زادها الخيال


زادها الخيال

 سيدتي أنا من  سوريا، عمري  20سنة، تزوجت وأنا عمري 16 سنة، زوجي هو ابن عمتي، أقيم معه في دولة إسكندنافية.. أريد أن أحكي عن حياتي؛ لأني أريد مساعدتك.

منذ كنت صغيرة يعني كان عمري 7 سنوات، كنت أقعد لحالي بعيدا عن أصدقائي أفكر في الكون وفي البشر وطريقة تعاملهم مع أولادهم، وأتخيل أشياء خيالية، وعندما أصبح عمري 9 سنوات كنت دائما أنصح أمي بألا تنجب المزيد من الأطفال؛ حتى لا يتعذبوا؛ لأن الأهل لا يمكن أن ينفقوا على العدد الكبير، وكان عقابي الضرب ومع ذلك كنت دائمة الخوف من عدد الأطفال في أسرتي، وكانت أمي إذا أنجبت طفلا جديدا شعرت بمزيد من الخوف والعذاب، أبي كان سائق سيارة، وأمي ربة منزل، يعني حالنا كان في الأول جيدا بس شوي شوي صار صعبا؛ حتى صرت في الصف السابع، كان حلمي أن أشتري بنطلونا على العيد، كانت خالاتي على طول ليشترون لنا، وفي الصف السابع بدأت أكتب قصصا عن الحياة، وكنت شاطرة في المواضيع والشعر، وكتبت قصصا قرأها أستاذ العربي، وأعجبته كثيرا، ونصحني بنشرها ولكن للأسف لم ألق تشجيعا من أهلي، بل إن العكس صحيح، أصبحت عرضة للسخرية، وادعوا أني مجنونة وثرثارة.. ما بدي أخبرك بعذابي، كنت المظلومة بين إخوتي، وأكثر واحد ظلمني هو أبي، لا أريد أن أحكي لكن أهلي ظلموني، ومن قهري لما تقدم ابن عمتي لي وافقت وسافرت معه من أربع سنوات، في الوقت الحالي أدرس لغة البلد، وباقي سنة للحصول على المؤهل، ما يتعبني الآن هو أنني لا أعرف طريقي، ولا أعرف ماذا أدرس أو كيف يكون لي هدف، أعرف أن بداخلي شيئا فيه خير للبشر، ولكن ليس عندي يقين من أن تطلعاتي واقعية، هل أنا مريضة نفسيا؟ وكيف يكون لي مثل هذا التطلع، وأنا فاقدة الثقة؟

أطيب التحيات.

الجوري

 

 

 

عزيزتي الحياة مراحل ومواسم واختيارات، ولو انصب اهتمامك الآن على حاضرك، وهو أنك انتقلت من بلد إلى بلد، وصرت زوجة، وأما وفتحت أمامك فرصة؛ لإكمال تعليمك برضاك ورضا زوجك، واكتشفت أنك لم تعودي تلك الطفلة المظلومة التي تعرضت لسخرية الأهل، لا لسبب سوى أنها ولدت وولدت معها موهبة ثمينة لم يكن الأهل يعرفون عنها شيئا؛ لأنها خارج نطاق ما ألفوه وما توقعوه من طفلة صغيرة.

أنت على الطريق السليم واختياراتك صائبة، والدليل على ذلك اختيارك لتعلم لغة البلد الذي تقيمين به.. تعلم اللغة سوف يفتح لك آفاق ثقافة جديدة وفرصة للتأقلم مع حياتك الجديدة والتواصل مع أصدقاء جدد.  ستكونين أما أفضل لابنتك التي سوف تنشأ في البلد الجديد؛ لأن معرفتك باللغة سوف تشعرها بالأمان وبأنها ليست غريبة.

هدفك واضح منذ طفولتك وهو أنك تتمنين إتقان الكتابة ونشر ما تكتبين، وهذا طموح يمكن بلوغه.. أرسلي في طلب كتب الأدب من بلدك، أو ابحثي عن مكتبات تبيع كتب الأدب العربي حيث أنت.. اقرئي ما يروق لك، واكتبي تعليقات على ما يعجبك وما لا يعجبك.. وإذا تحركت لديك الرغبة في التعبير فاكتبي واحتفظي بما تكتبين إلى وقت لاحق. يمكنك أن تكتبي عن حياتك الجديدة، وملاحظاتك على البلد المضيف؛ فهذا يمنحك خصوصية قد تغري المطبوعات ودور النشر بقبول إنتاجك.. كل تلك المحاولات سوف تزيدك صلابة وثقة إذا كانت الكتابة هي مبتغاك؛ لأنها غاية في حد ذاتها تمنحك المتعة والثقة سواء نشرت أم لم تنشر.

التفاؤل هو أفضل دواء؛ لأن التفكير في الماضي يكرس الإحساس بالهوان والظلم، ولا ينفعك في حاضرك أو مستقبلك.

 

 

أيام الخطوبة

 

 

سيدتي لا أعرف ماذا أكتب وماذا أقول، ومن أين أبدأ، أحس بأن حياتي كلها مآسٍ لا تنتهي، ولا أعلم هل أنا سبب تلك المآسي والمشكلات، أنا مخطوبة وخطيبي لم يعد يحبني مثل الأول، لا أعلم لماذا؟ أحس بأنه يختلق المشكلات لا يريدني أن أفعل شيئا إلا بإذنه ولا يريدني أن أبتعد عنه ولا أطلع من البيت إلا للضرورة القصوى.

ولا أستخدم الهاتف، حتى النت لا يريدني أن أقترب منه، أحس بأنني مراقبة ولا آخذ راحتي في حياتي، وهو لم يصبح زوجي بعد، لا أعرف هل سلوكه نحوي شك أم غيرة أم حب تملك؟ أحيانا انفعل معه، وأقول له كفى.. لا أريدك، أنا تعبت منك وأنا فعلا أحس وقتها بأنني لا أريده، ولا أتحمله وأحيانا أكرهه، أنا لا أحب أن أكون محاصرة، وإذا لم أرد على الجوال يجن، ويختلق مشكلة مع أنني أحاول تهدئة الوضع إلا أنه لا يصدقني، بالأمس أحسست بأني أكرهه وتضايقت منه كثيرا، قد تتساءلين: لماذا؟ كنا نتناقش في الأثاث وغرف النوم، صدمني عندما قال لي: إنه يجب علينا أن ينام كل واحد في غرفة أو في سرير خاص، يعني لن ينام معي، قد تقولين إنه يمزح، ولكن أنا أعرفه عند الجد وعند المزاح، ووقتها كان في قمة الجد، شعرت بخوف من المستقبل، وبإهانة عظيمة، تخيلي أن يقول الخاطب للمخطوبة: إنه سوف يقاسمها الفراش فقط عند المعاشرة، ثم ينسحب إلى غرفة أخرى، وضحت له وجهة نظري، فقال هذا حق الزوج فرضه الله، والعرب قديما كانوا لا ينامون مع زوجاتهم، ولكن أقول له مستحيل أن أقبل بك وأنت تتصرف هكذا، بصراحة انصدمت وكرهته، نفر قلبي منه، أحسست بأنه بعيد عني، ولن يتزوجني إلا ليشبع رغبته الجنسية، وأنا أرفض ذلك تماما لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أخبر أهلي وأفسخ الخطوبة؛ لأنني بصراحة لا أريد زوجا يتزوجني؛ حتى يشبع رغبته.. هل هناك حل؟!

 

الخائفة من الزواج

 

 

 

 

عزيزتي لم تذكري في رسالتك عمرك وعمر خطيبك، ولا الظروف التي أدت إلى خطبتك له.. هل كانت الخطبة بترتيب من الأهل؟ ولم تذكري شيئا عن ظروفك وظروفه الأسرية.. هل له إخوان وأخوات؟ هل تعامل مع أخوات بنات بحيث يتغلب على خوفه من المرأة؟ ولم تذكري كيف كان يحبك في السابق وكيف تراجع حبه لك؟ وهل فترة الخطبة هي فترة مناسبة لمناقشة ما ستكون عليه العلاقة الحميمة بعد الزواج.. فترة الخطبة تسمح بتبادل الأفكار، والعلاقات داخل الأسرة، وإمكانية العمل بعد الزواج إن كانت الزوجة تعمل، ومسائل الإنفاق بعد الزواج والإنجاب وما شابه ذلك.. أما تفاصيل العلاقة الحميمة فهي أمر فطري تنعكس من خلاله مشاعر طرف نحو الطرف الآخر وخصوصية العلاقة.

نصيحتي لك هي ألا تخوضي في تلك الأمور معه في الوقت الحالي، ولينصب اهتمامك على معرفة صفاته كإنسان.. غيرته المبالغ فيها تدل على أن ثقته بنفسه لم تكتمل بعد، ولا أعتقد أن من حقه حاليا أن يقيد حريتك وحركتك؛ لأنك مازلت تحت حماية والديك وهما فقط لهما الحق في توجيهك.. لا تطلبي محبته بأي ثمن.. يجب أن يفهم أن أساس العلاقة السوية هو الثقة، وإن لم يمنحك ثقة كافية فستكون الحياة معه مستحيلة.. لا تخافي من أن تفسخ الخطبة.. التكافؤ مطلوب، وإن اكتشفت أنه لا تكافؤ بينكما قبل الزواج فهذا أفضل؛ حتى لا تفشل العلاقة الزوجية فيما بعد.

 

 

النت

 

سيدتي أتمنى أن تكوني بأتم صحة وعافية، لديّ موضوع أحب أن أستشيرك فيه، وهو أنني أدخل النت كثيرا، وأحب أن أتعلم أشياء كثيرة من النت وأشارك بقلمي فيه، ولديّ زميلات في العمل وغير العمل في النت .

والموضوع باختصار هو أنني مقبلة على الزواج، وزوجي لا يعرف الحاسب أبدا، وقد يكون سمع عنه أشياء جيدة أو سيئة.

والمشكلة هي: هل أدخل الإنترنت لمنزلي؟ فكل ما أخشاه هو حدوث مشكلات بعد الزواج بسبب الإنترنت، وأنا لا أعرف شخصية زوجي وطبيعته .. فما هي نصيحتك؟

 

 

عزيزتي الكمبيوتر والإنترنت أصبحا جزءا من الحياة اليومية في دوائر العمل وفي بيوتنا، وأنا لا أرى مشكلة في تقريب وجهة نظرك لزوج المستقبل، اسأليه إن كان يود أن يتعلم مبادئ التعامل مع الكمبيوتر لما فيه من فوائد.. إن أبدى استعدادا يمكنك أن تعلميه تلك المبادئ بشكل مبسط يقرب بينكما، ولكن إذا أبدى اعتراضا فعليك أن تصارحيه بأنك تدخلين على الإنترنت؛ للبحث عن معلومات وأن لك صديقات قلم على الإنترنت؛ لكي تتعرفي على موقفه.

نصيحتي لك هي اختبار استعداده وبناء على ما تجدين أنصحك بترك ما يريب إلى ما لا يريب.

الكمبيوتر مفيد لكنه يعطل الحياة إن لم يكن جزءا من أثاث البيت، ومادمت تعملين فبإمكانك الحصول على المعلومات التي تبغين في دائرة عملك.

الانسجام بين الزوجين ضروري لبناء الثقة، ولاستمرار حياة هادئة بينهما، ولذلك فإن تقديم الأهم على المهم هو نوع من الذكاء الذي سوف يفيدك كثيرا في التعامل مع زوجك مستقبلا.