النساء الحديديات في الإمارات يقمن بتشغيل أكبر رافعات في العالم

4 صور
التحدي وإثبات إرادة الفتاة الإماراتية، والسعي الدائم من قبل المرأة الإماراتية، لإثبات جدارتها وأن تكون صورة مميزة لوطنها، كان الدافع الرئيسي لثلاثة نساء إماراتيات، ليصنعن شيئاً مختلفاً، حيث يقمن بتشغيل رافعة ساحة الحاويات... عمل رجالي من الدرجة الأولى لكنهن صممن أن يتفوقن فيه، وآلا يعوقهن عائق ثلاثة نساء هن خديجة الياسي، مراقب تخطيط، نورة خميس، مشغلة رافعة رصيف، منى عيسى مشغلة رافعة ساحة الحاويات، يقمن بإعمالهن في المحطة رقم 3 بموانئ جبل علي، في تواصل سلس بينهن وبين هذه الآلات الضخمة، بلغة التحكم عن بُعد "آي آر إم جي"، "كيو سي"، "آي تي في"، وهي بالنسبة لنا مجرد رموز لا نفهم منها شيئاً، أما بالنسبة لهن فهي موز لا يفهمها سواهن لتشغيل الرافعات أثناء التحميل والتفريغ وحتى أثناء التواصل في الحالات الطارئة، كذلك عند تقديم الإقتراحات.
تقول "خديجة الياسي"، "آي آر إم جي" رمز لرافعة ساحة الحاويات الأتوماتيكية، التي يبلغ عددها في المحطة 50 رافعة جسرية، تتحرك على سكك حديدية تعمل بنظام آلي، وتعد من المزايا الأساسية لميناء جبل علي، حيث تعمل على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، أما "كيو سي" فهو رمز رافعة الرصيف التي يبلغ عددها 19 رافعة، موجودة في محطة رقم 3، وتعد من أكبر وأحدث رافعات الرصيف في العالم، حيث يتم تشغيلها عن بعد من غرفة تحكم متطورة مزودة بأحدث تقنيات التحكم، ويمكنها مناولة السفن العملاقة من الجيل الجديد".
أما "آي تي في" فهي شاحنات ساحة الحاويات، المزودة بأحدث نظم التحكم والسلامة، والمتوافقة مع أنظمة التشغيل الآلي للرافعات، وفيها أنظمة مراقبة من غرفة التحكم، ومصممة بقدرات عالية.
وتضيف الياسي "جاء التحكم بالسفن عن بعد عبر أنظمة إلكترونية حديثة، وهذا جانب تكنولوجي مهم سهل عملية المناولة إلى حد كبير، واختصر أبعاد الرافعات العملاقة لتجتمع وتدار من خلف شاشة واحدة، خاصة وأن طريق الحاويات المحملة، بالبضائع واضح، من البحر إلى البر، فلكل منها رقم ونوع تصنيف يرتب عملية التحميل والتنزيل".
أما نورة خميس، مشغلة رافعة رصيف، والتي ترى في عملها نوع من التحدي يستخرج قدراتها الكامنة، فهي تقوم بتشغيل أضخم الآليات في العالم، وتقول نورة "كل ما يلزمني كثير من الهدوء والثقة، والإتقان لتنفيذ العملية على أكمل وجه، أركز كل حواسي على الشاشة من نقطة البدء والتحريك إلى وقت انتهاء العملية"، وتضيف نورة "الترقب والمتابعة حركة بحركة هي أهم ما أفعله، لذا أعمد على التنسيق المنظم بين حركة يدي ونظري، الذي لا يفلت عن مسار الحاوية أو الشاحنة التي تستعرضها كاميرات المراقبة المتصلة بالشاشات، ليبدو المشهد واضح التفاصيل وكأني موجودة بالقرب من الآلات وجهاً لوجه.
هكذا تخضن نساء الإمارات التحدي، لم يقفن عند حدود الزواج وافنجاب والإهتمام بالمظهر فحسب، ولكن يشاركن في بناء وطنهن خطوة بخطوة.