يعود طراز «زن» إلى بلاد الشرق الأقصى، ويعكس ثقافة عيش مبنية على الحكمة والشظف. يمتاز المنزل الذي يتّبع هذا الطراز بالفساحة، ويحتلّ الفراغ مكانةً هامّةً فيه، كما تغيب عنه الزخارف. ويعدّ كلّ من تويو إيتو وتداو أندو من أبرز ممثّلي هذا التيّار في العالم المعاصر. ولكن، يؤكّد المهندس فؤاد فرح في لقاء مع «سيدتي» أن تأثيرات هذا الطراز في البيئة المعاصرة تقتصر على اقتناء أثاث وأغراض بسيطة وسهلة، علماً أن الغرب عرف طراز «الزن» منذ الستينيات والسبعينيات، لتتسع شهرة هذه الأعمال بدءاً من التسعينيات حتى اليوم، دون أن تطبّق بحذافيرها.
رغم أن ألوان هذا الطراز معروفة بأنها خفيفة وبسيطة، إلا أنّها لا تشيع الخمول أو الكسل، بل توحي بالراحة. وفي هذا الإطار، يستخدم كلّ من الرمادي والأسود والأبيض بوفرة.
المساحة
ويشتهر هذا الطراز بالمساحة الفسيحة، ويلعب الفراغ دوراً بارزاً في إراحة العين، فيقلّ عدد الأثاث، ما يجعل أعمال التصميم فيه تُقرأ بصورة أوضح. ولكن، تجدر الإشارة إلى أن أسس هذا الطراز لا تبدو واضحة سوى في بعض المشاريع المتعلّقة بالمطاعم والمقاهي، أمّا للمنزل فتستخدم تأثيرات منه، وخصوصاً هندسة «المنيماليست» Minimalist التي تبرز اسم المهندس تاداو اندو الذي لا يستخدم سوى الباطون المسلّح ويلعب في الظل والضوء بشكل ساحر، كما يوزّع المساحة من الداخل بشكل عير اعتيادي، ويحقق الأناقة دون الإستعانة بالزخارف!
وتقوم المساحة الخضراء بمهمّة خاصّة ضمن هذا الطراز، فهي توحي حسب ثقافة «زن» بالسلام الشخصي، لذا نرى شجرة «البونزاي» والقصب، بوفرة.
تأثيرات
تتجه الهندسة اليوم نحو البساطة، مع استخدام الخامات النبيلة البعيدة عن الزخارف، لذا يخطئ البعض حين يستخدم تعبير «زن» للإشارة إلى الطراز «المودرن»، ولو أن تأثيرات «الزن» في منازلنا تتمثّل في التصميم البسيط والمساحة الني تخلو من الزخارف، مع استخدام الخشب والقماش والقش المحبوك وقطع السيراميك أو الأحجار ذات الحجم الكبير، مع تغييب «الاكسسوارات» من كريستالات وغيرها، ليستعاض عنها بقطع ينعكس عليها كل من الماء والحصى المستخدمة في النباتات الداخلية.
للاطلاع على الصور بشكل أوضح زوروا استوديو "سيدتي"