تعرَّضت الطالبة مشاعل خياط المبتعثة السعودية لدراسة الدكتوراه في إيرلندا إلى الاعتداء الجسدي بالضرب واللفظي من قبل رجل إيرلندي، وذلك بتوجية عبارات عنصرية ومسيئة للإسلام، أثناء ركوبها أحد حافلات النقل، وذلك بسبب ارتدائها الحجاب الإسلامي أثناء ذهابها لأخذ طفلتيها من المدرسة.
وفي اتصال هاتفي لـ "سيدتي نت" مع المبتعثة المعتدى عليها مشاعل الخياط وهي في العقد الثالث من عمرها وسؤالنا لها عن ما حدث معها بالتفصيل قالت: " بدأت القصة في الثامن من سبتمبر 2015، عندما خرجت ظهراً من جامعة "ترينيتي" التي أدرس فيها، متجهة لمنطقة "كابرا" حيث مدرسة ابنتَي لمار و ريمّ لاصطحابهما والعودة للبيت. أوقفت سيارتي في أحد المواقف العامة البعيدة قليلاً من مدرسة ابنتي، وذلك بسبب عدم وجود مواقف للسيارات بالقرب من المدرسة، حيث أن الوقوف الخاطئ يعرّضني إلى المخالفة والغرامة.
واستطردت مشاعل في شرح ما حصل معها فقالت: "عند صعودي لحافلة النقل العام، وأثناء سيرها توقّفت في أحد المحطّات المخصصة لتحميل الركّاب، فصعد رجلاً إيرلندياً، ومن ثمّ انطلقت الحافلة وفي منتصف الطريق بدأ ينظر إليّ بنظرات غريبة بسبب حجابي الذي أرتديه، فكانت كل نظراته منصبّة على الحجاب، وقام يتلفّظ بشكلٍ مستفز ومسيء بقول: "الله أكبر". وأخذ يردّدها ويقول لي إنكم المسلمون تقولونها (يقصد الله أكبر) وقت التفجير وقتل البشر تذكرون ذلك.
استفزني أسلوبه ولكن لإدراكي بجهله في هذا الجانب تماسكت حينها ورددت عليه وأنا أبتسم: " ليس كل المسلمين كذلك، والدين الإسلامي لا يأمر بقتل الناس، ويجب أن نعلم بأن الإعلام لديكم ينقل لكم الصورة الخاطئة عن الإسلامي والمسلمين.
قلت له ذلك وأنا أبتسم في وجهه في محاولة منّي لامتصاص غضبة، ولكنني فوجئت بقدومه نحوي وضربي بقوة على كتفي الأيسر، ثمّ أخذ يردّد عبارات عنصرية تجاهي وتجاه الحجاب والإسلام، حينها لم أتملك نفسي، ولم أرغب في مجادلته، فتوجهت فوراً إلى سائق الحافلة وطلبت منه التوقّف والاتصال بالشرطة لإحضارهم وتسجيل محضر بالواقعة. وبالفعل خلال دقائق معدودة حضر بعض أفراد الشرطة، وبعد أن طلبوا منّا الأوراق الثبوتية شرحت لهم ما حصل معي وما بدر من الرجل الإيرلندي بالضبط.
بعد أخذ ورد بين الشرطة وبين الرجل وسماع أقوالي تمّ تسجيل الحادثة برقم 12200951 من خلال الشرطي (براين كلوني)، وذلك عند تقاطع شارعي (بيرز) و(تارا)، ولكن موقف الشرطي أصابني بصاعقة عندما طلبوا منه الذهاب بدون أي إجراء بحقه، سوى أنهم طلبوا منه أن لا يكمل طريقه برفقتنا في الباص.
وأمام هذا الموقف الغريب من الشرطي، أكملت طريقي في الباص لأخذ بناتي، وبعد عودتي للبيت توجهت إلى الطبيب المختص للكشف عليّ، وحصلت على تقرير يفيد بأن ثمّة كدمة في كتفي وارتفاع في ضغط الدم ناتج عن الخوف والهلع الذي لازمني بعد الحادثة خشية التعرض لمثل هذا الموقف، خاصة أن الشرطي لم ينصفني ولم يتخذ أي إجراء قانوني بحق المعتدي.
كما أكّدت المبتعثة مشاعل أنها أرسلت عبر البريد الإلكتروني بتفاصيل الحادثة إلى الجهات المعنية، وبعد دقائق من إرسال البريد تواصل معي طوارئ سفارة السعودية، واطمأنوا عليّ، وقدّموا لي المشورة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وأشكرهم وأشكر وكيلة كلية الحاسبات وتقنية المعلومات (فرع الفيصيلة)، ورئيسة قسم نظم المعلومات، لتواصلهم معي وتقديم النصائح لي، وأشكر مشرفتي بالملحقية الثقافية لاطمئنانها عليّ بشكل مستمر.
وعن الإجراء الذي اتخذته بعد النصح والمشورة من قبل السفارة السعودية قالت مشاعل بأنها سوف ترفع دعوى قضائية ضد المتهجّم عليها، بسبب ارتفاع في ضغط الدم وقلق وخوف كبيرين، واهتزاز ثقتي الكبيرة بنفسي، لكن ما عزّز ثقتي هو إيماني بالله وأداء الفروض والتقرّب إليه في الغربة ليكون عوني على أداء رسالتي والقيام بواجبي الأسري والعلمي.