شهدت مدينة الملك عبد العزيز الطبية في جدة التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، حالة فريدة لطفل سعودي أصيب فجأة بآلام في الجناح الأيمن بالربع العلوي من جسده، وحمى وقشعريرة متقطعة لمدة ثلاثة أشهر، احتار خلالها الأطباء في إنهاء معاناته، حتى لجأ والداه لمدينة الملك عبد العزيز الطبية، وكانت المفاجأة أنّ سبب تلك الآلام هو دبوس شعر اعترف الطفل بابتلاعه أثناء اللعب بالمنزل.
فقد قامت رئيسة فريق الجراحين المتابعين لحالة الطفل السعودي 4 سنوات بمدينة الملك عبد العزيز الطبية، الدكتورة ياسمين عبد العزيز يوسف، بتسجيل حالة الطفل السعودي ضمن موسوعة الجراحات الأكثر غرابة التي أجريت لأطفال صغار في العالم؛ وذلك نظرًا للوضع الغريب الذي اتخذه دبوس الشعر داخل جسد الطفل الصغير.
وأشارت الدكتورة ياسمين إلى أنه من المعلوم طبيًّا أنّ جميع الأشياء الغريبة التي يضعها الطفل الصغير في فمه أثناء ممارسته لهواية اكتشاف العالم الخارجي تنتقل من المعدة إلى الجهاز الهضمي مباشرةً لتخرج بعد ذلك من جسد الطفل مع باقي الفضلات التي يخرجها الجهاز الهضمي. وأوضحت الدكتورة ياسمين أنّ الأمر يصبح خطيرًا عندما يقوم الطفل بابتلاع شيء صغير ورفيع مثل الدبابيس أو الحجارة أو المسامير أو شوك السمك فحينها يكون الطفل معرضًا للإصابة في ثقب في أمعائه.
وأوضحت الطبيبة أنه بعد إجراء أشعة تلفزيونية للطفل السعودي تبيَّن لفريق الجراحين الذي باشر حالته أنّ دبوس الشعر الذي ابتلعه لم يُحدث ثقبًا في الأمعاء فقط، بل إنه تجاوز الأمعاء ليصل إلى الكُلى، حيث أحدث ثقبًا فيها أيضًا، كما أنه بدأ يظهر حوله تجمع صديدي وهو ما يفسر سبب شعور الطفل بألم في الجزء الأيمن من الربع العلوي من جسده، وإصابته بالحمى والقشعريرة.
وبعد أن صرحت الطبيبة بأنّ فريقها الجراحي نجح في استخراج الدبوس عبر جراحة سريعة أجريت للطفل في بطنه، وأنّ الطفل تماثل للشفاء تمامًا بعد إخراج الجسم الغريب الذي اخترق بطنه وكليته قامت بتوجيه نصيحة عامة لجميع الآباء والأمهات بضرورة التأكد من إبعاد أي شيء صغير ولو لعبة عن متناول يد الأطفال الصغار نظرًا لما تشكله هذه الأشياء الصغيرة من خطر على صحة الأطفال.