كل شيء يخضع للمصادفة، لكن أن تكون الاختراعات الطبية التي تخدم البشرية، وغيرت المسار الطبي، قد وجدت بالمصادفة فهذا ما ما لم نتوقعه، في ما يأي أهم هذه العلاجات التي كان اكتشافها بطريقة عرضية فقط، وقصة اكتشاف كل منها.
منظم دقات القلب
منظم دقات القلب من الأجهزة المهمة جداً في عالم أمراض القلب، وله دور كبير في إنقاذ حياة الملايين، هذا الجهاز الفعال، لم يكن ليرى النور لولا خطأ صغير ارتكبه مخترعه "ويلسون جريت باتش"، أثناء عمله على اختراع وتطوير جهاز لقياس الذبذبات، فأثناء عمله كان يبحث عن طريقة لإبتكار جهاز صغير يمكنه حل مشاكل إحصار القلب (عدم قدرة القلب على تلقي الرسائل من الأعصاب المحيطة به) وبالتّالي لا يستطيع ضخ الدم بشكل صحيح لبقية الجسم، وبينما كان يعمل على صنع جهاز قياس الذبذبات لقياس صوت ضربات قلب الحيوانات، ارتكب خطأ صغيراً، كانت نتيجته هذا الجهاز الصغير الذي أنقذ حياة الكثيرين منذ عام 1960 وحتى اليوم.
المخدر
هل تخيلت يوماً كيف سيكون العالم دون وجود المخدر أو البنج؟ إن الفضل في اكتشاف وتطوير المخدر يعود لثلاثة أشخاص هم، "كراوفورد لونغ"، "وليام مورتون"، "تشارلز جاكسون"، الذين لاحظوا أن استنشاق مادتي الإثير وأكسيد النيتروز أو (غاز الضحك)، يجعل الشخص لا يشعر بأي ألم، هذه المواد التي كانت تستعمل كنوع من الترفيه، والتسلية في حفلات يطلق عليها حفلات سمر الإثير، لم يكن يخطر على بال إنسان أنها ستغير مجرى العلم والعالم في يوم من الأيام، القصة بدأت عام 1844، عندما حضر طبيب الأسنان "هوراس ويلز" معرضاً،وشاهد هناك أحد المشاركين جُرح ساقه وينزف، ولم يكن يشعر بأي ألم، وعند البحث في الموضوع اكتشف أن السبب يعود لكونه تحت تأثير غاز الضحك، هنا قرر "ويلز" أن يجرب ما رآه على نفسه أولاً، فاستخدم المادة ذاتها كمخدر أثناء إزالة أحد أسنانه، للتأكد من عدم إحساسه بالألم،ومن هنا انطلق استعمال التخدير خلال العمليات الجراحية، حيث استخدمه "جاكسون" في طب الأسنان، بينما استخدمه "لونج" في العمليات الجراحية البسيطة، وقد تم تطويره لاحقاً ليصل إلى ما هو عليه اليوم، وليصبح علماً مستقلاً بذاته.
لقاح الجدري
قد لا تصدق أن أكتشاف لقاح "الجدري" يعود الفضل فيه لراعية بقر بسيطة، في عام 1796 لاحظت فلاحة تعمل على تربية الأبقار أن الأطفال الذين أصيبوا بمرض جدري البقر (يصاب به الإنسان نتيجة ملازمته للبقر)، لا تظهر عليهم أعراض مرض الجدري، وقد قامت بنقل ملاحظتها للطبيب البريطاني "إدوارد جينر"، فقام الطبيب بدوره بأخذ عينات من قروح مفتوحة لجدري الأبقار، وقام بتطعيمها في جسد طفل صغير، وبعد عدة أشهر من المتابعة قام الطبيب بتطعيم الطفل ذاته بفيروس الجدري القاتل، لتحدث المفاجأة ولا تظهر على الصبي أي علامات للإصابة بالمرض، ومن هنا كانت بداية علاج المرض.
السكرين
إذا كنت من المصابين بمرض السكري، أو ممن يتبعون حمية غذائية، فأنت دون شك تعرف السكرين، وهو مادة كيميائية كبديل للسكر، بحيث لا تضر بمعدلات السكر بالدم، ولا تتسبب بأي أعراض بدانة لمستخدمها، وبداية اختراع كان في عام1879، عندما قام "كونستانتين فالبيرغ"، الذي كان يعمل على إيجاد مادة بديلة لقطران الفحم، عند انتهائه من عمله بالتوجه لبيته، ليجد زوجته قد تركت له طبقاً من البسكويت على المائدة فتناوله، ووجد أن هناك مذاقاً حلواً في طعم البسكويت، ليكتشف بعدها أن هذا المذاق لم يكن من البسكويت، بل من يده التي نسي أن يغسلها، وتطور الأمر ليكتشف "فالبيرغ" أن معدلات السكر في الدم لم ترتفع، من هنا بدأ إيجاد مادة حلوة المذاق ولا ترفع السكر في الدم، ويستطيع مرضى السكر الاستفادة منها دون أضرار تذكر.
الأشعة السينية
في عام 1895 كان الفيزيائي الألماني «ويلهلم رونتجن» يقوم بتجربة عادية باستخدام أشعّة (الكاثود)، عندما لاحظ أنّ قطعة من ورق الفلورسنت المقوى كانت تضيء جميع أنحاء الغرفة، وأن الضوء كان ينبعث من شاشة سميكة كانت قد وضعت بين باعث الكاثود والكرتون المشع، وهذا يثبت أنه بإمكان جسيمات الضوء المرور عبر الأجسام الصلبة، وسرعان ما فهم «رونتجن» أنه يستطيع إنتاج صور مع هذا الإشعاع، ومن هنا كانت البداية، وأصبحت الأشعة السينية من الأساس في تشخيص الأمراض.