سنوات العمل الدؤوب ذهبت أدراج الرياح وقوبلت بالجحود. هذا ما تعرض له موظفو أكبر الفنادق السعودية في مكة، فالمؤهلات والخبرات والإنجازات لم تشفع لهم في أخذ حقهم، بل تم الترصد لهم بطرد البعض مستندين على حجج واهية، والبعض أُجبرعلى الاستقالة تحت ضغط الظلم. سيدتي التقت بعض الموظفين الذين فقدوا وظائفهم؛ لتقف على معاناتهم، وعلى أبعاد قضيتهم.
سلطان السبهاني–34سنة قال: عملت بالفندق 5سنوات وكنت المدير السعودي الوحيد في إدارات الفندق، طالبت مراراً بتطوير فريق العمل السعودي وإحلاله مكان غير السعوديين، ومحاسبة المقصرين والمتسببين في عزوف السعوديين عن الاستمرار. فتم رفض جميع مطالباتي إدارياً، فاجتمعنا بالإدارة العليا وحوروا القضية واتهموني بالتطاول والاعتداء على مدير العمل، وقام المسؤول الفندقي بتقديم عريضة شكوى لمدير مكتب العمل فطردني، وتبع ذلك استقالة 8 سعوديين في يوم واحد؛ لينضموا إلى 7 آخرين سبقوهم بسبب إحلال عمالة وافدة بديلة عنهم، فرفعنا شكوى جماعية لمكتب العمل، وشكلوا لجنة وساعدناهم كسعوديين في رصد المخالفات منها تعمد إقصائنا، فرصدوا 32مخالفة، وردوا بأن هذه ليست شكوى وتعد إفادة، وتباهت إدارة الفندق بعدها بإسقاطها. وحالياً أبحث عن عمل، والظلم من قبل إدارة الفندق يطالني حتى بعد طردي، فعندما تم قبولي في أحد الفنادق بعد المقابلة الشخصية واطلاعهم على خبراتي وافقوا، وعندما وصلنا لمرحلة توقيع العقد، تفاجأت بالرفض لتواصله مع مديري السابق.
حاتم شبانة–34 سنة، قال: على مدار 4 سنين حصلت على جائزة أفضل مدير قائد لسنة ٢٠١٢، وغيرها من الإنجازات لكن لم أجد مقابلاً نظير ما حققته، ولكن كنت أرى موظفين غير مؤهلين من جنسية وافدة يحصلون على ترقيات وزيادة رواتب وإرسالهم دورات على حساب الفندق، وتُختلق لهم مسميات جديدة؛ لكي يستفيدوا. بعدها طالبت بحقوقي بطريقة أقوى في نطاق الأدب، فلم يعجبهم وبدأوا عملية التطفيش، فبدلاً من ترقيتي إلى المنصب الذي أستحقه بشهادتهم، قاموا بمناقضة آرائهم السابقة، ثم ألغوا صلاحياتي، والضغط عليّ بفصل 3 من أكفأ الموظفين في القسم تعسفياً في يوم واحد، فلم أتحمل الظلم على الموظفين تحت إدارتي والاستمرار في منظومة الفساد، فقدمت استقالتي القهرية مع شهر إنذار من تاريخها، فوافقوا فوراً دون مناقشتي وتم إعفائي سريعاً.
»نواف قفاص»–35 سنة، وضح أنه تم إقصائه رغم كدّه وسعيه لإلغاء المحسوبية والتجاوزات من ظلم وإقصاء، فكانت حجتهم إتجاهه بأنه لم يجدد عقده، فأقصي رغم خلو ملفه من أي مخالفة أو تجاوز. فتم إسناد الأمر لمكتب العمل بمكة، فأخفوا الحقائق وكسِبوا القضية وخسرت أنا.
«أشرف الزهراني»-30سنة، يعمل منذ 5 سنين بالفندق، بيَّن أنه أُجبر على تقديم الاستقالة بعد استدعائه من مدير الموارد البشرية، وبدأ التحقيق معه بشأن إيميل شكر قدمه لمدير الشركة بعد تركه للعمل، ثم تم تحجيمهم من قبل إدارة الفندق وسحب الصلاحيات منهم.
وتوجهنا إلى المحامي والمحكم «يوسف الجبر» للتعليق على القضية، فوضّح أن الفصل في نظام العمل نوعان؛ فصل مشروع وفصل غير مشروع، والفارق بينهما حالات محددة موضحة في النظام؛ ولأن القضية متجهة ضد شركة خاصة فهي من اختصاص الهيئات العمالية بالمدينة، فعلى كل متضرر التقدم بدعواه لدى مكتب العمل ابتداء، ثم تحال للهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات العمالية، ولابد من إثبات واقعة التعسف في الفصل من الوظيفة؛ لتنجح الدعوى، فهي مبرر الحكم بالعودة للعمل أو التعويض المناسب. ويعزز نجاح القضية توفير مستندات تثبت كفاءة الموظف أو ترقيته أو تزكيته، والمهم استحضار قاعدة استصدار الأحكام مبني على الحقائق والأدلة وليس على العواطف والاسترحام.
طرحت سيدتي القضية على مدير مكتب العمل الأستاذ سلطان الحربي، وضح أنه تم الوقوف على فندق (تحتفظ سيدتي باسمه) من بعد ورود بلاغ عن وجود مخالفات للأنظمة، وإجبار الموظفين على الاستقالات وفصل البعض، وتم ضبط مخالفات في لحظة الوقوف، وتبيّن لنا تقديم الاستقالات من الموظفين، وأنه توجد دعوى بينهم في هيئة تسوية الخلافات العمالية، وسوف يصدر حكم ينفذ علي الطرفين. وبيَّن أن وزارة العمل لم تتجاهل أي شكوى أو خطاب ورد لها سواء من مواطن أو مقيم، بل تم وضع أرقام للشكاوى، وهناك حملات بشكل مستمر على جميع المنشآت.
موظفو فندق شهير في مكة: طردونا من دون وجه حق!
- أخبار
- سيدتي - ليلى باعطية
- 19 أكتوبر 2015