«كورْس» تسامح في «معهد» رمضان


"الناس رمضان" كما يقولون.. وهي دلالة على أن كل شيء «يصوم» في هذا الشهر الكريم.. لكن في حالة الصيام العامة نهارًا تقابلها على الطرف الآخر حفلة كبيرة يُدعى لها كل «المفجوعين»؛ لالتهام أكبر قدر ممكن من الطعام ليلاً.. وأعتقد أن موسوعة «غينيس» عليها أن تدرج ضمن أرقامها القياسية وجود أكبر طاولة طعام يقيمها العالم الإسلامي في رمضان، وطوال فترة الليل.. فهي أكبر حفلة «التهام» تقام سنويًّا من دون أن تدرج ضمن الأرقام القياسية.

فالبعض يتصرف في رمضان كما لو أنه قادم من «مجاعة».. فيحاول تعويض ما فقده، وكأنه خسر شيئًا.. بينما واقع الحال يقول إنه ربح عندما صام.. وخسر عندما التهم كل هذه الأطعمة.. من الناحية الصحية على أقل تقدير.

كثير من الناس يقول إن رمضان فرصة للتخسيس وفقدان «كام كيلو».. فيحدث العكس، فيكون فرصة للتخمة وزيادة الوزن.. فيخرج من رمضان بــ «كام كيلو» زيادة.. وكأنه يأكل Over Time يستحق معه مكافأة.

وآخرون يقولون إن رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين.. فنجد الواحد «ينقضّ» على السجائر بعد الإفطار عاشقًا متيمًا.. وكارهًا في نفس الوقت.. على طريقة «يا معلمني الحب يا ريتني ما اتعلمته معاك ولا شفته».

هناك نوع ثالث من البشر «يصوم» عن الابتسامة.. وكأنه عندما يضحك «يبطل» صيامه.. فتراه متجهمًا عبوسًا، وكأن كارثة حلت عليه.

ما أعرفه بشكل أكيد هو أن رمضان «معهد» ندخله كل عام لأخذ دورة تدريبية لمدة يومًا.. نتعلم فيها «فلسفة» الجوع.. لكي نقتنع أن الجوع «كافر».. لكن ندرب مشاعرنا على التعاطف بشكل فعلي مع الناس الذين يصومون لمدة أيام لا يأكلون فيها «لقمة» واحدة.

رمضان فرصة مواتية لأخذ «كورس» في فن التسامح وحب الآخرين.. والتجاوز عن سيئاتهم.. ومقابلة الإساءة بالإحسان، والدفع بالتي هي أحسن؛ من أجل الفوز بجائزة {.. فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}..

فلماذا لا يكون رمضان فرصة لتوقيع معاهدات صلح مع الجميع، واستبدال العداوة بعلاقة حميمية؟!

مشكلة الناس هذه الأيام أنهم يركضون وراء العروض التجارية المغرية، التي تقدم تخفيضات في الأسعار.. فلماذا لا ينظرون لرمضان على أنه فرصة حقيقية لتخفيف الذنوب؟

أسوأ الناس هم أولئك الذين يخرجون من هذه «الدورة» الرمضانية من دون أن يستفيدوا شيئًا..

أسوأ منهم أولئك الذين «يختبئون» هنا وهناك من أجل سيجارة..

والأسوأ أولئك الذين «يجاهرون» بالمعصية.. ثم الأسوأ من كل هؤلاء الذين يعلّمون أولادهم فنون التحمل والإرادة وينسون أنفسهم.. فيلقنهم الأبناء درسًا خاصًا في التحمل والإرادة.

 

شعلانيات

< إذا كان الفقير عنده مشكلة مع الأكل لأنه لا يملك ثمنه.. وإذا كان الثري عنده مشكلة مع الأكل لأنه يريد أن يخفف وزنه.. فما الفرق بين الفقر والثراء؟! وما الفرق بين الأثرياء والفقراء؟!

< ما الفرق بين شخص يحلم أن يكون لديه مليون، وبخيل لديه مليون ولكن لا يصرف؟!

< الذين يحتقرون الفلوس لا يقصدون فلوسهم، ولكن الفلوس التي يملكها غيرهم.. ففلوسهم نظيفة، وفلوس غيرهم «وسخ دنيا»!!