يعد الابتعاث أفضل السبل، وأنجح الطرق للوصول بالدول إلى مراتب عالية من الناحية العلمية، وتمكين أبنائها من الاستفادة من حضارة وثقافة الشعوب الأخرى. وتعد المملكة من الدول التي تنافس وبقوة في موضوع الابتعاث، هذا ما أثبته معهد التعليم الدولي "iie"، حيث أوضح ومن خلال تقريره السنوي "الأبواب المفتوحة" والذي يبين حركة الابتعاث الدولي من وإلى الولايات المتحدة زيادةً هائلةً في أعداد الطلاب الوافدين على الجامعات الأمريكية خلال العام الدراسي 2014/2015.
وكشف التقرير عن أنّ 58% من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة يفدون من أربع دول فقط هي: الصين 31% والهند 14% وكوريا الجنوبية 7% والمملكة 6%.
وجاءت الكويت ضمن قائمة ألـ 25 الأولى لأكثر الدول إيفادًا لطلابها إلى الولايات المتحدة، وحلت في المرتبة ألـ 16 حيث أرسلت أكثر من تسعة آلاف طالب للجامعات الأمريكية العام الماضي ليرتفع عددهم بـ 24% عن عام 2013/2014.
أما على المستوى العربي فقد تصدرت المملكة دول المنطقة في حركة ابتعاث طلابها إلى الولايات المتحدة، وجاءت الجزائر في المركز الأخير كأقل الدول نشاطاً في حركة إيفاد طلابها إلى الجامعات والمعاهد الأمريكية.
يشار إلى أنّ عدد الطلاب الدوليين داخل مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 10% إلى 974.9 ألف طالب العام الماضي. وبذلك تستحوذ الولايات المتحدة على نصيب الأسد في مسألة الابتعاث، وتتجاوز الحصة الأمريكية حصة المملكة المتحدة ثاني أكبر الوجهات المستقبلة بنحو الضعف. بحسب الرياض
تجدر الإشارة إلى أنّ المملكة سعت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله - إلى دعم الابتعاث الخارجي؛ للإفادة من مخرجاته في التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، عن طريق تأهيل شباب الوطن، وأعمدة حضارته في أفضل الجامعات العالمية وأكثرها خبرة، في جميع التخصصات التي تحتاجها التنمية الآتية والمستقبلية.
وقد شهد الابتعاث نقلةً كميةً ونوعيةً مهمةً تمثلت في إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، تجسدت من خلاله تطلعاته ــ رحمه الله ــ لتحقيق التقدم والازدهار لأبناء هذا الوطن، وتصاعد مسيرته الحضارية للوصول إلى المكانة المرموقة التي تليق به.