سيظل حفل الزفاف هو حلم كل عريس وعروس، أن يكونوا في ليلة كالأمراء المتوجين، في أجمل ليلة من ليالي عمرهما، ألوان القفاطين و«هزة العمارية» ونقش الحناء، مظاهر فرح تتمناها كل القلوب، لكن ماذا لو تدخل القدر ولم تستطع أن تحتفل بزفافك؟ القصص متشابهة والأسباب مختلفة.
«خيرني بين شهر عسل كامل بفينيسيا، أو حفل زفاف أقيمه بالرباط، واخترت شهر العسل»، هذا ما قالته هدى مربوح (27 سنة)، مضيفة: «كنت أتمنى أن أزور المدينة العائمة منذ مدة طويلة، وضحيت بحفل الزفاف الذي لن يدوم إلا ساعات قليلة، وبندم تؤكد «كان من الممكن أن أفاوض على حفل زفافي الذي لن يتكرر، فذكرياته تبقى معنا طوال العمر».
«لكن الموت كان الضيف المفاجئ الذي قرر أن يحضر زفافنا رغماً عنا» هكذا بدأت سناء الزنيتي (34 سنة) قصتها، فتقول: « قبل الزفاف بثلاثة أيام، توفيت شقيقته في حادثة سير خارج المغرب، ولم يكن من الممكن أن نقيم حفل الزفاف، الذي طالما حلمت به وحضرت له لعدة شهور، وحتى بعد مرور أزيد من ثماني سنوات، مازلت أتذكر بحسرة عدم احتفالي بزفافي».
أسباب مادية هي التي دفعت نعيمة الصباري (30 سنة)، للتخلي عن طقوس الاحتفال وتوضح قائلة: «بسبب ضيق الحال، تخليت عن حفل الزفاف، واكتفيت بحفل خطوبة صغير، حضره أهل العريس وبعض من أقاربي وصديقاتي، وذلك لكي أتمكن من شراء الأثاث»، لكن التخلي عن فكرة الاحتفال كان من أصعب قرارات حياتي، لكني لستُ نادمة.
خلافاً لما يعتقد فالرجال لهم نصيب أيضاً من الندم في عدم الاحتفال، هذا ما يؤكده رضوان المنجاري (36 سنة) قائلاً: «حتى بعد مرور أربع سنوات، على اتخاذ قرار مشترك مع زوجتي بعدم إقامة حفل زفاف، ماز لت أشعر بالندم، فحفل الزفاف مهم لأي عروسين، الصور تظل خالدة، ورغم التقاطي وزوجتي صوراً كثيرة، مازلت غير قادر على نسيان نظرتها المتحسرة، وهي تتصفح ألبوم صور زفاف أحد أصدقائنا».
التحليل النفسي والاجتماعي
يحلل محمد باسعيد، مستشار نفسي واجتماعي الأمر فيقول: « إن حفل الزفاف في المجتمع المغربي له مكانة خاصة، حيث يعد مناسبة اجتماعية احتفالية، تعكس تشبث أهل البلد بالعادات والتقاليد المجتمعية، وتختزل قيم حضارية متوارثة، ورغم التطلع الدائم نحو كل ما هو معاصر، إلا أن حفل الزفاف مازال رمزاً للتشبث بكل ما هو أصيل، في بعض الحالات، قد يولد هذا التخلي مشاكل نفسية، خاصة مع النظرة المجتمعية لعروسين لم يقيما حفل الزفاف».
وفي استبيان وزع على مجموعة من العرائس، كان رأيهن «إن حفل الزفاف مهم لبناء علاقة جيدة مع الزوج، واعتبرنه أول خطوة نحو حياة جديدة»
وتجدر الإشارة هنا إلى أن حفل الزفاف لا يعني بالضرورة بذخاً وإسرافاً، كما أصبح متعارفاً عليه، ولكن أن يكون هدفه الأساسي إشهار الزواج، وتقاسم الفرحة مع الأهل والأحباب.