أكره الزواج

 

أكره الزواج

 

أبلغ من العمر 21 سنة، طالبة جامعية ومن أسرة محترمة، طلقت بعد زواج دام شهورًا، والسبب هو مشكلة غرفة النوم، فأنا لم أحصل على حقوقي الشرعية في الفراش كأي زوجة؛ حيثُ لم أجد سوى الآلام. واستمر الوضع على ما هو عليه، وأخذ يفتعل المشاكل معي ويتهمني بالتقصير في حقه وهو العاجز، ظلمني وتلاعب بمشاعري، وتكلم عن أسرار غرفة نومنا وشرفي أمام الناس، ثم تركني في بيت أهلي، وبعد ذلك طلقني، كان بخيلاً ويعاملني بسوء، وكانت أمه تسيطر عليه تمامًا، وكان يخدعني دائمًا ويتهمني بأشياء لم أفعلها أبدًا، ثم يعتذر ويبكي كالطفل، ثم يعود ويتهمني، ثم يعتذر ويبكي، لم أشعر معه برجولته، ولم أشعر بالأمان، لقد فرحت بطلاقي جدًّا، ولكنني كرهت الرجال والزواج، ولم أعد أثق بأي رجل، وهذا غيَّر نظرات الناس لي لأنني طُلقت بهذه السرعة.

 

أختي السائلة الطلاق حدث، وما أنتِ فيه من نفسية سلبية وكره يعمم على كل الرجال متوقع؛ لأنكِ مازلتِ لم تتخلصي من آثار الصدمة، مثل تلك التجارب موجعة، فهي خليط من القهر والظلم تشعرين به، وفي نفس الوقت ربما ينتابك ذنب كيف لم تفهميه أثناء الخطبة، وتعرفي الخطوط العريضة لنفسيته المعتمدة على والدته، فمثل تلك النوعية يريد زوجة كأمه، ومادام بالسلوكيات التي ذكرت وحدث الانفصال فانظري للجانب الإيجابي، فخسارة مثله مكسب، خاصة أنك لم ترزقي بطفل منه، ولم تمضي عمرًا معه، فمازلتِ في سن صغيرة ومناسبة للزواج، وما تحتاجين إليه هو ألا تتعجلي في خوض تجربة جديدة إلا بعد مضي بعض الوقت، وتعميمك على كل الرجال له مبرره لمعايشتك الزواج مع فاشل ومضطرب، الآن لا تنشغلي بالزواج أو التفكير فيما يقوله الآخرون، فثقافة المجتمع لا يمكن تغييرها، كوني واثقة في نفسك وتربيتك، وما كل اتهاماته إلا مجرّد ستر لعجزه وضعفه وفشله.

 


انفعالاتي صامتة مثلي

 

عمري 25 سنة، وأنهيت الجامعة وأنا الآن أكمل دراستي العليا، لا أعتبر نفسي عصبية، ليس لأنني أريد أن أثبت عكس ما يقال عني، لكن انفعالاتي صامتة مثلي، ولست من الأشخاص المحبين للمشاكل وافتعالها، وصمتي لا يعني الضعف أو أنني لا أستطيع الرد، لكن بنظر الناس يعني تصعيدًا للأمور، لكنني أنا من ابتعدت عنهم ليس بسببها، وإنما بسبب تصرفاتهم وطريقة تعاملهم معي. انتقاداتهم الكثيرة والمملة، تعليقاتهم التي تتسم بالسخف، وأشياء أخرى، حاولت بشتى الطرق نيل رضاهم، ولكن للأسف لم أستطع ذلك، لا أدري هل العيب في شخصي أم فيهم؟ ومع أنني ألقى التقدير من زملائي في العمل، سواء كان لشخصي أم لعملي ولو كان بسيطًا صغيرًا، مع أنني لا ألقى هذا التقدير من أقرب المقربين لي حتى لو كان العمل كبيرًا، أريد منكم أن تخرجوا ما بداخلي وإفراغ صدري مما يحتويه وما يعتصر بداخله.

 

أختي السائلة مادمتِ لستِ ضعيفة، وثقتك بنفسكِ عالية، فهذا هو المهم وأنتِ أعرف الناس بنفسك، ووفقًا لفهمكِ ووعيكِ، لا أرى إلا نضجًا وتوافقًا مع الذات، وما يوتركِ عائد إلى نظرة من حولكِ أو ممن تتعاملين معهم في تعاملهم وحواركِ معهم، ربما لأنّ صمتكِ في انفعالاتكِ في كثير من المواقف وعدم تعبيركِ يجعلهم يفسرونها كما يحلو لهم، وكثيرًا ما تفسر بطريقة سلبية تنعكس عليك، ما يجب أن نتفق عليه أنّ إرضاء الناس غاية لا تدرك، ولأنّ العقول تختلف فإنّ التصرفات تتباين، وأنتِ تملكين القدرة والثقة اللتين تجعلاكِ تتعاملين وفقًا لمتطلبات الموقف والشخص الذي تتعاملين معه، لكن لستِ مطالبة بأن يرضى عنكِ الكل أو يقتنع الكل مادمتِ تتعاملين وتعبرين بما تقتنعين وتؤمنين به. والناس لاختلافهم يحتاجون أسلوبًا مختلفًا، فمنهم من يحتاج الإنصات، ومنهم لا يصلح معه إلا أن تبقي في مجلسه لتضحكي، وآخر لا يجدي معه الحوار ولا النقاش، وكونك ابتعدت برضاكِ لأنهم لا يجيدون إلا التركيز على النقد، أو ممارسة السخرية، فهذا لأنكِ لم توفقي بالصديقة المتزنة والعاقلة والجادة، وكون البعض ممن ينتقدونكِ من أقاربك وأنت مجبرة على التواصل معهم، فإنك قادرة على تحملهم وتقبلهم، لأنّ شخصيتهم تبلورت، «ولا يلين إذا عدلته الخشب» مع تلك الفئة لا نملك إلا تجاهلها، وتركها تهذي دون اهتمام منا، ومع الوقت سترين أنّ صرخاتهم ترتد عليهم لأنكِ أكبر من أسلوبهم، فلا تجعلك تصرفاتهم ـ التي أنت مقتنعة بخطئها وسخفها ـ تهزكِ وتشككِ في نفسكِ. وكونكِ مع زملائكِ في العمل إيجابية وتجدين التقدير، فهذا يؤكد أنّ المشكلة ليست فيك وإنما فيهم هم.

وما تراكم في داخلك مما يزعجك، ما عليك إلا الكتابة في مذكرتك أو البوح لصديقتكِ.