حبُّكِ

فراشة صفراء تحط على زهرة زرقاء

حبُّكِ

شفتان تشربان من مطر الربيع

حكمٌ بالعدل بين قلبي وقلبك

وكلانا راضيان به

حبك انهمار الصور والمعاني

وعجز الأقلام أن تلاحقها

حبك المنارة التي تنهض في الليل دليلاً على الحنان الإلهي

حبك الصخرة التي ارتطم بها مركب قلبي فغرقتُ فيكِ

شفتان تنضمان في شكل وردة

حبك الجوهرة الزرقاء

المرشوقة شعلتها في خاتم من الذهب الأبيض

الألماسة النبيذية النائمة في مهد من القطيفة السوداء

الزمردة الخضراء -حبك الزمردة الخضراء- التي تنوِّم العيون السوداء والعسلية.

التي تأخذني في رحلة هندية كلها بهار وشمس تخدر الأعصاب، ومهراجات وفيلة وتاج محل ورقص وغناء.

ثم تأخذني في مغامرة في القطب الشمالي؛ لأعقد صداقة مع طيور البطريق، وتسجد الدببة عاجزة بسحرك عن إيذائي.

ومن القطب لخط الاستواء، تتواثب القردة على كتفيّ، ويرقص العرايا على طبل همجي.

حبك دوّخني، لفّ بي كرة الأرض، ومازلت أدور.. أذاقني عسل التفاح وعسل الورد وشهد الملكة.. نادى بي زعيمًا على القردة، وجعلني نديمًا للتماسيح، ومستشارًا للأسد.. فأرجوكِ كفي عن أن تكوني زمردة خضراء.

عودي كما كنت: فراشة صفراء على زهرة زرقاء.. منارة تنهض في الليل دليلاً على الحنان الإلهي.

كفي عن العبث بقلبي أيتها الزمردة الياقوتة الألماسة.. يا شعلة اللازورد المتوهجة في خاتم من الذهب الأبيض.

< < <

وهل تعلم ما أنا أيضًا؟

أعلم أنك حبيبتي

أنا الرقص على قمة جبل شاهق

أنا الناي الذي يطير بك على بساط الريح

شهرزاد التي تحكي بعينيها فقط

أنا قلب الوردة النائم

النورس الذي يخطف القلب في منقاره القاسي

الماء الدافئ يغمرك طفلاً بين يدي أمك

< < <

وهل تعلمين ما أنا؟

أنت الذي يحبني

أنا الذي يشم عطر البحر فيقول هي..

أنا الذي يستنشقك في الزهور والبخور

في شقشقات الصبح تقولين له:

صباح الخير يا عاشقي

أنا المتيم المفتون المجنون المجذوب المدلّه الضارب حافيًا في طرقات المدن والصبية خلفي يقذفون الطوب

< < <

وماذا تقول أيضًا عن حبي؟

أقول يا قاتلتي إنني أحيا بهلَّتك وأرى بطلَّتك طلوع الشمس

أقول مثلما قلت وأكثر:

المعنى الوحيد الذي يفسر كل المعاني

حبُّكِ

الفراشة الحمراء على الزهرة البيضاء

البرتقالية ذات النقش الأسود على الوردة الصفراء

النحلة تمتص بغرام رحيق الياسمين

حبُّك ذو الأشكال والألوان

حبُّك ذو الأصوات:

الكروان يسبّح ربه عند الغروب

العصفور النزق يمرح بطفولة في الصباح

ناي الفلاح

عود الجارية المغنية

وهارون الرشيد منتشيًا يتمايل ويصيح

ورق الأشجار يستجيب لمداعبة النسيم

حبُّك كل هذا

حبُّك ما تقف حدودي عند وصفه

كأنك كون يجتهد العلم لاكتشافه

لكنه يقف حسيرًا

< < <

أراك عشقتنا حقًّا

ولقد رضينا عنك

أذنت لك أن تصفني

في حدود قدرتك

لكن حسْبُكَ هذا

فأنا لا أمنح قلبي إلا للفرسان.