زواج السعودية من غير سعودي مغامرة فيها الكثير من العذاب والمعاناة والآلام.. إنها رحلة في حقل ألغام.. فتخيَّل نفسك وأنت تتنزه وأولادك ومعك زوجتك في حقل ألغام.. كيف تسير بك الحياة.. صعبة.. شاقة.. حزينة بالتأكيد.. القنابل الموقوتة التي أتحدث عنها هي عبارة عن الإقامة.. التعليم.. الطبابة.. الكفيل.. التعليم الجامعي ومصروفاته.. العمل بعد التخرج.. أين ستعمل ومن يكفلك.. ليس من حقك تملك بيت.. شركة.. حتى مرتب والدتك بعد التقاعد ليس من حقك.. إنَّها مشاكل عصية الحل.. لكن لِمَ كل هذا؟.. بلاد كثيرة سبقتنا ووجدت الحلول.. ويسرت وسهلت الأمور على بناتها.. وأقرب مثال إلينا «مصر» الشقيقة، منذ سنوات أصدرت قانوناً بموجبه تم منح أبناء المصريات جنسية والدتهم، وتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها أي مصري آخر.. لسبب بسيط أن والدتهم مصرية.
الحقيقة: قصص السيدات السعوديات اللاتي تزوجن من غير سعوديين تعتصر القلوب وتدميها، فما ذنب هؤلاء الأطفال والأولاد والشباب أن يعاملوا في وطن والدتهم بهذا الشكل؟
كلنا مؤمنون بالقسمة والنصيب والقدر، وليكن.. إن تزوجت من عربي سوري، لبناني، مصري، أي جنسية، لماذا نعاقب الأولاد العمر كله.. ألم يقل الرسول، صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».
إذاً لماذا التفرقة والتمييز وكسر الخواطر والقلوب؟.. مشاهد يومية لمواطنات سعوديات تدمي القلوب في صراعها اليومي مع الدوائر والمؤسسات والمستشفيات ووو... ودائرة لا تنتهي.. إليك مثلا مواطنة سعودية ذهبت للولادة بأحد المستشفيات الحكومية فمنعت من دخولها؛ لأن الطفل المولود لأب غير سعودي في حين الزوجة الأجنبية لزوج سعودي تأخذ حقوقها كأمله.. ابنة البلد تعامل معاملة الغرباء في وطنها.. أليس هذا تمييزاً؟.. أبناء المواطنة السعودية يدفعون رسوم إقامة (600) ريال.. في حين ظهر قرار تخفيض رسوم إقامة للعمالة المنزلية من 600 إلى 300 ريال وأبناء السعودية التي لديها ستة أطفال كم تدفع لهم سنويا؟
لا يحق للمرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي الالتحاق ببرامج الابتعاث أو الانتساب للكليات الطبية أو الصحية.
لا يحق للمرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي توكيل زوجها أو ابنها للقيام بشؤونها أو إدارة تجارتها.. ولا يسمح لهم بتمثيلها، لا بد من رجل سعودي.. وهل تأتمن هذه الزوجة رجلاً غريباً على أملاكها وإدارتها وزوجها وأبناؤها أحياء.. لكن لا يمارسون حقوقهم الطبيعية؟
هناك مشكلة الكفيل والتهديد بالترحيل. الشاب بلغ 22 سنة.. الجوازات تطلب نقل الكفالة لأي مؤسسة خاصة.
مشكلة السفر.. حتى تستطيع سيدة أن تسافر ومعها ابنتها الحاصلة على الماجستير والابن المهندس.. سجلت الأولى خادمة والثاني سائقاً.. فرص العمل منعدمة.
لا يحق للزوجة فتح حساب وتوفير وتأمين مستقبل لأولادها.. ولا تمليكهم أملاكها من منزل وشركة بعد الوفاة.. زد على ذلك يحرمون من الراتب التقاعدي.
المشكلة نفسية بحتة غربة.. غربة.. غربة.. داخل أوطانهم غرباء.
الشباب وحتى البنات «طفشوا». شاب سافر لـ«أستراليا»، وتزوج أسترالية لتمنحه الجنسية ويعود لأرض الوطن ربما يعامل أفضل!
الفتاة ذهبت لـ«سورية» بلد والدها؛ لأنها رفضت في وطنها وتزوجت من قريب لها.. الحال صعب والقصص موجعة.. لماذا ننتقم من هذه الزوجة بأبنائها بحجة أنها تزوجت بغير سعودي؟
لماذا نعاقبها؟.. ألا يتزوج السعودي بزوجة أجنبية؟ من يعاقبه؟ من يخيفه؟ الحقيقة أنني سمعت تعليقات مؤلمة للمواطنة السعودية التي تزوجت من غير جنسيتها، لكن بغض النظر عن أسباب زواجها فالأسباب عديدة، قد تكون أحبته وكللت علاقتها بالزواج على سنة الله ورسوله، فأين الغلط؟ قد تكون والدتها أو والدها غير سعودي وتزوجت من أحد أقاربها فما ذنبها؟
قد يكون فاتها قطار الزواج.. وخافت أن يضيع حلم الأمومة فتزوجت.. لماذا نعاقبها.. ونجعلها تدفع ثمن اختيارها هذا.. وهل من حل؟!
أشياء أخرى:
«حتى بعد الموت ستكون المتاعب للمتزوجين؛ لأنهم لم يتعلموا من تجارب الآخرين»