3 كاميرات ساخرة في البيوت العربية

التقنية الحديثة وتأثيرها على بيوتنا السعودية واقع غريب بات صادماً ومؤلماً في بعض الأوقات.


كاميرا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش الاجتماعية ترصد لنا واقعنا الاجتماعي في ظل الثورة المعلوماتية وطرق الاتصال الحديثة في السطور التالية:


• الكاميرا الأولى على الرجال
بعض البيوت لم تعد تشهد وجود الرجل مع زوجته وأبنائه كما كان عليه الآباء والأجداد واهتمامه بهم ورعايته لهم، وإن وجد فإنه خلف شاشة جواله يجادل ويحاور منذ دخوله البيت وحتى يهجع في غرفة نومه، فيوثّق الأحداث والمشاهد اليومية بشكل مستمر، فمرّة يصعد الدرج، ومرة يقفز من فوق السور، وأخرى يأكل في المطبخ أو يصور طفله الذي يحبو ولا أستبعد أن يكون لحمامه -أجلكم الله - نصيب من تلك النقاشات والتوثيقات، وكأنه سوف يحل مشكلة ثقب الأوزون أو يوقف الحروب العالمية، ناهيك عن دخول الحسابات التي بها +18 طوال ليله وتحميل مقاطعها.


• الكاميرا الثانية على النساء
أصبحت النساء بعد ثورة التقنية أكثر حرية، فاتسعت آفاقهن ومداركهن ومعرفتهن، ولكن بعضهن لا يألون جهداً في توثيق الأحداث بكلمات أقل ما نقول فيها "فضاوة"، فتصور المرأة نفسها بشعر منكوش وتشتم أبو سروال بكلمات وقحة أو تبارك الملكة لإحدى الصديقات، إضافة إلى تصوير خواتمها وفساتينها وأكلاتها والشوارع واللبن في الثلاجة، فتبقى قابعة في زاوية البيت لا ترفع رأسها عن جهازها تسب وتشتم أو تغتاب وتنافق ولا تشعر بنفسها إلا بعودة الأبناء وقد نسيت أن تطبخ الغداء لهم، وإن تكرمت وطبخت فالله أعلم بطعمه.


• الكاميرا الثالثة على الأبناء والشباب
أغلبهم منذ أن يعودوا من مدارسهم أو أعمالهم وحتى يناموا وهم على أجهزتهم، فلا نشعر بوجودهم أو تسمع ضحكاتهم وصراخهم وسبهم لشخص في عالمهم الافتراضي، ناهيك عن واقع البنات في غرفهن ونسيان واجباتهن مع أمهاتهن أو جهلهن بالتدبير المنزلي الذي هو من مقومات الزواج مستقبلاً.


ويعلق القراش من خلف الكاميرات: "عيب التقنية الحديثة التي بين أيدينا أنها صنعت لنا جيلاً يمجّد نجوماً تافهين يصورون تفاهاتهم اليومية للمجتمع على أنها إنجازات وبطولات، وتعدى ذلك للتدخل في حريات الآخرين وتوثيقها ونشرها دون مراعاة لحقوقهم الشخصية، لذا يجب أن نعترف بكل شجاعة أن تلك التطبيقات سحبت البساط من تحت المكتبات والعلماء والمفكرين وخلقت لنا نجوماً يفرضون أجندتهم الفكرية على المجتمع ويؤثرون في توجهاته، فانحدر الذوق العام، وسقطت القيم باسم الشهرة المزيفة".


وأضاف: "من جانب آخر، لا ننكر بعض الجوانب المميزة لها كتسهيل التواصل والحصول على المعلومات، فنحن لا نقول ابتعدوا كلياً عن هذه التقنية، ولكننا نحتاج إلى تقنين ووعي بخطورة هذا التمزق الأسري الذي بدوره أوجد خللاً اجتماعياً في الفهم والاستيعاب".