مع حلول شهر رمضان المبارك، تبحث غالبيّة الأمهات عن السبل الآيلة إلى تعزيز فريضة الصيام في حياة أطفالها. ويمكن تحقيق هذه الغاية من خلال الألعاب التي تحفّزه على حب هذا الشهر والعمل بقيمه من تسامح وحب.
عندما يبلغ طفلك السادسة، حدّثيه عن معنى الصيام وأسبابه والأجر المستحق منه في الدنيا والآخرة وسبب فرضه علينا، مع التوضيح له أنه ركن من الأركان الخمسة. ويجدر ربط هذه المعلومات دائماً برضى الله ثم الرسول، مع الشرح عن مميّزات الجنّة حسب قدراته العقلية، والربط بين الجنة والأشياء التي يحبّها.
ويتمّ إمداد الطفل بهذه المعلومات من خلال لعبة «صندوق المعلومات» ليتشرّبها بيسر، وذلك عبر إحضار صندوق ملوّن يحتوي على بطاقات للأسئلة والإجابات تتمحور حول الشهر الفضيل، مع تحديد جائزة عندما يجيب عن أكبر قدر من المعلومات، تسلّم له في يوم العيد.
لا تهمليه بل إشغلي وقته بكلّ ما هو
مفيد ومجدٍ في هذا الشهر
الطبّاخ الماهر
أوضحي لطفلك قبل حلول شهر رمضان سبب الإمتناع عن الطعام والمدّة التي سنمتنع خلالها عنه. وخذيه في جولة في الشارع ودعيه يلقي نظرة على المتسوّلين، واشرحي له أن سبب تسوّلهم هو بحثهم عن الطعام، والصوم هو طريقة لنستشعر قيمة الطعام.
ولعلّ اليوم الأول في رمضان يشكّل تقييماً لمدى تحمّله لهذه الفريضة، فحاولي أن تمنعيه في الساعات الثلاث الأولى عن الأكل واشغليه خلال هذا الوقت قدر المستطاع حتى لا يشعر بالجوع، ثم قومي باستشعار احتياجه للطعام. وإذا لم يقاوم، قدّمي إليه وجبة بسيطة، ثم اشغليه وامنعيه من تناول الطعام مرّة أخرى لساعتين أو ثلاث. وكرّري هذه العمليّة على مدار اليوم، وذلك حتى آذان المغرب، على أن يكون انشغاله في ترتيب مائدة الطعام أو صنع الكعكة معك أو إعداد طبق الإفطار أو ترتيب غرفة النوم. وأعدّي له قبعة الطاهي واجعليه «شيف» المطبخ لهذا اليوم.
ولتعزيز هذه الفريضة في نفسه، تواصلي مع الأقارب (الجد أو الجدة أو الخال أو العمّة) واطلبي منهم الإتصال لتهنئة «الصائم الصغير» وتشجيعه على التحمّل والحديث عن أهميّة هذا العمل. إتصلي بوالده في العمل واجعليه يلقي على مسامعه عبارة تشجيع، حتى تحفّزي عزيمته. ولكن، لا تفرضي عليه الصيام ولا تشعريه بالذنب إذا أفطر، وإنما ادفعيه على التحمّل من خلال الحديث عن الثواب العظيم والجزاء في الآخرة.
لا تلزميه على الصيام وإنما شجّعيه على تحمّل هذه الفريضة
إحتفلي بقدوم رمضان
قومي قبل حلول شهر رمضان بترتيب البيت، واطلقي عبارات تعزّز أهميّة هذا الشهر في حياته، على شاكلة: «جاء شهر البركة» أو «جاء شهر الخير» أو «جاء شهر المحبّة»، حتى يسأل عن «الضيف القادم».
وفي خلال اليوم الأول من رمضان، قومي برفقته بتزيين باب البيت بفانوس جميل وتوزيع التمر على أهل الحي، حتى يكتسب معنى الكرم والضيافة وحسن التعامل مع الجار، وعلّميه أن يردّد عبارة «رمضان كريم».
لعبة الحسنات
أحضري لوح فلّين يبلغ حجمه متراً، وقسّميه إلى 30 يوماً، مع تقسيم كلّ يوم إلى خلايا أربع، هي: الصلاة والصدقة وحسن التعامل وتلاوة القرآن، على أن يكون كل عمل يقوم به من هذه الأعمال بعشر درجات وكل تخلّف عنها بدرجة واحدة. وعلّميه من خلال هذه اللعبة كيفية تبديل السيّئة بحسنة عن طريق التسبيح والإستغفار، واجعليه يردّدها بعد كل صلاة.