحه هوية غنائية واحدة، وكان من الأفضل لو غنت تتره زميلة أخرى لها لتركز هي أكثر على قدراتها كممثلة ومغنية ضمن أحداث العمل، ولم يحظ آدم بما يستحق لأدائه الجميل لتتريّ مسلسليّ (عناية مشددة) السوري و(كابوس) المصري ربما لأنهما مأساويان ومليئان بخطوط الإثارة والتشويق مما حوّل الأنظار عن جمال أداء التتر.
لكن هذه النتائج كشفت ضرورة إبداء نجوم الغناء حرصاً أكبر على دراسة تفاصيل كل تتر ومدى تفرده الموسيقي والشعري والأدائي وتميزه وتطابقه مع مضمون وأداء نجومه حتى لا يغرد خارج السرب الدرامي للأحداث التي سجل التتر بصوته من أجل التعبير عنها بصدق بالدرجة الأولى وليس من أجل مجاملة هذه القناة الفضائية أو تلك الفنانة أو ذاك الفنان ، فخيّب نجوم العمل أمله وأمل المشاهدين بأداء خال من رعشات القلب وحرارة الروح التي وعد التتر الجميل الدافىء بها بإعلانه الغنائي الترويجي الأول السابق لعرضه .
