الهجرة النبوية تعلّم الصداقة للأطفال

من الدروس المستفادة من قصة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ علاقة الصداقة التي كانت قائمة بينه وبين أبو بكر الصديق.
ولأن صداقته مع الرسول كانت قبل أن يُوحى إلى النبي فقد ظلت هذه الصداقة وقويت بعد أن بُعث النبي، ولم تنقطع رغم ما تعرض له الرسول من أذى.
وعلى ذلك فيمكن لكل أم أن تأخذ من هذه العلاقة القوية بعض العبر؛ لتعلمها لطفلها؛ لكي يقيم علاقة صداقة ناجحة وقوية، ويختار من خلال صداقة النبي بأبي بكر الصديق المناسب. وتنتهز الفرصة لتحدث صغاراً عن هذه العلاقة؛ بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.

«سيدتي وطفلك» التقت بالدكتور محمود العبيدات أستاذ الشريعة، وقدم لنا هذه الشذرات عن علاقة الرسول بصاحبه الأقرب إلى قلبه


1 -  كان أبو بكر غنياً، وسيدنا محمد كان فقيراً، ولكن جمعتهما صداقة نادرة، وعلى ذلك فاحرصي ألا ينظر طفلك للمستوى المادي لأصدقائه. فالأهم هو التآلف والأخلاق الطيبة.
2 - حينما عاد أبو بكر من رحلة التجارة، وأبلغه القوم أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- يزعم أنه يوحى إليه فأجابهم إن قال فقد صدق، فما إن حط عنه عناء السفر حتى أقبل إلى النبي عليه الصلاة والسلام متأكداً من ذلك، فما إن سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى فاضت عيناه، وقبل صاحبه الذي ما تردد في النطق بأعظم كلمة «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسوله»، وبذلك فقد أرسى أبو بكر قاعدة مهمة في الصداقة أن الصديق لا يتخلى عن صديقه مهما سخر منه الآخرون.
3 -  عندما أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة، اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون رفيقه في هجرته، وظلا ثلاثة أيام في غار ثور، وحينما وقف المشركون أمام الغار، حزن أبو بكر، وخاف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه سد الجحر الذي تخرج منه الزواحف بقدمه؛ لكي لا يوقظ الرسول ولدغته الأفعى وبكى، ولكنه ظل يقاوم؛ لكي يستريح الرسول وينام قليلاً، وهذا هو أكبر نموذج للتضحية من أجل الصديق الحقيقي.
4 - ضرب الصديق -رضي الله عنه- مثلاً رائعاً في أن الصداقة مبادئ، وليست كلاماً فقط في كل موقف من مواقف حياته، وجهاده مع الرسول لنشر الدعوة الإسلامية.
5 -  أن الصديق يكافئ صديقه على موقفه معه، وقد فعل الرسول ذلك في أكثر من موقف، وأهم المواقف هو زواجه من السيدة عائشة بنت أبي بكر إكراماً لوالدها.