في عام 2000، قدم برنامج أوبرا قصة تقشعر لها
الأبدان من قصص الإساءة للأطفال، والتي بدأت فصولها في بلدة ويسكونسن الهادئة في
برليون، حيثُ اكتشفت الشرطة أن مايكل وأنجيلاين روجرز داوما على ضرب ابنتهما ذات
الأعوام الخمسة بوحشية وجعلاها تتضور جوعًا.
وقد بدأ اهتمام السلطات بهذه القصة عندما ضرب روجرز ولديه، وكان أحدهما في
التاسعة، بينما الآخر في الحادية عشرة بالعصي وطردهما من المنزل. وتقول الشرطة: إن
الصبي الأكبر سار حافي القدمين على طول الشاطئ إلى مركز الشرطة؛ ليروي سرًا
عائليًا مروعًا؛ لقد أخبر الشرطة كيف كان يتم حبس شقيقته ذات الأعوام السبعة في
قفص الكلب الصغير في قبو المنزل المظلم في الدور السفلي، وقال الصبي للشرطة: إنها
تعرضت للضرب بالعصي الخشبية، وقلما كان يقدم لها الطعام، وعندما بكت في يوم دعتها
والدته بالخنزيرة الصغيرة ورشت عليها الماء البارد. وذكر الصبي أيضًا كيف أنه في
إحدى المرات وجد أخته محشوة في وعاء من البلاستيك تحت الرف، لا تستطيع التنفس، وقد
تمت تغطية وجهها.
بعد سماع قصة الصبي، هرعت الشرطة إلى منزل روجرز وأنـــقــذت الفتاة التي وجدوها
في القفـص، وتمـت إدانــة مايكـل وأنجيلايـن روجـرز بتهمة الإساءة للأطفال، وحكم
عليهما بالسجن سنة، لقد مرت 11 سنة على حلقة أوبرا المفجعة، اليوم أصبح عمر الطفلة
21 عامًا واسمها تشيلسي.
ذكريات مؤلمة
تشيلسي تقول: إنها لا تحب أن تستعيد تلك الذكريات
المؤلمة، وهي لا تذكر القفص بشكل حقيقي، لكنها تذكر أنها كانت تقضي وقتًا طويلاً
قبل السماح لها بالذهاب للحمام، أو تقديم الطعام لها، أو حتى أن تستطيع فرد ساقيها
بسبب حجم القفص الصغير، وكانت تترك في القفص في بعض الأحيان ليلاً، وتقول: «أجد من
الصعب الآن التحدث عما جرى؛ لأن ذكرياتي مشتتة، ولم تكن هناك مرآة أو أي شيء في
ذلك المنزل، ولم أكن أعرف عمري، أو كيف أبدو».
بعد أن تم إنقاذ تشيلسي من قبل الشرطة، تم إرسالها لمركز الرعاية الصحية، وقد عاشت
في منازل مختلفة قبل أن يتم تبنيها بشكل دائم، وكانت حياتها على قدر كبير من السوء
بحيث تشعر بالفزع من تخيل وضعها لو لم يتم إنقاذها.
العودة للماضي
خلال السنوات الماضية كانت تشيلسي تحاول فهم ماضيها المؤلم، وفي البداية بدأت تبحث عن قصتها على الإنترنت، ثم تحدثت للصحفيين المحليين الذين كانوا يغطون القصة في ذلك الوقت، وفي الآونة الأخيرة، عادت إلى المنزل حيثُ وضعت في القفص، ويتذكر ضابط الشرطة الذي هرع فور إخباره القصة إلى منزل الوالدين والتقى بهما أثناء طريقه فقال لهما: لقد سمعت أن ثمة طفلة في قفص في قبو منزلكما، فقالا إنهما لا يعرفان عن ماذا يتحدث، وطلب منهما الإذن في البحث فلم يمانعا، ومضيا في طريقهما. ويصف كيف بدأ البحث إلى أن وجدها، ولم يدر كيف فتح القفص وهرعت هي إليه من الداخل وحملها، ليدرك حينها أن الأسوأ في حياة هذه الطفلة قد ولّى، ومنذ ذلك الحين ورغم القصص الكثيرة التي مرت عليه إلا أن قصة تشيلسي أثرت فيه أكثر من الجميع، وهو وزوجته يحبانها كما لو كانت ابنتهما.