الصفحة البيضاء
سيدتي أنا امرأة متزوجة عمري 27 عامًا جامعية ولا أعمل ولا أحس بالفراغ أو الملل، زوجي يحبني ويعاملني بطلف، ولي منه طفلة عمرها 3 سنوات، أنا أحب ابنتي وأخاف عليها من النسيم، كما يقولون، ولكن مشكلتي هي أنني عصبية، وأحيانا أضربها بقسوة، وأصيح بوجهها، وإذا بكت ازددت عصبية، كما لو أنني أفش فيها غلا، ثم أهدأ وأدرك فداحة ما فعلت، فابكي وكأن التي ارتكبت الفعل امرأة غيري، في تلك الأوقات أعقد العزم على ألا أفعل ما فعلت مرة أخرى، ولكن الفعل يتكرر غصبا عني، ولذلك لجأت اليك لطلب النصح، أنا اقرأ القرآن وأصلي وأطلب من الله الهداية، وسؤالي هو لماذا يكون الطفل في تلك العمر عنيدا، مما يدفع الأم إلى العصبية الزائدة؟
أم خائفة
عزيزتي شهادة الجامعة ليست جواز مرور؛ لأن تكوني أما واعية، ومادمت متعلمة، ولا تعانين من الفراغ أو الملل، فلماذا لا تتوجهين إلى مكتبة لشراء كتاب عن تربية الأطفال؟ ولا يجوز لامرأة متعلمة أن تقول إن الطفل عنيد؛ ولذلك تصبح الأم عصبية، الطفل كائن حي يولد كصفحة بيضاء، ونحن الكبار نسطر على الصفحة البيضاء ما نشاء، إذا كانت طفلتك تعاندك، ولا تريد أن تأوي إلى فراشها في الوقت الذي تحددينه أنت، تذكري أنك أكبر وأكثر عقلا، وفي تلك الأوقات يمكنك أن تقرئي لها قصة، أو تغني لها أغنية، أو تشاهدي معها كتابا مصورا، أو تعديها بشيء يسرها حين تفيق من النوم في الصباح.
ولكن إذا تجاوز الأمر عناد الطفلة، وأصبح فش الغل سلوكا لا إراديا، فأنصحك باستشارة طبيب نفسي لاكتشاف منبع هذا العنف، ووصف دواء يعينك على التحكم في سلوكك نحو ابنتك، حتى لا تكبر في ظل خوف دائم وعقد نفسية تهدد استقراراها، أدعو لكِ بالنجاح إن شاء الله.
زوج سفيه
سيدتي أنا سيدة متزوجة، تزوجت رجلا سبق له الزواج ولم يطلق زوجته، أي أنني وافقت أن أكون الزوجة الثانية، وأخبرني أن زوجته موافقة على زواجه؛ لأنه أصر على الزواج مني، والحمد لله أن علاقتي معها خالية من المشاكل وأنا لم أسئ إليها، بل قدمت تنازلات لكي أبعد عن المشاكل، ولكن المشكلة ليست في الزوجة الأولى، بل في الزوج نفسه، فقد أخبرني قبل الزواج بأنه لن يتزوج زواجًا ثالثًا؛ لأنه لا يستطيع فتح بيتٍ آخر، ولكنه بعد زواجنا، بل في ليلة العرس أخبرني أنه يبحث عن عروس إذا تحسنت أحواله المادية، وهي لم تتحسن بعد، ما صدمني فعلا هو أنه، وعلى مسمع مني، يتحدث مع نساء، وأحيانا تكون الأحاديث مخلة بالأدب، وحين طفح الكيل لم أتمكن من السيطرة على أعصابي، فطلبت منه أن يضع حدا لما يجري؛ لأنني أرفض أن أكون زوجة لا كرامة ولا قيمة لها، فقال إن الحل هو الطلاق إن لم يعجبني الحال، فقلت له إنني أريد حلا لا طلاقا، فقال هذا هو الحل، وطلقني.
كانت تلك هي الطلقة الأولى، ثم ندم عليها خلال 24 ساعة، وأعادني، لأنني كنت في بداية الحمل، وقال لي إنه يحبني ولا يستطيع الاستغناء عني، وسامحته، ولكن اكتشفت أنه مازال مستمرا في الأحاديث ولا يمكن أن يتوقف، كما لو كان مريضا بحاجة إلى دواء، مع العلم بأنني لا أقصر معه أبدًا، ولا ينقصه شيء، ولكنه لا يمل من كثرة التجارب والتغيير، ومضت الأيام وخياناته تزيد، ومنذ أن وضعت تغيرت معاملته لي، فهو يصرخ بدون سبب، ويطالبني بكي الثياب، والشغل في البيت، مع أن له زوجة أخرى، ثم سافر إلى الخارج، وأخبرتني زوجته الأولى أنه سافر ليتزوج، صدمت لأنني لم أكن قد استرددت صحتي بعد الولادة، ثم عاد من السفر إلى بيت زوجته الأولى، ووسطها أن تخبرني بأنه لا يريد مشاكل معي، ولم يتصل بي، ولم يترك لي مصاريف الطفل، فأرسلت له رسالة وقائمة بالطلبات، فاشتراها وأرسلها مع ابنه، ووجدت أنها لم تكن مطابقة لما طلبت؛ فاتصلت به لكي أخبره، فكلمني بعصبية، وأثناء الكلام انتهى رصيدي فأغلق الخط، فتصور أنني أقفلت الخط، فجاء إلى البيت وسحبني من ثيابي ودفعني إلى غرفةٍ واعتدى عليّ بالضرب، وأخبرته بأنني لم أغلق الخط، واتصلت بأخي خوفا من أن يكرر اعتداءه عليّ، فعاد وسبَنِي؛ لأنه تصور أنني أهدده بأخي، وجاءت أمي وشاهدتني منتفخة الوجه وجرحي ينزف، فسألت عن السبب؟ ولم أقل لها شيئا، وحين حضر حاولت أن تعرف منه السبب، فما كان منه إلا أن طلقني للمرة الثانية، بعد الطلاق تعبت نفسيا ولم اتصل به، وقبل أن تنتهي العدة كلمني وقال إنه يريد أن يرجعني لكي نربي ابنتنا، وبعد عدة محاولات وافقت، واكتشفت أنه مازال على حاله يكلم النساء ليل نهار ويواعدهن، الحقيقة هي أنني أشعر الآن بأنني لم أعد أحبه ولا أطيق الوجود معه، أصبحت أشك في كل كلمة يقولها، ولا أدري ما هو مستقبلي معه، فهل هناك حل لمثل مشكلتي، آسفة على الإطالة.
ابنتك نوال ع
عزيزتي حين تقبل امرأة أن تكون زوجة ثانية لابد أن تفكر في الأسباب التي دعت هذا الزوج إلى التعدد، ولقد وجدت في نص رسالتك ما أقنعني أنك خدعت نفسك حين قبلت الزواج، وهو قولك إن الزوجة الأولى وافقت على زواجه الثاني؛ لأنه أصر عليه، أصر عليه لا لسبب يتعلق بتقصير الزوجة معه، أو لأنها لم تنجب، فقد كانت أما لعدة أبناء وبنات منه، ولم يقل لك إنه يكرهها وإنما أراد زوجة أخرى، فتقدم لك وقبلت به، ولذلك لا أجد تفسيرًا لإحساسك بالصدمة حين أخبرك أنه يريد زواجا ثالثا، خاصة أنك تعلمين أنه، إن لم تتيسر أحواله المادية، لا يجد غضاضة في إشباع نوازعه بالحرام، والدليل على ذلك، تلك الأحاديث المخلة مع نساء لا تربطه بهن رابطة سوى الغواية والسفه.
ومع ذلك أقول لك إن واجب الزوجة يتوقف عند بذل النصح والأمر بالمعروف، لأنك لن تتحملي أوزاره، إذا نصحته بالكف عن عبثه ولم يستجب، فالذنب ذنبه وحسابه عند ربه، ولكن في إطار الصورة التي رسمتها عن حياتك معه أقول لكِ إن أمامك خيارين، إما أن تقبلي به كما هو؛ لأنه والد طفلكِ، والذي هو بحاجة إلى أب يرعاه، وإما تنفصلي عنه بالحسنى، بحيث يشاركك في رعاية الطفل بدون توتر أو عداء، وفي رأيي أن الحل الأول هو الأفضل، ما دام يؤدي واجبه في الإنفاق، وفي رعاية طفلك؛ وذلك لأن قبولك به زوجا يجعلك شريكة في المسؤولية؛ ولأن نوعية هذا الزوج لا تستجيب إذا طالبت الزوجة بالإخلاص والوفاء حفاظا على كرامتها، وكثرة المواجهات معه بخصوص سلوكه الأعوج لن تؤدي إلا إلى مزيد من تفجر العنف؛ ولذلك أنصحك بتجاهل سلوكه تماما، بحيث لا يمكنه أن يستفزك إلى الشكوى؛ فيعطي نفسه ذريعة لإيذائك، مثله مهما كان متبجحا يشعر في قرارة نفسه بالذنب وبالضآلة، ولا يجد وسيلة يذود بها عن نفسه، سوى التظاهر بأن تعرضه للوم هو جور على حقوقه، وسبب لتوقيع العقوبة على المذنبين.
لا أمل لمثله إلا بالتوبة، وحرصا عليك أقول لك اتجهي بقلبكِ إلى الله واطلبي منه أن يصفح عن زوجك، وأن ييسر له سبل التوبة.
مغريات المراهقة
سيدتي أنا فتاة في الخامسة عشرة، وأنا أكبر إخوتي، ومشكلتي هي أن أهلي لا يثقون برأيي، ويقولون إنني مازلت صغيرة، أنا حقا صغيرة، ولكن عقلي أكبر من سني، وكلما وقعت مشكلة في البيت يقولون لي أنت السبب، كيف أجعلهم يمنحوني الثقة والمسؤولية بدون اتهامات، أرجوكِ لا تهملي رسالتي.
ابنتك خالدة
عزيزتي الثقة ليست هبة وإنما هي نتاج المشاركة والتفاعل، وهي إحساس تراكمي غير منطوق ينعكس في المعاملة بين الطرفين، تحمل المسؤولية يتضمن الاعتراف بالخطأ إذا أخطأنا، وهذا لا علاقة له بالسن، لكي تكتسبي ثقة والديك، لا تطالبي بها، ولا تتنصلي من أي فعل، مهما كان صغيرا لو كنت حقا شاركت فيه.
لا تتعجلي الأمور؛ لأن بعض المواقـف قد تحملك أكثر مما تسـمح به تجاربك وقدراتك، أنصـحك فـقـط باختيار مسـاحات مهـمـة في حياتـك في الوقت الحالي، وهي دراستك، وحسن التعامل مع إخوتك الأصغر منك سنا، والمشاركة البسيطة في إدارة شؤون البيت، حين تطلب منك والدتك المساعدة، نجاحك المدرسي، والتفاف إخوتك حولك سوف يقنع والديك بجـدارتك، والأهم من ذلك هو ألا تستسلمي لمغريات المراهقة؛ بحيث تعرضين نفسك وسمعتك للخطر، وتفقدين بذلك لا ثقة الوالدين فحسب، بل كافة الحريات التي تتمتعين بها حاليا.
الحياة مواسم ومراحل، والطريق إلى النضج مفروش باختبارات لا بد من اجتيازها بنجاح، أتمنى لكِ الاستقرار والسعادة.
ردود
أمل الزامل
لا تفقدي الصديقة الوحيدة التي رافقت صباك وشبابك بسبب هذه التفاهات
شوقي صديق
نصيحتي لك هي أن تستجيب لإلحاح زوجتك العاقلة، ما تطلبه منك يصب في مصلحة الأسرة كلها فلا تتردد في الاستجابة.