فجعت جدَّة، مساء أمس بمصرع الطفلة تالين إبراهيم عبدو، والبالغة من العمر تسع سنوات في الصف الثالث ابتدائي، غرقاً بعد وقوعها في حفرة صرف صحي تابعة لإحدى البنايات القريبة من منزل عائلتها والواقعة بحي الفيحاء جنوبي جدَّة، وذلك أثناء عمليَّة الشفط من قبل أحد الصهاريج، في واقعةٍ تعد الخامسة التي تشهدها جدَّة في ظل سكون الجهات المختصة.
وكشف والد الضحيَّة بقوله: أنَّه مساء أمس وفي تمام الساعة 11 كانت ابنتي ـ رحمها الله ـ بمنزل خالتها بحي الفيحاء برفقة أقاربها الصغار وخادمتين، وقرَّرت ابنتي الذهاب إلى أحد التموينات المجاورة للمنزل لشراء بعض العصائر وذلك بحسب ما ذكرته الخادمة لنا، مشيراً إلى أنَّه بعد تأخرها عن العودة إلى المنزل قرابة النصف ساعة، قامت الخادمة بالاتصال بوالدتها وإخبارها عن فقدان «تالين»، وعندما قدمت والدتها وتم إخباري حضرت فوراً إلى منزل أقاربها للبحث عنها في الحي والشوارع القريبة من التموينات، لكن بلا نتيجة، وفي تمام الساعة 12:30 قمنا بتقديم بلاغ إلى شرطة الكندرة وتم التعميم عنها في جميع القطاعات والمراكز.
صهريج الصرف
وأشار والد الضحية قائلاً: مع استمرار البحث عن ابنتي مع الأقارب والأصدقاء طلب أحد أقاربها عند مشاهدة مياه الصرف خارج فتحة الحفرة تطفح بجوار البيارة، وعند سؤال الجيران، ذكروا أنَّه قبل قرابة الساعتين كان هنالك صهريج صرف صحي قام بشفط المياه وذهب.
ربطة شعرها
وتابع بقوله: عند فتح الغطاء الخاص بالحفرة قمنا بتشغيل كشاف، فوجدنا ربطة شعر ملونة تطفح فوق المياه، تم إخراجها والذهاب بها إلى والدتها للتأكد إن كانت تخص ابنتنا، حينها صعقنا عندما تأكدنا أنَّها ربطة شعر ابنتي، فقمنا فورا بتقديم بلاغ إلى الدفاع المدني.
الخامسة صباحاً
وبين أنَّه خلال دقائق معدودة وصلت فرق الغواصين الخاصة بدفاع المدني، وشفطوا المياه المتبقية من حفرة الصرف، ومن ثمَّ نزل الغواصون واستخرجوا جثة ابنتي وهي ميتة وكان ذلك في تمام الساعة الخامسة صباحاً.
آخر ما طلبته مني
وبنبرة حزينة قال والد الضحية: إن آخر ما كانت تطلبه مني خلال اليومين الماضيين، أن أذهب بها إلى المكتبة لأخذ لوازمها المدرسيَّة، وكنت قد وعدتها أن نذهب إلى السوق في اليوم التالي، لكن وافتها المنية قبل أن تذهب إلى مدرستها وملاقاة صديقاتها ومعلماتها.
العزاء
وأشار والد الضحيَّة أنَّ أوراق ابنتي لدى الجهات المختصة سوف تنتهي يوم غد وسوف يكون أول أيام العزاء مساء غد بمنزلي الواقع بحي الحرازات .
الدفاع المدني
وأوضح المتحدِّث الإعلامي الرسمي لمديريَّة الدفاع المدني بمنطقة مكَّة المكرَّمة، العقيد سعيد سرحان، أنَّه ورد بلاغ عند الساعة الرابعة من ذوي الطفلة يفيد بأنَّهم يشتبهون بسقوطها في خزان الصرف الصحي العائد لمنزلهم، وباشرت الفرق الموقع، ودخل أحد الغواصين لغرفة الصرف الصحي، وعثر على الطفلة متوفاة بداخلها.
وأضاف العقيد سرحان أنَّ القضيَّة سلمت للشرطة لإكمال الإجراءات اللازمة وإكمال التحقيق.
التحقيقات جارية
من جانبه، صرح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكَّة المكرَّمة، المكلف النقيب فهد بن سالم المالكي، أنَّ مركز الكندرة بشرطة محافظة جدَّة تلقى بتاريخ 3 من ذي القعدة ١٤٣٦هـ بلاغ مواطن مفاده اختفاء ابنته البالغة من العمر تسع سنوات، وفور تلقي البلاغ تم تكثيف البحث والتحري عنها واتضح أنَّها سقطت داخل خزان الصرف الصحي التابع للمنزل الملاصق بهم.
وأشار: تم انتشال الطفلة من قبل المختصين في الدفاع المدني وتبين أنَّها قد فارقت الحياة. وأكد المالكي أنَّ التحقيقات لا تزال جارية تمهيداً لإحالة كامل الأوراق للجهة المختصة.
