أصدرت محكمة بوسنية حكمًا بستة أشهر سجنًا على طالبة في كلية الآداب، وذلك بعد القبض عليها متلبسة بسرقة كتاب يحمل عنوان «كيف تعيش سعيدًا؟»!!
الطالبة قالت في أثناء التحقيق معها: إنها لم تذُق طعم السعادة طوال سنوات الحرب مع الصرب، حيثُ كانت طفلة، وإنها لما رأت الكتاب أرادت شراءه، لكن سعره كان خياليًّا بالنسبة لها، وأنها عندما أخذته لم تنوِ سرقته، إنما الاطلاع عليه ثم إعادته للمكتبة، غير أن المحكمة لم تصغِ لمبرراتها، وأصدرت عليها حكمًا بالسجن لمدة 6 أشهر.
شخصيًّا، أعتقد بأن المحكمة بحاجة إلى منْ يُدينها على حكمها هذا، فأقل ما يُقال عنه إنه حكم ظالم لا عدالة فيه، فمحاولة سرقة السعادة طبيعة بشرية، وكلنا نحاول مرة بعد مرة أن «نسرق» لحظات من عمر الزمن.. أو نسرق لحظات من السعادة.. ونجد منْ يشجعنا على ذلك لا منْ يحاكمنا!
أليس غريبًا أن يكون البحث عن السعادة «على الريحة» تهمة يعاقب عليها القانون، بينما الذين يسرقون «السعادة» من قلوب الناس يكرمون؟!
القانون لا يحمي المغفلين والتعساء أيضًا، الذين يبحثون عن السعادة، فالقانون يحمي اللصوص الكبار وأصحاب المواهب في السرقة، أما الذين يسرقون «على قدِّهم» فالقانون لا يحميهم ولا يشملهم بعطفه وروحه.. هذا إذا كان «عنده عطف أصلا».
«القانون» الذي بلا روح هو «فوضى» تلبس ثياب القانون.. و«القانون» الذي لا يعرف الرحمة يجب ألا يُحترم.
قبل فترة كانت هناك قضية مشهورة شغلت الرأي العام البريطاني بعد أن مثلت امرأة أمام القاضي بتهمة سرقة مجوهرات من محل مخدومها.. وسألها القاضي عن التهمة الموجهة إليها فأقرت بأنها مذنبة.. إلا أنها «ترافعت» بنفسها أمام القاضي الذي حكم بسجنها، فقالت: يا حضرة القاضي إنني لم أسرق إلا لعلاج زوجي.. لقد كان زوجًا مثاليًّا.. تعِب من أجلي ومن أجل أطفالي كثيرًا ثم سقط بمرض السرطان.. أنفقنا كل ما نملك لعلاجه حتى بِعت ملابسي وأدوات مطبخي.. ولم يكن أمامي إلا أن أمدَّ يدي للسرقة من أجل علاجه.. وقد سرقت فعلاً هذا الرجل وهو صادق فيما يقول.. فما كان من هذا الرجل إلا أن يلتفت ويقول للقاضي: إن هذه المرأة تعمل لدينا منذ 20 عامًا، وقد كانت مثالاً للأمانة والدقة، ويؤسفني أنها فعلت ما فعلت.
ونظر القاضي إليها وقال: هل تستطيعين ردَّ ما سرقتهِ؟
فقالت: لا أستطيع.
هنا نظر القاضي للرجل صاحب القضية وقال: ما رأيك؟
فقال: إنني أصفح عنها وأسامحها لأن تاريخها في العمل مشرف وكل جريمتها أنها أرادت أن «تسعد» زوجها وأطفالها، وهذه ليست تهمة فكلنا نسعى لأن نُسعد أنفسنا والذين نحبهم.. وهو الأمر الذي يضطرنا إلى ارتكاب أخطاء في بعض الأحيان!
فقال القاضي: إن الجريمة واضحة.. لكن أجد نفسي أمام ظرف استثنائي تكلل بالعفو النبيل الذي أصدره صاحب الدعوى.. فإنني أحكم لكِ بالبراءة.. ولكن إذا عدت مجددًا للسرقة فسأحكم بسجنك مدى الحياة.. رُفعت الجلسة!!
شعلانيات
< أصبحت الحياة مثل حياة الأسماك في البحار؛ إما أن تأكل أو يأكلك غيرك ولا خيارَ ثالثًا!!
< عندما لا نجد ما نحبه.. فإننا نحب ما نجده!!
< عندما تغرق السفينة.. فكل الناس يصبحون «خبراء» يعرفون كيف يمكن إنقاذها!!
< كل الناس يعلِّموننا كيف نعمل.. ولا يعلموننا كيف نحب العمل!!