أقدم زوج شاب تونسي على قتل زوجته الشابة، التي لم تبلغ بعد العشرين من عمرها، بسبب نشرها صوراً لها على حسابها الخاص في "الفيس بوك"، وهي صور عاديّة، علماً أن "الفيس بوك"، أصبح ظاهرة في تونس وانتشر بشكل كبير داخل المدن والقرى والأرياف، وهناك أرقام تشير إلى أنّ عدد المشتركين به في تونس ضرب رقماً قياسياً مقارنة بعدد سكّان البلاد الذي لا يتجاوز عشرة ملايين نسمة، وتشير إحصاءات أن الجيل الجديد في تونس يقبل بكثافة كبيرة على استخدام الإنترنت، وخاصّة مواقع التواصل الاجتماعي.
والمأساة التي جدّت بسبب نشر الزوجة الشابّة صورها في "الفيس بوك" حصلت في الريف. وعلى الرغم من أنّ الصور هي صور عادية إلا أن الزوج لم يكن على علم، ولمّا تنبّه غضب وأحس بأن ما فعلته زوجته من دون علمه وموافقته هو إهانة له ومس من كرامته، وحصلت بينه وبين زوجته الشابّة مشاجرة، ووصل به الغضب المفرط إلى انفلات أعصابه وطعنه لها طعنات متتالية بسكين أدت إلى وفاتها، علماً أنّه لم يمر على زواجهما أكثر من عام ويعيشان في ريف تابع إداريا إلى بلدة"جلمة" في ولاية (محافظة) "سيدي بوزيد".
حالات مشابهة ودراسات
الجدير بالملاحظة أنّ هناك علماء اجتماع وخبراء يؤكّدون أنّ "الإنترنت" ومواقع التّواصل الاجتماعي قد أصبحت خطراً في بعض الحالات، وقد أثبتت دراسة أعدّها باحثون من جامعة "برمنغهام" الإنجليزيّة أنّ هناك جرائم تسبّب فيها "الفيس بوك"، وأعدّت هذه الدّراسة إليزابيث ياردلي، وهي مديرة لمركز مختص في علم الجريمة، وديفيد ويلسن وهو أستاذ في الاختصاص نفسه، وقاما بتحليل 48 جريمة وقعت في العالم بين 2008 و2013 بسبب "الفيس بوك"، واستنتجا بعد الدّراسة والتحليل والتمحيص وجود نماذج كثيرة من الذّين يصلون إلى حدّ ارتكاب الجرائم بسبب أو عن طريق "الفيس بوك"، ومن بين هذه النماذج - والذي يتطابق مع الحادثة التّي حصلت في الرّيف التّونسي - من يقوم بالقتل كرد فعل آني على ما يطالعه أو يشاهده في "الفيس بوك" فيثير ذلك غضبه ويرتكب جريمته وجها لوجه، كما يمكن لنموذج مشابه أن يرتكب جريمته بعد مدة من مشاهدته أو مطالعته لما يثير غضبة فتختمر فكرة الانتقام أو ردّ الفعل لديه، ثم بعد ذلك يمرّ إلى تنفيذ جريمته.
وسبق أن أقدم" واني فروستر"، وهو إنجليزي في الرابعة والثلاثين من العمر وأب لطفلين، على قتل زوجته واسمها "آمّا" بسكين بعد مطالعته لما كتبته في التعريف بنفسها على حسابها الشخصي بـ "الفيس بوك"، فإثر خلاف بينهما وقرارها بالانفصال عنه غيّرت صفة "متزوّجة "بـ "غير مرتبطة". لم يتحمّل واني فروستر استبدالها ذاك وقام تحت فورة الغضب بقتلها طعناً بسكين وقد تمّ الحكم عليه بالسجن المؤبّد.