تتناسى السرطان!
تحاول شقيقتي منذ سنوات إنهاء إجراءات التبني لأحد الأطفال، ولكنها اكتشفت مؤخرًا أنها مصابة بالسرطان، وبدلاً من أن تسارع إلى العلاج، قررت أن تتجاهل الإصابة، وتتناساها؛ حتى تتمكن من تبني الطفل، ولو اكتشفت الجهات المعنية إصابتها لمنعتها من التبني، والغريب أن زوجها يؤيدها في هذا التصرف، وعلى الرغم من أن قلبي يتقطع حزنًا عليها، فلا أدري كيف أتصرف، هل أساعدها في الإسراع للعلاج، ولو اضطررت لإبلاغ الجهات الصحية، أم أتركها وشأنها؟
LIBBY
أختي السائلة أقدر هواجسك، وخوفك على صحة شقيقتك، ومن خلال رسالتك يبدو لي أن الشغل الشاغل لها، ولزوجها هو الحصول على طفل التبني، بينما الورم الذي اكتشفاه مؤخرًا يعتبرانه مجرد إصابة في مرحلة البداية، وكأنه خطر محتمل، ولا يهدد حياتها في الوقت الراهن، بينما هدفهما الأول، والأخير في الحياة هو مسألة التبني، وبناء عليه فإن خسارتهما مشروع التبني أشد خطرًا في نظرهما من الإصابة بالسرطان، ويبدو لي أيضًا أن خوفك من فقدها هو الدافع لتفكيرك في إبلاغ الجهات الصحية، ولو أجهض تصرفك هذا حلمهما في التبني.
ربما يكفيك أن تنصحيها مرارًا وتكرارًا أن صحتها أغلى شيء في الوجود، وأن الأخوة تقتضي أن تساعديها بالاهتمام أكثر بسلامتها، لكنك في الوقت ذاته لا تملكين سلطة اتخاذ قرار يخصها نيابة عنها، أو التدخل في حياتها عنوة، وفي جميع الحالات عليك أن تتقبليها كما هي، وأيًَّا كان القرار الذي تتخذه، ومن شدة تأثرك بالحالة أظنك ستحتاجين لاحقًا استشارة نفسية للتخلص من مشاعر الإحباط، والخوف، والغضب التي تولدت لديك بعد إصابة شقيقتك، وعجزك عن مساعدتها.
الاختصاصية لوسي بيرسفورد
ستقطع رقبتي!
منذ ثلاث سنوات شاهدت فيلمًا في الإنترنت عن حادث قتل، كان مشهدًا مرعبًا، ومازال عالقًا في ذاكرتي، لم أستطع نسيانه، أصبحت لاشعوريًا أتحسس رقبتي من حين لآخر، ولا أعرف لماذا؟، لا أستطيع النوم إلا إذا لففت على رقبتي قطعة قماش، أو فوطة؛ لأنني أتخيّل السكين ستقطعها، كيف أتخلص من هذا الكابوس؟
أروى
أختي السائلة يختلف الأفراد في قدرتهم على مشاهدة المناظر التي تحتوي على أشلاء، ودماء نتيجة للحروب، والكوارث، أو الحوادث العدوانية، لذا تنبه القنوات الإخبارية على بشاعة ما سيعرض، وتحذر من خطورة رؤيتها على الأطفال، أو من لا يتحملونها من فرط الحساسية؛ كيلا يتعرضوا للقلق، والتوتر، وفي حالتك تحوّل المشهد إلى وسواس، يلح على تفكيرك، ويسيطر عليك، وما لفّ قماش على رقبتك إلا آلية لتخفيف قلقك، وخوفك، الذي ترسخ لديك منذ رؤيتك للمشهد، ومن خلال الاختصاصية النفسية ستكونين قادرة على التعبير عن مشاعرك السلبية، وخفض قلقك إلى أقل درجة وفقًا لفنيات العلاج السلوكي.