يداً بيد متضامنون لنشر الوعي والثقافة ورفع الخجل عن مرضى السكري وتغيير مفاهيم المجتمع اتجاه مريض السكري، تضامنت مستشفى سليمان الحبيب مع حملة "سيِّدتي" بعنوان "حلوين من دون سكر"، حيث اشترك أطباء وحدة الغدد الصماء في المستشفى وبعض المرضى لرفع الراية عالياً منادين باسم حملتنا "نعم، نحن أحلى وحلوين من دون سكر"، فاشترك الأطباء والممرضات وبعض المرضى بشكل متناغم وكأنها سيمفونية عذبة المايسترو فيها "سيِّدتي" وحملتها يعزفون أجمل الأنغام التي شارك بها عدد من الأطباء لنخرج في نهاية حملتنا بتوصيات ورسائل وآراء مختلفة الأقاويل، في السطور التالية ننقل لكم بعض المشاركات التي تمت من خلال حملتنا في مستشفى سليمان الحبيب:
دكتور نضال أبو زيد استشاري غدد صماء وسكري، وحاصل على البورد الإيطالي، شارك متضامناً بحملتنا، حيث قال: "يأتي لدينا العديد من المرضى الذين لا يعلمون بحقيقة مرضهم بأنهم أصبحوا مرضى سكري، ولأول وهلة عندما يحضر المريض لدينا في معظم الأحوال يشك بأنه مريض سكري، وذلك لوجود المرض بشكل وراثي في العائلة، بالإضافة إلى شرحهم لأعراض واضحة لمرض السكر، فالأغلبية يكون أول عرض لديهم هو انخفاض الوزن بشكل ملحوظ، وقد كانت شكوى أحد مرضاي نزول 30 كيلو غرام من الوزن في 6 أشهر، كذلك التبول بكثرة، وعندما نقوم بقياس مستوى السكر بالدم نجده 330 والتراكمي 11.6، وإذا أردنا التحدث عن الإحصائية سنجد أن نسبة السعوديين المرضى بالسكري هي 28%، أي بين كل 3 أفراد يوجد شخص مريض بالسكري، وللأسف السبب أن السعوديين انحرفوا عن الأكل الصحي، وحلت الوجبات السريعة محل الأكل الصحي، وبالطبع هذه النوعية من الأكلات ستؤدي إلى السمنة، وأغلب حالات السمنة مرتبطة ومتزامنة مع السكري، فما يحدث في السمنة هو أن الجسم يفرز أنسولين كثيراً على أساس أنه يحافظ على مستوى السكر في الجسد في حالة يطلق عليها "حالة ما قبل السكر"، وفي يوم من الأيام لابد أن يصل الأمر إلى السكري.
وللأسف، إن زوار العيادة قد يلتزمون بالحضور والفحص الدوري بنسبة 70%، أما الالتزام بالدواء فالملتزمون به 50% فقط، والوصف الدوائي مثلاً يجب أخذ 3 حبات وهنا يأخذ المريض حبتين فقط، وبشكل عام هو يأخذ الدواء، وبالطبع نستطيع معرفة الملتزمين بالعلاج عن غيرهم من خلال التحليل التراكمي كل 3 أشهر، وفي بداية العلاج خلال أول 15 يوماً يكون المريض ملتزماً، وبالطبع النتائج في التحاليل تكون جيدة جداً، وبعد ذلك عندما لا يلتزم بالدواء تبقى نسبة السكر في التحاليل مرتفعة، وبالتالي نستطيع معرفة أنه لم يلتزم بالعلاج الموصوف، ومشكلة السكري أن العلاج أبدي، فيبدأ المريض يمل من العلاج.
أما بالنسبة للفترة التي يطلق عليها "شهر العسل"، فهي تحدث في النوع الأول، ولدي مريض صغير أمضى 5 سنوات في شهر العسل وهو يأخذ كمية قليلة من الأنسولين، هذا المريض جاء عندما كان عمره "11 عاماً" والآن يبلغ من العمر "16 عاماً"، وخلال هذه الفترة يأخذ أقل كمية ممكنة من الأنسولين، والبنكرياس في فترة "شهر العسل"، إذ يعود لإفراز القليل من الأنسولين، وهذا هو سبب النوع الأول من السكري، والذي يتمثل بأنه خلل في عمل البنكرياس والتهاب في خلاياه، وأحياناً مع العلاج تشفى بعض خلايا البنكرياس ويرجع البنكرياس إلى إفراز الأنسولين بصورة ضعيفة، ومن الممكن أن تكون الفترة أشهر أو سنوات، فالنوع الأول من أصعب أنواع السكري؛ لأننا إذا قمنا برفع الأنسولين قد يذهب الشخص بغيبوبة، وإذا قللنا الأنسولين يظل السكر مرتفعاً.
ومن أكثر مضاعفات مرض السكر: خلل الأعصاب، والفشل الكلوي، وإذا التزم المريض بالعلاج وبأن يكون التحليل التراكمي تحت الـ7 واهتم بغذائه ويقوم بالمشي لمدة نصف ساعة فلن تحدث له مضاعفات.
ومن خلال مشاركتي بحملة "حلوين من دون سكر" الحملة الخاصة بمجلة "سيِّدتي" و"الجميلة" أود أن أوجه رسالة لمرضى السكري، وهي: التزموا بالعلاج، وتابعوا طبيبكم بشكل دوري على الأقل مرة كل 3 أشهر، ولابد من المحافظة على الغذاء الصحي والمشي".
دكتور فرج الجندي استشاري غدد صماء اشترك معنا وقال: "المشكلة التي تواجهنا مع مريض السكري هي عدم التزامه بنظامه الغذائي الجديد أو التزامه بروشته وتعليمات الدكتور، وخصوصاً أن المرضى مختلفون على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي، وأنا كدكتور أحاول الحديث معهم عن نوعية حياتهم الجديدة وتقبلها، ولا أستخدم عبارات التخويف؛ لأن الموت والحياة بيد الله، وهناك الكثير من المرضى يلتزمون بالدواء ويأكلون ما يحلو لهم؛ لأنهم يعيشون الحياة مرة واحدة، خاصة من يعانون من الأمراض المزمنة، مثل: ارتفاع الضغط، السكري، ولابد أن يعمل المريض ما يتوجب عليه، أي لا يتواكل، بل يتوكل على الله، ومرض السكري مشكلته الأساسية أنه مرض بدون أعراض، فالناس تفترض افتراضاً خاطئاً أن غياب الأعراض يعني غياب المرض وغياب المضاعفات، ولكن غياب الأعراض قد يؤدي للأسف إلى العمى، وهو أمر منتشر بشكل كبير، كذلك قد يؤدي إلى الفشل الكلوي، كما أن السكري هو السبب الأول للضعف الجنسي ولبتر الأطراف ولجلطات القلب والمخ، وكل ما أرصده الآن يتم إخباره للمريض بمرض السكري الغير متحكم فيه، ليس على سبيل التخويف، بل ليكون على دراية بأن المرض ليس فيه مزاح، وأن الالتزام ضرورة واجبة،كما أننا للأسف نواجه في عصر الانفتاح والتواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية إعلانات الأعشاب التي يتم إيهام المرضى بأنها علاج لهم، وما أريد قوله أن الذي تمت دراسته من الأعشاب قد يكون لها تأثير بسيط لتخفيض السكر كالقرفة والخل، فإذا تم تناول خل وزيت زيتون قبل السلطة وقبل الأكل يتم تقليل درجة ارتفاع نسبة السكر بعد الوجبة بدرجة بسيطة، كما توجد العديد من الدراسات حول الشاي الأخضر وأنه يخفض نسبة السكر بدرجة بسيطة، ولكن لا يتم الاعتماد عليها فقط بدون الأدوية أو الالتزام، وأنا أحذر من كلمة دكتور أعشاب، فلا يوجد دكتور أعشاب؛ لأنه لا يوجد تخصص في كلية الطب عن الأعشاب، فمن يطلق على نفسه دكتور أعشاب فهو يوهم الناس بالخطأ.
ومن خلال مشاركتي معكم كمتضامن في حملة "حلوين من دون سكر" الخاصة بمجلتكم الكريمة، أود أن أرسل رسالة لكافة الأشخاص أقول فيها: "إن الله سبحانه وتعالى يحاسبنا على إهمالنا لأنفسنا، فنحن لدينا القدرة على التحكم في صحتنا وعدم إلقاء أنفسنا في التهلكة، ومن الأمور التي تؤكد هذا الإهمال: التدخين الذي يزيد معدل الإصابة بمرض السكري، وإذا كان الشخص من الأساس مريضاً بالسكري فالتدخين يزيد نسبة الإصابة بمضاعفات مرض السكري، إضافة إلى السمنة وتناول الأكل الغير صحي، كذلك العصبية والحزن والتنازع، وإذا كانت هناك وراثة مع الحزن والعصبية يكون الشخص مؤهلاً بدرجة كبيرة أن يصاب بمرض السكري، لذا تحكموا في صحتكم".