كنان يعترف: فتاة أحلامي ليست امرأة جميلة وجانسو تؤكّد: أنا وكنان منسجمان شكلاً وروحاً

مؤتمر صحفي عقدته قناة «أبوظبي» بحضور نجوم المسلسل التركي «إيزل»، كنان أميرزيالي أوجلو «إيزل» وجانسو ديري «عيشة»، باريش فالاي «علي»، باد إيشلي وغيرهم بالإضافة للنجوم السوريين الذين قاموا بدبلجة أصوات الممثلين الأتراك، على رأسهم حسام الشاه، وكوزيت عواد. وكانت «أبوظبي للإعلام»، قد دعت الإعلاميين والجمهور المتابع للمسلسل التركي الذي حاز على جوائز عالمية وتركية، للقاء نجوم العمل العرب والأتراك بشكل شخصي، بعيداً عن عالم الشاشة الصغيرة، وكما للحقيقة وجهان في مسلسل «إيزل» للنجوم أيضاً. «سيدتي» التقت كنان وجانسو في حوار ممتع نتعرّف من خلاله عليهما بعيداً عن «إيزل» و«عيشة»:


aicha.jpgمع جانسو
معظم المسلسلات التركية تتحدّث عن الحب والعاطفة والمجتمعات المتوسطة فما فوق، بينما تحكي المسلسلات العربية عن العشوائيات والمشكلات الاجتماعية والفقر. ألا تعتقدان أن هذا السبب يعطينا إجابة واضحة للضجة التي تثار حول الأعمال التركية؟
ليس لديّ فكرة عن الأعمال العربية وما تقدّمه، لكنني أعلم تماماً أنك كما شاهدت أعمالاً تركية تتحدّث عن الطبقة الاجتماعية المتوسطة، يجب أن تكوني قد شاهدت الجانب المظلم الآخر منها. وعن نفسي، فقد أدّيت أدواراً في أعمال تتحدّث عن هذه البيئة البسيطة التي تقدّمونها في الدراما العربية. وصدّقيني إن أكّدت لك أن المشكلات الموجودة في العالم العربي والتي تطرح في الدراما العربية ليست بعيدة تماماً عن التي نعاني منها في المجتمع التركي وذلك بسبب القرب الجغرافي على الأقل.
لكن سمة الأعمال التركية في هذا الوقت باتت الموضة والأزياء؟
اعذريني.. لكنني لا أحبّذ أن تختصر الأعمال التركية في هامش الموضة والأزياء، حتى وإن كانت تركيا رائدة الآن في هذا المجال حسب ما يعلم الجميع، فمعظم العرب يذهبون إلى تركيا للتسوّق ولمشاهدة جمال الطبيعة، لكن هذا لا يعني أننا ندور حول الشكل الجميل والمضمون العادي، بدليل أن مسلسل «إيزل» يتحدّث عن قصة إنسانية جداً بطرح عميق وشكل عام يليق بالمضمون الجيد.
لفتني أمر بخصوص الممثلين الأتراك. فمعظمكم دخل عالم التمثيل من بوّابة عروض الأزياء، بينما يندر في العالم العربي أن نجد ممثلاً أو ممثلة دخلا مجال التلفزيون إلا عن طريق معهد خاص بالتمثيل. فهل مواصفات الجمال هامة لهذا الحدّ لدخول هذا المجال؟
دعيني أجيب عن نفسي. فأنا عندما كنت صغيرة أتممت دراستي العليا في الآثار، ولم يكن في بالي أصلاً أن أدخل عالم التمثيل، لكنني دخلت مجال عروض الأزياء من باب التجربة والتي ما لبثت أن أخذتني إلى عالم الفن. بالنسبة إليّ، كنت أصغر من أن أتّخذ قراراً يتعلّق بمصيري أو الهدف الذي أبحث عنه، لذلك عندما كبرت علمت ماذا أريد واخترت التمثيل. وأما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فأقول لك إن الأعمال التركية لا تعتمد فقط على ممثلين وممثلات يتمتّعون بمواصفات الجمال، ربما أبطال الأعمال في بعض الأحيان ولكن يأتي الأمر بالصدفة. هناك أعمال تركية بأكملها لم تقم تسويقياً على وجود وجوه جميلة.
كيف تختارين أدوارك في التلفزيون أو السينما، هل هناك ملامح معيّنة أو خطوط عريضة لما تحبّين استعراضه عبر الأعمال التي تقدّمينها؟
كل الشخصيات التي يهمّني تقديمها لا علاقة لها بالمظهر الخارجي. هناك كثيرون يختارونني لمظهري الخارجي، لكنني أرفضها في معظم الأحيان، إلا في حال قدّمتني بشكل جديد، ومثال على ذلك فيلم «العشق المر» الذي لعبت فيه شخصية فتاة عمياء، وكان الدور بعيداً تماماً عن كل ما شاهده الناس في أعمالي السابقة. وأي شخصية أقرأها يجب أن تكون عميقة من الداخل،
وفي الوقت ذاته صعبة المراس تنفيذياً حيث تشكّل لي حافزاً لتأديتها وتحدّياً بيني وبين نفسي لتنفيذها والنجاح بإقناع المشاهد أنني أشبهها على الشاشة.
ليست المرّة الأولى التي تعملين فيها مع الممثل كنان، إلى أي حدّ يجب أن تكوني متّفقة مع البطل الممثل الذي يشاركك حتى تقدّمي معه عملاً جيداً؟
أنا وكنان لدينا عدّة أعمال تجمعنا، لأننا منسجمان شكلاً وروحاً، لذلك يشعر الكتّاب والمنتجون أننا صالحان لتقديم أعمال مشتركة، لكن على الصعيد الشخصي يجب أن يكون بيني وبين الممثل الذي سأعمل معه التقاء فكري وداخلي «وإن كان غير معلن»، ليتسنّى لنا تقديم عمل مميّز وصادق. وكما في معظم الأعمال وليس التمثيل فقط، لن يستطيع أي شخص تقديم الأفضل أو العمل مع شريك لا يتّفق معه.



cana.jpgمع كنان
كنت قد سألت جانسو في حوارنا عن سبب وجود هذا الكم من عارضي الأزياء في مجال التمثيل بتركيا، إذ يبدو أن القاسم المشترك بين كل نجوم التلفزيون الأتراك هو عالم الأزياء. فما هو السبب برأيك؟
(مبتسماً) الأمر ليس مدروساً، ولكن هذا ما حصل بحكم أن تركيا تعتبر مكاناً يعنى بعالم الموضة والأزياء، ووجود كمّ من النجوم العارضين السابقين، لا يعني أنهم لا يعملون أو يؤدّون وظيفتهم كممثلين بشكل جيد، بل هو يضيف إلى رصيدهم ولا ينتقص منه.
ماذا عنك أنت، لماذا لم تدرس التمثيل ودخلت عالم الرياضيات والأرقام؟
لأنني لم أعلم أنني سأكون ممثلاً يوماً ما، حتى أن الأمر لم يكن من ضمن اهتماماتي. أنا أحب العلم وعندما دخلت الجامعة لأدرس الرياضيات، عرض عليّ أن أعمل في مجال عروض الأزياء ووافقت لأنني كنت أودّ أن أزيد من دخلي المادي لا أكثر، ذلك أنني أنتمي إلى طبقة اجتماعية متوسطة، وكان خيار عروض الأزياء هو الوحيد المتاح لديّ. ولو كان قد عرض عليّ في ذلك الوقت مجال آخر بعيد عن الأضواء، لربما كنت عملت به ولم تجلسي معي اليوم لإجراء هذا الحوار.
هل فكّرت يوماً ماذا كنت ستعمل لولا دخولك عالم الفن؟
لربما كنت أدرّس الرياضيات أو الفيزياء.
لكنك تلقّيت دروساً في التمثيل، أليس كذلك؟
لم أتلقَ دروساً لكنني كنت أحاول تطوير نفسي يوماً بعد آخر، وكنت أحاول تثقيف ذاتي عبر مشاهدة المسرح والسينما العالمية والمسلسلات التركية، وأتّخذ من النصائح دليلاً لتطوير أدائي أيضاً.
لنتحدّث عن «إيزل» الذي يعيش في عالمين وشخصيتين متناقضتين. بكل تأكيد أتعبك هذا العمل وأنهكك من الداخل، لكن إلى أي حدّ تستطيع فصل نفسك عن «إيزل» خارج الاستوديو وبعيداً عن الكاميرات؟
(ضاحكاً) بكل تأكيد، يجب أن يتمتّع من يؤدّي شخصية «إيزل» بمقدار كبير من الحيادية بداخله حتى يستطيع أن يفصل نفسه عن هذه الشخصية، لكنني لست من الذين يعيشون شخصيات التلفزيون في الواقع، وبمجرّد أن ينتهي تصوير المشهد كنت أعود لكنان بشخصيته الحقيقية.
إذاً، حدّثني عن كنان بعيداً عن كاميرات التصوير وكل الشخصيات التي أدّاها؟
ليس هناك شخص قادر على التحدّث عن نفسه إلا إذا كان مغروراً، وأنا أحمد ربي أني مازلت أقف على الأرض وكل يوم أمنع نفسي عن الغرور، لكنني رجل عادي يمارس حياته اليومية في القراءة وأحياناً السباحة وقضاء الوقت مع الأصدقاء، لست إنساناً عصبياً، ويقال إنني هادئ الملامح والطباع. أحب الحياة وبشكل عام أنا رجل اجتماعي، أحب التعرّف على ثقافات وأشخاص جدد يضيفون إلى رصيدي الحياتي والمعرفي.
لكن عملاً بحجم «إيزل» حاز على هذا الكمّ من الجوائز لا بدّ أنه أثّر فيك قليلاً ووضعك في مكانة يجب أن تكون بعيدة ربما عن هذا التواضع الذي تتحدّث عنه؟
أنت قلت عملاً وهذا يعني فريقاً، العمل ليس كنان فقط أو عائشة أو كاتباً أو مخرجاً. وقد نجح لأننا عملنا بروح الفريق، وبكل تأكيد تلك الجوائز أضافت لي حب الناس وأيضاً مصداقية أكبر لدى شركات الإنتاج والمخرجين، وهذا ما أطمح إليه، لكن على الصعيد الشخصي أضاف لي ثراء الشخصيات الجيدة من الداخل لا أكثر.
أليس هناك شخصية تطمح لأدائها ولم تعرض عليك بعد؟
لست من النوع الذي يفصح عن خططه، لكنني سأقول لك إنني أحلم بأداء شخصية عربية.
«إيزل» كان يعيش شخصيتين: واحدة طيّبة والأخرى شريرة تبحث عن الانتقام. أيّهما أقرب إليك، ومتى تنتقم؟
أعتقد أن الشخصية الطيّبة تشبهني كثيراً من الداخل. فأنا بطبعي شخص متسامح وأحب الهدوء وأبتعد تماماً عن المشاحنات والمشكلات. وأما الانتقام فهو ليس ضمن قاموسي إطلاقاً، وأفضّل أن أردّ على الشر بالخير، فمساحته في داخلي أكبر، وصدّقيني إن قلت لك أنني لم أفكّر بالانتقام يوماً مذ كنت طفلاً.


لمزيد من التفاصيل والكواليس يمكن العودة إلى مجلة سيدتي في المكتبات