«لو كان لي وطن، لقلتُ إن الوطن ليس هدفاً إلا لخدمة الإنسانية»، كانت هذه الكلمات هي المحور الذي قامت عليه كلمة ريكاردو كرم، مؤسس «تكريم»، والذي بدأ كلماته الافتتاحية، مُندداً بالإرهاب الذي يحدث في العالم أجمع، قائلاً: «كل ما أخشاه أن يتسع الشتات الفلسطيني ليشمل العديد من الدول، لذا أقف هنا اليوم؛ لتكون أوطاننا صورة مكبرة لأحلام الشباب وطموحاتهم».
وأشار إلى أن دبي نموذج يُحتذى به، في زمن عربي تتساقط فيه المدن والقرى ركاماً فوق رؤوس أهلها، بأسلحة الجهل والتعصب، الذي تسعى «تكريم» لمحاربته.
بحث عن الأمل
من ناحيته، عقّب الشيخ صالح التركي قائلاً: «في منطقة تعيش صراعاً بين الوجود والتوحش، إرهاب أقبل علينا بدروعه، برزت «تكريم» كمؤسسة للبحث عن الأمل، والنظر إلى أن الحياة تنتصر على الموت، وسفك الدماء، لكن ربما لم تُعرف بعد؛ لأن الإعلام ترك الحياة وركز على الدماء والموت».
دعم مادي
وقد قام الأمير منصور بن ناصر آل سعود بتقديم دعم مادي لـ«تكريم» وقدره مليون دولار، وعن أسباب دعمه لـ«تكريم»، قال في حديثه لـ«سيدتي»: «جاء دعمي لها بعد الاطلاع على نشاطها، والتأكد من أهدافها السامية، في وقت ركز الإعلام على انتقاد عالمنا العربي، وإلقاء الضوء على المساوئ دون النظر إلى الإيجابيات، ظهرت هذه المؤسسة التي تهتم بثقافة وتنمية جيل من الشباب، وتُظهر للإعلام الوجه الإيجابي في الوطن العربي وثقافته، ليتحدث عنا هؤلاء الشباب المُكرمون، وليخبروا الجميع بأن لدينا الكثير لنقدمه، وأتمنى أن يحذو الآخرون حذوي، ويهتموا بهذه المؤسسة، التي جمعت كل أبناء الوطن العربي في رحابها».
القراءة أولاً
بينما توضح السيدة أسماء صديق المطاوع، مؤسسة صالون المُلتقى الأدبي، أن القراءة هي التي تنهض بالمجتمعات، قائلة: «أهتم بالقراءة منذ زمن، فقد افتتحت صالوني الأدبي منذ 18 عاماً، والتكنولوجيا لم تؤثر على مُعدل القراءة بالسلب، على العكس الآن يتم تحميل الكُتب عن طريق الإنترنت، ويمكن أن يتم قراءة كتاب كامل عن طريق الكمبيوتر الشخصي أو المحمول». وعن اقتصار ثقافة القراءة على عدد قليل من الشباب، تقول: «أكره الإشارة إلى أن الشعب العربي شعب غير قارئ، على العكس نحن شعب يقرأ كثيراً ويهتم بالقراءة، ولا مجال لمقارنتنا بالغرب، فهناك الكثير من الكُتاب فضلوا الكتابة باللغة الأجنبية، مثل إدوارد سعيد وغيره، وهؤلاء لم يآزروا اللغة العربية»، مشيرة إلى أن القراءة تبدأ من الأسرة، وتحفيز الأم لأبنائها على ذلك، مؤكدة أن كل قارئ نكتسبه هو بمثابة انتصار.
تحفيز الشباب العربي
أما كابي لطيف، المُذيعة بإذاعة مونت كارلو الدولية، أحد رعاة مبادرة تكريم، فتشرح كيف واكبت إذاعة مونت كارلو «تكريم» منذ ولادتها الأولى في بيروت، قائلة: «هذه المبادرة مهمة في تحفيز الشباب العربي على الإبداع والعطاء، وفي الوقت نفسه يتعرفون على قامات عربية من الرجال والنساء، ويعملون لمصلحة المجتمع العربي ككل، وفي كل عام نكتشف قدرات جديدة، وشخصيات مبدعة لها بصمتها»، وتُكمل قائلة: «مهمتنا أن نُسلط الضوء على كل تقدم وتطور يحدث في المجتمعات العربية، وفي الإنسان العربي، وتعريف الدول الأخرى بمقوماته وإبداعاته».
أفضل المبادرات
وتُشارك في الحديث دكتورة منى مكرم عبيد، أحد مؤسسي مبادرة «تكريم» منذ 6 سنوات، فتقول: «تم اختياري ضمن لجنة التحكيم، ورُشحت وقتها عن النور والأمل كجمعية نموذجية في التطوع والعطاء، وفازت وقتها بالمركز الثاني»، وتكمل دكتورة منى عن دعهما للمبادرة: «أدعم (تكريم)؛ لأنها من أفضل المبادرات، فهي مبادرة شعبية من الدرجة الأولى، لا علاقة لها بالحكومات، ولكنها تقوم على الفكر المعنوي، والتفاهم الفكري والعقلي، وحقيقة فجميع المشاركين مميزون للغاية».
الثقافة تقاوم التطرف
وعن كيف تولدت فكرة مبادرة «تكريم»، يحكي ريكاردو كرم لـ«سيدتي» قائلاً: «أنا إعلامي، حاورت آلاف الشخصيات، قدمت للجمهور العربي قصص نجاح مُلهمة، لذا فكرت في عمل منصة لأصحاب النجاحات، الذين حتماً سيُغيرون صورتنا أمام العالم»، ويُكمل أهدافه قائلاً: «افتقد شباب هذا الجيل أن يرى رجُلاً مثالياً يتخذونه قدوة، وإلى وجه يعطيه الطاقة والأمل في أن الغد أفضل، من هنا جاءت فكرتي أن أظهر لهم أن هناك الكثير لنفعله معاً، وتكريم البعض سيعطيهم دفعة للإبداع والتفوق».
وأضاف: «الثقافة هي باب الخروج من التطرف الفكري والتعصب، ونحن الآن بصدد الإعداد لمنتدى يجمع كل من فازوا في كل الدورات على مدى 6 سنوات، مع اختيار 5 طلاب من كل جامعة على مستوى الوطن العربي، نعمل على هذا المنتدى 16 ساعة يومياً، ولكني أبحث عن دولة عربية آمنة أقيمه فيها، والدعم المعنوي والفكري والبشري».
الفائزون بجوائز «تكريم»
المبادرون الشباب: «خالد الخضير» السعودية.
الإبداع العلمي والتكنولوجي: «فضلو خوري» لبنان.
الإبداع الثقافي: «مؤسسة الكمنجاتي» فلسطين.
التنمية البيئية المستدامة: «الحركة البيئية» لبنان.
تكريم المرأة العربية الرائدة: «فيان دخيل» العراق.
الابتكار في مجال التعليم: «روان بركات» الأردن.
الخدمات الإنسانية والمدنية: «جمانة عودة» فلسطين.
القيادة البارزة للأعمال: «نبيل حبايب» لبنان.
المساهمة الدولية في المجتمع العربي: «منظمة إنقاذ الطفولة» الشرق الأوسط.
إنجازات العُمر: «غازي القصيبي» السعودية، «ممدوحة بوبست» لبنان، الدكتور «هلال الساير وزوجته مارجريت» الكويت، «رياض الصادق» فلسطين.