نساء كرمهن رسول الله صلى الله عليه وسلم

بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة ربه إلى العالمين رجالا ونساءً؛ ليُضيء مشارق الأرض ومغاربها؛ وليتمم مكارم الأخلاق، وكما شَرُف الكثير من الرجال بصحبته، وطاعته واتباع سنته؛ شرُفت نساء كثيرات كذلك بهذه الصحبة المباركة، والتففن حول المائدة النبوية؛ لينهلن من علمه ويستضئن بنوره صلى الله عليه وسلم، فظهرت منهن الفقيهات والمقاتلات والطبيبات، والداعيات، والرافعات راية الإسلام في بداياته، وكانت لهن عند رسول الله المكانة العالية والإشادة، وكان لكل منهن شأن معه، وفي هذه الزاوية نلتقي بهؤلاء النسوة اللاتي شرُفن بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتحدث عنهن، وكرمهن.

 

عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد:

«ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني»، ثم دعا لها ولزوجها وولديها, قال: {اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة}. تُعد أم عمارة تلك الصحابية الجليلة الفاضلة سيدة مجاهدات عصرها،فقد تجمعت في شخصيتها الفذة كل عوامل النبوغ والشجاعة، وهي شخصية نادرة بين النساء قديما وحديثًا، فهي أهل للاقتداء بها، لما فيها من مميزات تفردت بها عن نساء عصرها. فقد جمعت هذه الصحابية الفذة بين الشجاعة النادرة والصبر والعطاء غير المحدود، والاستبسال في الدفاع عن دين الله ورسوله إلى جانب زهدها وعبادتها، وحُسن تربية أولادها الذين مات أغلبهم شهداء.

 

البطلة الشجاعة

إنها بطلة موقعة أحد وما بعدها، فقد نذرت نفسها للدفاع عن رسولنا الحبيب . في أحلك لحظات معركة أحد العصيبة. إنها «أم عمارة (نسيبة بنت كعب)» الأنصارية إحدى نساء بني مازن النجار الذين عُرف عنهن حُسن الانقياد لله ولرسوله.

 

المبايعة الأولى

كانت نُسيبة بنت كعب والمعروفة بأم عمارة إحدى امرأتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم «بيعة العقبة الثانية»، حسن إسلامها وارتفع إيمانها وسطع اسمها في سماء المدينة وهي من الرعيل الأول، شرفت بصحبة خاتم الأنبياء والمرسلين، وكانت وزوجها زيد بن عاصم

من أوائل المجاهدين الطائعين.

لم تترك «أم عمارة» غزوة إلا وخرجت فيها مع رسول الله تضمد الجرحى وتسقي الجنود، وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال.

بل وتقاتل إذا لزم الأمر، ولمَ لا؟ فشجاعة قلبها تؤهلها لتكون إحدى قائدات المعركة وليست محاربةً عادية.

 

مخالفة النبي تؤدي إلى الهزيمة

ويوم معركة أحد ذلك اليوم العصيب الذي تحول فيه نصر المسلمين إلى هزيمة بسبب عدم طاعة أوامر رسولنا الكريم، لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله استلت سيفها وكانت مقاتلة قوية، وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول الله تقاتل بين يديه، وتضرب بالسيف يمينًا وشمالاً حتى هابها الرجال وأثنى عليها النبي وقال:

{ما التفت يمينًا ولا شمالًا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني}.

 

تحكي قصتها في أُحد

ولندع أم عمارة تحكي لنا ما حدث يوم أحد فتقول: «قد رأيتني وقد انكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بقي إلا نفير ما يتمون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين! ورآني لا ترس معي، فرأى رجلا موليا معه ترس فقال يا صاحب الترس ألق ترسك إلى من يقاتل فألقى ترسه، فأخذته فجعلت أترس وأدافع عن رسول الله».

 

استشهاد ولدها

وتكمل نسيبة المعروفة بأم عمارة قصتها فتقول:
«فأقبل رجل على فرس فقتل ابني، فضربني بسيفه على كتفي فجرحني جرحًا عميقًا أجوف، ثم ترست له فلم يصنع لي سيفه شيئا وولى، فضربت عرقوب فرسه فوقع على ظهره، فأجهزت عليه وكان قتل ولدي فتبسم النبي وقال: الحمد لله أن أقر عينيك بثأر ولدك».

 

جرح عميق في كتف نُسيبة

ثم خشي النبي على جرحي فنادى على ابني الثاني وصاح يا ابن أم عمارة «أمك،أمك» قالت فعاونني عليه حتى ضمدت جرحي، وكان عميقا ولكن حرصي على حياة رسول الله ما أشعرني به.

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

{ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة, ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة} وأخذ يكررها شعورًا بألمها.

 

أم عمارة وأسرتها من أهل البيت

ثم قال: «بارك الله عليكم من أهل البيت، مقام أمك خير من مقام فلان وفلان ومقامك لخير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت».

 

رفقة النبي في الجنة:

فقالت أم عمارة بذكائها المعهود: «ادع الله أن نرافقك في الجنة». قال: «اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة». فتقول أم عمارة: «فما أبالي ما أصابني من الدنيا بعدها».

وتمضي الأيام، وتشهد نسيبة أو أم عمارة كما كانت كنيتها، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله، وبايعت تحت الشجرة التي ذكرها الله في سورة الفتح، كما شهدت يوم حنين كذلك مع رسولنا الكريم.

 

جهادها بعد وفاة النبي

لم يتوقف جهاد هذه الصحابية الجليلة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فتروي لنا كتب السيرة أن مسيرة جهادها لم تتوقف حتى آخر محطة في عمرها.

فلما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ارتدّت بعض القبائل عن الإسلام، وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، فسارعت أم عمارة إلى الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- تستأذنه؛ للالتحاق بجيش المسلمين لمحاربة المرتدين فأذن لها وقال: «قد عرفنا بلاءك فاخرجي على اسم الله»، فخرجت ومعها ابنها عبدالله بن زيد الذي قُتل في المعركة، وأبلت بلاءً حسنًا، وتعرضت لكثير من المخاطر.

 

استشهاد ولدها الثاني

وكان النبي قد أرسل قبل وفاته ولدها «حبيب بن زيد» إلى مسيلمة الكذاب باليمامة برسالة يحذر فيها مسيلمة من ادعائه النبوة والكذب على الله، فأراد مسيلمة أن يضمه إليه فرفض، فقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر محتسب حتى لقي الله عز وجل، فلما علمت نسيبة ماحدث لولدها، أقسمت أن تثأر منه وخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتال مسيلمة وقاتلت، وكانت تصيح: «أين أنت مسيلمة اخرج يا عدو الله»، وجرحت اثني عشر جرحا مابين طعنة برمح أو ضربة بسيف، ورغم ذلك واصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تشعر بها واستمرت، وتقدم «وحشي بن حرب» بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه، وأخذ بثأر ابنها البطل الشهيد «عبد الله بن زيد»، وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت، وتعافت من جروحها.

 

خروجها لجهاد الفرس

 

 

وعلى الرغم من أن سيدتنا نسيبة فقدت إحدى كفيها في معركة اليمامة، ولديها من الجروح الكثير؛ إلا أن ذلك لم يُثنها عن مواصلة مسيرتها الجهادية وخرجت مع المسلمين لقتال الفرس، وأبلت بلاءً حسنا، فكانت تارة تسقي الجرحى وتضمد جراحهم، وأخرى تمسك بسيفها وتذود عن دينها، ولما سقط إيوان كسرى وعرشه وانتصر المسلمون، بكت بشدة وتذكرت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يشارك في حفر «الخندق»، ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح:

{الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس} فتمنت لو أن النبي كان معهم يشهد الانتصارات التي تنبأ بها.

 

أم عمارة والقطيفة المرصعة:

 

 

وكانت ضمن الغنائم التي غنمها المسلمون في المعركة «قطيفة» مرصعة بالجواهر واللآلئ، فكانت من نصيب أم عمارة التي أجمع الصحابة على أحقيتها لها؛ لتاريخها الجهادي المشرف، واعتبروا ذلك أبسط تكريم يقدم لها، احتضنت أم عمارة القطيفة، وهي تبكي لهذه المنزلة العالية بين الصحابة، فمثل أم عمارة يعطي ولا ينتظر العطاء.

 

وفاتها:

توفيت أم عمارة في خلافة عمر رضي الله عنهما عام 13هـ، أي ما يقارب 634م بعد تاريخ طويل من الجهاد المشرف، وبعد أن حفرت اسمها بحروف من نور في سجل العظماء.

 

وصايا نبوية للحياة الزوجية

 

بشاشة الوجه وسلامة الصدر

الزواج في الإسلام هو رباط مقدس، وعقد مبارك، ورحلة حياة طويلة والزواج الناجح هو أهم العوامل التي يعتمد عليها رُقي أي مجتمع وتقدمه، ولكي ينجح الزواج لابد له من عناصر وأسس يرتكز عليها، وفي هذه الزاوية نتحدث عن أهم الوصايا النبوية التي تضمن السعادة والاستقرار لأهنأ حياة زوجية إن شاء الله.

 

ابتسامتك عنوانك

الابتسامة لها رونق وجمال، وتعابير تضفي على وجه صاحبها الراحة والسرور، بل رتب النبي صلى الله عليه وسلم أجرًا عليها وقال صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

وقال صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق».

وابتسامة الزوجة لزوجها وأولادها صدقة، والابتسامة لن تأتي إلا من قلب متسامح وصدر سالم خالٍ من كل الأحقاد، فاحرصي عزيزتي الزوجة على نسيان همومك ومحو مكدراتك أولا بأول، وليكن لكِ في رسول الله الأسوة الحسنة.

 

بشاشة رسول الله وتبسمه

يذكر أن رسول الله كان دائم التبسم، وأحسن الناس ثغرًا وأطيبهم نفسا، وكان صلى الله عليه وسلم في بيته من أكثر الناس تبسّما، كما كان يبتسم عندما ينشد الصحابة الشعر ويتضاحكون.

وعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته، قالت:

«كان ألين الناس وأكرم الناس، وكان رجلا من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما».

وقال جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- وهو أحد الصحابة الأجلاء: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي. وفي حديث عبد الله بن الحارث الزبيري قال: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ابتسامته حتى مع الأعداء

ولم تقتصر بشاشة النبي وضحكه وفرحه مع أصحابه فقط، بل كان لأعدائه جزء منها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم طلق الوجه بشوشا حتى مع من لا يحبه، وكان إذا قابله واحد من أعدائه تبسم في وجهه، وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم من عيينة بن حصن يدل على ذلك، فقد كان هذا الرجل من جفاة الأعراب الذين يتآلفهم النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يسلم قومه، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه.

 

رضا الزوج يُدخل الجنة

والابتسامة في وجه زوجك تجلب رضاه وتملأ الأجواء بالمحبة والود.

وعن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة».

• فهل يُضيرك أيتها الزوجة الحكيمة أن تقابلي زوجك عند دخوله بوجه طلق مبتسم؟

• هل يشق عليك أن تمسحي الغبار عن وجهه ورأسه وثوبه وتُقبليه؟

• أظنك لن ترهقي إذا انتظرت عند دخوله فلم تجلسي حتى يجلس!

* ما أخاله عسيرًا عليك أن تقولي له: حمدًا لله على سلامتك، نحن في شوقٍ إلى قدومك، مرحبًا بك وأهلاً.
* كوني منشرحة الصدر، هادئة البال، ذاكرة الله، واعلمي أنه بابتسامتك تفتح لك القلوب قبل الأبو

خدمة مواقيت الصلاة

 

لتصل رسالة مباشرة الى جوالك بموعد الصلاة في منطقتك

اشتركي معنا في خدمة مواقيت الصلاة

 

مواقيت صلاة حائل ارسلي الرقم 1110 .. مواقيت صلاة الجوف ارسلي الرقم 1111

مواقيت صلاة سكاكا ارسلي الرقم 1112 .. مواقيت صلاة حفر الباطن ارسلي الرقم 1113

مواقيت صلاة الاحساء ارسلي الرقم 1114 .. مواقيت صلاة الخبر ارسلي الرقم 1115

مواقيت صلاة الجبيل ارسلي الرقم 1116 .. مواقيت صلاة المجمعة ارسلي الرقم 1117

مواقيت صلاة نجران ارسلي الرقم 1118 .. مواقيت صلاة جيزان ارسلي الرقم 1119

مواقيت صلاة الرياض ارسلي الرقم 111 .. مواقيت صلاة ينبع ارسلي الرقم 1120

مواقيت صلاة خميس مشيط ارسلي الرقم 1121 .. مواقيت صلاة الطائف ارسلي الرقم 1122

مواقيت صلاة بريدة ارسلي الرقم 112 .. مواقيت صلاة عنيزة ارسلي الرقم 113

مواقيت صلاة الدمام ارسلي الرقم 114 .. مواقيت صلاة ابها ارسلي الرقم 115

مواقيت صلاة تبوك ارسلي الرقم 116 .. مواقيت صلاة مكة ارسلي الرقم 117

مواقيت صلاة المدينة ارسلي الرقم 118 ..  مواقيت صلاة جدة ارسلي الرقم 119