«الوساطة لحل الخلافات الأسرية» في المغرب



بادرت جمعية «شمل» للأسرة والمرأة وبدعم من مكتب الرباط لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة ووزارة العدل المغربية وسفارة بلجيكا بالرباط إلى تنظيم ندوة دولية حول موضوع «النزاع الأسري بين المقاربة القانونية والوساطة»، ناقش خلاله على مدى يومين مختصون وباحثون في قانون الأسرة مغاربة وعرب وأجانب، مختلف التجارب التي عاشتها وتعيشها عدة بلدان من أجل تفعيل آلية الوساطة لفض النزاعات الأسرية .

 وتناول المحور الرئيسي لهذه الندوة مناقشة المقاربة النظرية لآلية الوساطة مع تقديم نماذج من تجارب دول أوروبية وتجارب عدد من الدول العربية في موضوع الوساطة لفض النزاع الأسري.

وركزت المداخلات على أن آلية الوساطة كتوجه أساسي في حل النزاعات عبرت عنه فلسفة مدونة الأسرة الجديدة التي اعتمدها المغرب منذ سنة 2004، حيث وضعت وساطة الأسرة في عمق أولوياتها ، وأكد المشاركون على الوساطة كتراث مكتسب ومتجذر في ثقافتنا العربية والإسلامية، والذي أهمل وتم مؤخرا الرجوع إليه كوسيلة ناجحة لحفظ استقرار الأسرة.    

و قالت خديجة اميتي رئيسة جمعية شمل للأسرة والمرأة إن  طلبات التدخل والمساعدة على حل النزاعات الأسرية الواردة إلى الجمعية خلال السنتين الأخيرتين، تبين  مقدار الحاجة الماسة إلى الوساطة في تدبير الشأن الأسري ، خاصة وأن أشكال النزاع والتوتر صارت أكثر تنوعا وحدة في سياق التحولات الاقتصادية والثقافية التي تطال الأسر المغربية بمختلف أصنافها

وخلص المشاركون إلى أن   إدماج الوساطة في مقاربة النزاعات الأسرية سينعكس بشكل إيجابي على العلاقات داخل الأسرة، وسيخفف من تداعيات التفكك الأسري سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.