هستيريا!

مطلقة يائسة!


تزوجت في عمر العشرين، إلا أنّني أصبحت مطلقة بعد بضعة أشهر، ثم توفي والدي، وأصبحت بحاجة إلى زوج يرعاني، ولم يطرق بابي خاطب، وعندما أرى زوجة طليقي وطفليها أتألم، لست نادمة على طلاقي لكني أتمنى أن أتزوج ثانية لأرى أطفالي وأرعاهم، وأحيانًا ينتابني اليأس والملل من الفراغ والوحدة، لدرجة أنني أتمنى أن يتوفاني الله، فلا أنيس لي ولا ونيس ولا وظيفة أنشغل بها، ولا زوج يعينني على مصائب الدهر، فماذا أفعل؟

هالة

 

أختي السائلة المؤمنة عليها الصبر، والرضا بقضاء الله، وفعل الأسباب لتجاوز ما تعانينه، وليكن دعاؤك: «اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي»، والزواج ليس كل شيء في الحياة، فبعض المتزوجات يتمنين الانفصال هربًا من أذى يتعرضن له، ولعل نصيبك يأتي في زيجة ثانية خير من الأولى، فلا تجعلي سعادتك مرتبطة بالزواج، ويكفي أنك انفصلت عن زوجك لسوء طبعه، فابتسمي للحياة، وعمرك مازال صغيرًا، واشغلي تفكيرك بوضع خطة عملية تملأ يومك، سواء بالعودة للدراسة في تخصص ترغبينه أو بممارسة هواية، ولا تستمعي لصديقات متشائمات؛ لأن التشاؤم معدٍ، بل صادقي من تدفعك للنجاح، وفكري وتأملي فيما تملكين: صحتك، عقلك، وأشياء جميلة فيكِ، وحاولي استكمال ما ينقصك؛ ليكون واقعكِ أفضل وتفكيركِ إيجابيًا أكثر.

 

هستيريا!


مشكلتي، منذ طفولتي أنني أستجدي الحب والاهتمام من أمي، كنت أمثل حالات الإغماء وادعي المرض، وكبرت وكبر معي هذا الشعور، حتى بعدما تزوجت لم أتوقف عن ممارسة هذا الدور مع زوجي، متوهمة أن ذلك يجعله يحبني أكثر، فما تشخيصك في هذه الحالة؟ وهل أعاني من هستيريا؟

 دلال

 

أختي السائلة ما تعانين منه يندرج تحت الاضطرابات المصطنعة «التمارض»، فأعراضك الجسدية أو النفسية تتحكمين فيها بإرادتكِ، والدافع لها اتخاذ الدور المرضي للحصول على الاهتمام، بينما «الهستيريا» لا تحدث أعراضها إراديًا، ومن الصعوبة بمكان تمثيل حالة، بل يفرغ المريض قلقه لا إراديًا بتحويل الأعراض النفسية إلى أعراض جسدية، وغالبًا تترافق مع صراعات نفسية شديدة، وحديثًا تم تصنيفها تحت مسمى «اضطرابات التجسيد» Somatization، وكلاهما(التمارض والهستيريا) يحقق جلب الانتباه والاهتمام، وبما أنك مدركة ما تفعلينه فإنني أنصحك بأن تعيدي النظر في طريقة تفكيرك، واكتساب ثقة أكبر بنفسك، وليكن تواصلك مع زوجك إيجابيًا، ولو بمساعدة الاختصاصية النفسية، وقد توفر لك فرصة للتدريب على المهارات التي تحتاجينها.

 

أغار على طليقي!


بعدما أنجبت ولدين طلقني زوجي، وخلال 10 سنوات كنت أحكي لأولادي كلامًا طيبًا عن أبيهم، وفوجئت بابني (عمره 24 سنة) وهو يخبرني بأنه شاهد أباه بصحبة فتاة في العشرينيات، وكذلك تأثرت نفسية ابنتي (21 سنة) مما سمعت، وحاليًا أجد مشاعري متضاربة تجاه تصرف طليقي، مرة أقول لنفسي: «ليفعل ما بدا له، فلم تعد تربطني به أية علاقة»، وأحيانًا أقول: «عليه أن يراعي مشاعر ابنته وابنه وهما في سن الشباب ويقيّمان تصرفاته»، فهل تعتبر مشاعري هذه غيرة عليه؟ وكيف أتخلص منها؟

جويس

 

لا شك أن اهتمامك اللاإرادي بتصرفات طليقك يشير إلى صعوبة طي صفحة الماضي معه، على الرغم من انقطاع علاقتكما بالطلاق منذ 10 سنوات، وربما يكون إقبال الرجل على الزواج ثانية أصعب على أولاده من زوجته الأولى إذا كانوا صغارًا، أما بعدما كبر ولداك وصارا بالغين فالمشكلة هينة، وقد يتفهمان زواج أبيهما في هذه المرحلة، ولا عبرة بعمر الزوجة، التي هي في عمر ابنتك.

أغلب الظن أن سبب غضبك أن زوجك استبدل بك زوجة أصغر، وأن عشر سنوات طلاق تعتبر خصمًا من رصيدك، وربما تلومين نفسك على فراقه، لكنه لم يضع وقتًا في البكاء، بل اختار فتاة ليبدأ معها مرحلة جديدة.

الاختصاصية لوسي بيريسفورد