ويبدأ الصيف وتبدأ أفكار الرحيل. قوافل تغادر، تبحث عن شيء مفقود، أو تتوقع حدثا جديدا. الصيف موعد السفر والتغيير والعلاقات العابرة. هكذا يصفونه أو ربما يعيشونه. يتخذون من الصيف فرصة للهروب، أو تجربة خارج المألوف. وعندما قررت أن أبحث عن محطة للسفر وجدت الأماكن تتشابه، رسوم واحدة، وصور مكررة. فقط الأسماء تختلف. كل المدن هي قصص غير مكتملة، بدايات لقصائد لم تكتب.
يخطىء من يعتقد أن المدن هي القضية، البشر هم الأساس. الأشخاص الذين نسعد بوجودهم هم المدن التي تستحق الرحيل إليها، أو البقاء من أجلها. وأنا في وجودك اكتشفت عالمي. رغم صغر مساحة المكان، إلا أنه أكبر من الكون. ورغم أنها ساعات عادية، إلا أنها أعمق من الزمن. أسعد الناس من يجد مشاعر صادقة، وروحا صافية، وأنا منحت كل السعادة، وفتحت لي نوافذ الأمل.
لماذا الرحيل والسعادة بين يديَ، وكيف أغادر النهر لأبحث عن وديان في وسط الصحراء. حينما نخطو الخطوة الأولى في المسار المختلف، نشعر في قرارة أنفسنا بأنها خاطئة، ونتجاهل هذا الإحساس، ولكننا نواجه الحقيقة في نهاية المطاف.
أدركت أن أجمل سفر هو الرحيل إلى عينيك، وأن أجمل المساحات هي المساحة التي بين يديك. المدن بدون من نحب تصبح مساحات فارغة تضيق علينا، بينما الزوايا الصغيرة، مع من نحب، مدن كبيرة نسعد بفضائها. وأنا اكتشفت أن بوصلتي لها اتجاه واحد لم ولن يتغير، تحدده المشاعر ويوجهه الحنين.
فصول السنة أسماء عابرة، والمدن لوحات متشابهة، وحدك أنت من يصنع الفرق. وجودك يعيد للوحات روحها، ويجعل للأسماء معنى.
وأجمل ما في عالمي أن كل يوم معك هو عمر جديد.
اليوم الثامن:
مهما حاولنا أن نقولها بشكل مختلف
فهناك مكان واحد يختصر كل الأماكن
وشخص واحد فقط يختزل كل البشر