هل يكفي الغناء لإنقاذ العالم من الجوع؟ وماذا لو صارت أليسا سفيرة للنوايا الحسنة؟ ومن يستفيد مِن مَن الفنان أم المؤسسات الإنسانية؟ لماذا حصل حسين الجسمي على لقب «سفير فوق العادة» وماذا يعني اللقب؟ وهل يتم تفعيل اللقب من قبل الفنانين المختارين؟ ولماذا صار فايز السعيد سفيراً مرتين؟ هل يحتمل عبد الله الرويشد مشاهد الألم والجوع أم ينسحب كما فعل طلال سلامة ؟ أسئلة كثيرة أجوبتها لدى الفنانين الذين عقدوا قمة تتحدى الجوع في العالم..
حسين الجسمي، إليسا، عبد الله الرويشد، فايز السعيد، نجوم حضروا إلى دبي ليتسلموا جوازات سفرهم الديبلوماسية كسفراء للنوايا الحسنة، ورغم أن حسين الجسمي كان قد سبقهم في التجربة الإنسانية هذه ، حيث تولى مهامه كسفير له «iimsam» منذ ثلاث سنوات لكنه حضر اليوم ليصبح سفيراً فوق العادة.. ولم يقتصر الحضور على الفنانين فحسب حيث باركت روتانا الحدث بحضور سالم الهندي المدير الفني لشركة روتانا، ونخبة من الإعلاميين على رأسهم علي العلياني ، نيشان ، لجين عمران ، جمانة بو عيد وآخرين.. «سيدتي» رصدت القمة الفنية ونوايا الفنانين الإنسانية ونقلت لكم الحدث..
قبل يوم من المؤتمر الصحفي الذي عقد لتسليم نجوم الغناء العربي ألقابهم كسفراء ، كنا قد التقينا ريميجو مارادونا الأمين العام لمنظمة “iimsam” الدولية، وأحمد المسقطي المستشار الديبلوماسي الخاص للأمين العام ، والفنان فايز السعيد لشرب القهوة.. ولنتحدث حول المؤتمر الصحفي الذي سيعقد حول تسليم الفنانين مناصبهم كسفراء، حيث أكد مارادونا أنه اختار الفنانين بعد أن علم بمدى شعبيتهم الكبيرة في الوطن العربي ، مؤكداً أن الجسمي يستحق لقب سفير فوق العادة لأنه شخص يؤثر حقاً في الناس ، وهو يتمتع بشعبية جد كبيرة ولديه مساهمات إنسانية كبيرة، بينما وصف إليسا بذات الجمال الساحر التي أسرت الناس بجمالها وأغنياتها المميزة ، أما عبد الله الرويشد فشبهه بالأسطورة نظراً لتاريخه الفني العريق وأكد أنه اختار فايز السعيد ممثلاً لسكرتير «iimsam» للفنون والترفيه في الشرق الأوسط كونه استطاع أن يكون حاضراً على الساحة الفنية عبر نجوم من مختلف أنحاء الوطن العربي وحول ما يقدم للفنان من دعم كسفير، أكد مارادونا أنهم في المؤسسة لا يقدمون شيئاً بل العكس حيث على الفنان أن يقدم بنفسه، وأن يسافر مع المؤسسة على نفقته الخاصة ويدعم كل حركة تقوم بها المؤسسة، منوهاً إلى أنه لا يحتاج لفنانين يريدون أن يستفيدوا من المؤسسة بل يفيدوا ولهذا يتم اختيارهم بحرفية ، وأخيراً كشف لنا مارادونا عن أسماء السفراء من الفنانين العالميين أمثال دييغو مارادونا، وكارولينا هيريرا، ماما سارة أوباما جدة الرئيس الأمريكي الحالي ، إنريكي إيغلاسيس، وغيرهم من مشاهير العالم.. كما تحدثنا عن خطتهم لتوسيع قاعدتهم من السفراء الفنانين ، وأفصح عن خطته لتسليم الفنان عمر الشريف منصب سفير للمؤسسة ، مؤكداً أنه فنان عالمي ويستحق هذه المكانة، ثم أنهى الحديث بابتسامة معلقاً بأن جدته تعشق عمر الشريف وأنها من أشد المعجبين فيه بدأ المؤتمر الصحفي بدقيقة صمت حداداً على ضحايا أفغانستان وكمبوديا ، ثم بعرض أغنية مصورة للفنان عبد الله الرويشد بعنوان “عطني فرصة“ يقول مطلعها “ عطني فرصة وشوف.. شوف هذي الكفوف.. تعشق تشوف الحياة.. كيف تبني وطن .. تعشق تشوف الحياة مثل الوطن.. مثل حلاه.. الدنيا فسحة أمل“، وعقب الأغنية الجميلة والمؤثرة بدأ المؤتمر الصحفي بصبغة إنسانية حاول الفنانون خلالها عدم التطرق لأحاديث الفن قدر الإمكان ، الفنان حسين الجسمي الذي كان عرّاب الفنانين خلال المؤتمر، كونه الأسبق بينهم لهذه التجربة الإنسانية، حدثنا في بداية لقائنا به عن الفرق بين اللقبين الأول “سفير النوايا الحسنة” والثاني “ سفير فوق العادة “ ، حيث أكد أن اللقبين، السابق أو حتى الجديد، هما مجرد تشريف وتكريم لجهود الفنان، وأن الأمر لا يتعلق بوظيفة تفرض عليه فعل شيء بقدر ما هي مهمة إنسانية يقوم بتنفيذها بحكم الواجب الإنساني ولكن تحت غطاء مؤسسة تعنى بالشؤون الإنسانية.
حسين، هل يكفي الغناء لينقذ العالم من الجوع؟
لا بالتأكيد.. نحن كفنانين أعتقد أن مهمتنا لا تقف عند حدود الغناء ، ولا يكفي الغناء لينقذ العالم من الجوع لكننا نستطيع أن نحاربه ، فالفنان شخص مؤثر في الناس ومهمتنا هنا تكمن في التأثير بأصحاب القرار ومن حولنا من الأشخاص القادرين على المساهمة في محاربته . نحن الأقدر على إيصال رسائل من الشعب إلى الشعب أو إلى الحكام ، نستطيع أن نقيم حفلات ليذهب ريعها إلى المحتاجين .. وأشياء أخرى نستطيع من خلال أغنياتنا أن نرسم خلالها البسمة على وجوه الناس.. هكذا ينقذ الغناء العالم من الجوع والألم أيضا.
بما أنك سبقت الفنانين الآخرين الذين عينوا اليوم كسفراء لـ iimsam ، فبماذا تنصحهم أو ماذا تقول لهم؟
أنا أقول لأي شخص يريد أن يكون في هذا المكان ، أن من لا يستطيع أن يقدم شيئاً في هذا المنصب لا يقول أريد أن أفعل ، هذا العمل يقوم على زيارات ميدانية ومعاينات حية وحفلات تتم على أساس تبرعات ، أتمنى منهم كلهم أن يدرسوا خطواتهم لتقديم الأفضل .
هل هو منصب فاعل حقاً .. خاصة أن سفراء عرب كثيرون سبق وأكدوا أنه ليس كذلك؟
نحن ما زلنا نحمل على أكتافنا التشريف وليس التكليف، وفي جلسة سابقة التقيت فيها الرئيس محمود عباس والفنان حسين فهمي تحدثنا فيها مطولاً عن هذا الأمر ، حيث أكد لي الفنان حسين أن مهمتهم كسفراء لم تتعد مجرد اللقب وأنه كعدد آخر من الفنانين شعروا بظلم المنصب عليهم في الوقت الذي لا يستطيعون فعل شيء فيه ،وأنا لو حصل معي الموقف ذاته لكنت انسحبت أو قدمت استقالتي ، لذلك أود التنويه هنا أن منظمة “iimsam” هي مؤسسة تحارب سوء التغذية في العالم وليس أشياء أخرى ، أي نحن سفراء المنظمة لتحدي الجوع وسوء التغذية فقط لا غير ، لذلك لا أريد من أحد أن يتحدث حول السفارة في أشياء أخرى متشعبة خارجة عن هذه الحدود ..
بدأ المؤتمر بأغنية للفنان عبد الله الرويشد حول قضية الحرمان في العالم ، وسبق لك أن خضت تجربة أغنية إنسانية كـ “ درب المخدرات” .. فهل هناك نية لإصدار أغنيات خاصة جديدة حول قضية الجوع في العالم مثلا؟
أنا أقدم كل أغنياتي في إطار اجتماعي ويناسب الأوضاع الحالية لأي أغنية ، وحتى في أغنياتي المصورة أقدم أفكاراً وحلولاً تأكيداً على مساعي في إيصال رسائل من خلال أغنياتي لذلك أعتبر أن واجبي الفني هنا واضح وجلي ، لكن هناك نية لجولات وزيارات في أنحاء العالم.
ذكر الأمين العام للمنظمة ريميجو مارادونا أنه من المتوقع زيارة بنغازي لمساعدة الناس المكلومين والجياع في ليبيا .. فهل ستكون ضمن هذا الفريق الفني؟
للأسف لن أستطيع أن أكون متواجداً معهم لأنني مرتبط بزيارات أخرى، لكنني على ثقة أن زملائي الفنانين السفراء سيعوضون غيابي على أكمل وجه.
عندما استلمت منصبك ما كان مخططك؟
تعريف المنظمة في الشرق الأوسط .. هي عالمية واختيار سفراء آخرين هو شيء جيد لأنها تعرف بالمنظمة خليجية ، وزيارة الأماكن المحتاجة نطالب وسنكون بها خلال هذا العام أو المقبل ، لنساعد ووجود شخص واحد لا يكفي وجمهورنا سيساعد لأننا نقدم شيء .. أريد أن أنظف العالم
أما إليسا فلها صبغتها الخاصة.. ورغم أنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن إليسا عبر حدث غير فني ، إلا أنها استطاعت أن ترسم تلك الصورة التي كنا ننتظرها خلال لقاءنا بها .. كشفنا لدى سعادة السفيرة إليسا نواح جديدة.. جريئة وطريفة، بعيدة عن تلك اللوحة الرومانسية التي تفرضها في أغنياتها ووجودها..
إليسا أولاً ماذا تشعرين وأنت تحملين لقب سعادة السفيرة؟
سعدت كثيراً بكل تأكيد فاللقب مشرف جداً ويشعرني بالفخر، لكنني لا أستطيع حديث كثيراً حول الأمر لأن الخطة ليست واضحة بعد لي أو حتى لغيري، وأما عن الخطط التي أضعها فالمؤسسة هي المعنية بوضعها وأنا علي أن أنفذ بقدر طاقتي.
ترى ما الفرق في تنفيذ مهام إنسانية الآن .. خاصة أن معظم الفنانين يقومون بها عادة وبشكل بعيد عن الإعلام؟
ليس هناك فرق سوى أننا نقوم بتنفيذ هذه المهام تحت غطاء مؤسسة تحمينا في حال أردنا أن نعاين مواقع ما ، وأنهم يؤمنون لنا دخولنا ربما إلى أماكن لم نكن نستطيع الذهاب إليها .
ذكر الأمين العام أن هناك زيارة إلى بنغازي.. ألا تخشين الذهاب إلى هناك؟
من يخاف لا ينجح ، هذا قانون أسير عليه وأؤمن به ، وهو لا يتعارض مع ما سألت عنه للتو فإن كنت تقصدين أنني أخشى على حياتي ، فأنا أثق أن الأمر بإرادة الله وفي النهاية حياتنا قضاء وقدر ، لذلك لم أسمح للخوف بأن يقترب مني يوماً .
برأيك من يستفيد من شعبية الآخر .. أنت أم المنظمة التي تنتمين إليها؟
كلانا مستفيدان . فأنا سوف أترك الفرصة للناس بأن ترى نواح أخرى بعيدة عن الفن ولها صبغتها الإنسانية، وسأستفيد بأنهم تركوا لي الفرصة لمساعدة الناس.. وهنا الفائدة تتعلق بضميري لا أكثر ، ففي النهاية أنا لا أقبض منهم معاشاً وإنما أقوم بواجب إنساني ، لكنهم هم الذين يستفيدون من شعبيتي في تحقيق غايتهم لتعريف العالم العربي بالمنظمة ولمحاربة الجوع فهم في النهاية بحاجة لأشخاص لديهم انتشار وشعبية كبيرة. وفي هذا نسير على خطى أنجلينا جولي.
في لقاء سابق مع الفنان طلال سلامة قال إنه انسحب من منصب سفير النوايا الحسنة لأنه ضعيف القلب ولا يجرؤ على مشاهدة أشخاص يتألمون، كيف تجرؤين إليسا على هذا الأمر خاصة أنك امرأة وبشكل خاص معروفة بحسك الدافئ والرومانسي؟
نحن بشكل عام لدينا نشاطات وأنا سبق أن رأيت مشاهد قاسية لأشخاص على حافة الموت ، وأيضاً ما نراه يومياً في الأخبار من مشاهد مؤلمة جعلني أعتاد الأمر ، ففي السابق كنت أغمض عيني بمجرد رؤية الدماء .. الآن رغم أن المشهد يزعج لكنني اعتدت عليه ، وهنا الفرق أنني سأخدم مؤسسة تعنى بمرضى سوء التغذية ، وهو دواء يعطى لمن يعاني سوء التغذية على مدى ثلاثة أشهر ليهيئوا لهم جسدهم على تقبل الطعام الحقيقي.
هل يمكن أن تقدمي أغنيات خاصة لمحاربة الجوع كما فعل الفنان عبدالله الرويشد؟
بالتأكيد .. في النهاية أنا فنانة أغني وهي من الأمور التي من الوارد حصولها ، سبق أن قدمت أغنيات ومواضيع معينة أطرحها في البومي ، فعندما طرحت أغنية عن العنف الجسدي شعرت في البداية بالخوف ومع ذلك نجحت وأخذت منحى معين لدى الجمهور.
لا نستطيع إلا أن نتحدث عن الأوضاع الراهنة وعدوى الثورات؟
نحن في لبنان اعتدنا على المظاهرات ونادراً ما يحصل أن تأخذ منحى دموي كما في الخارج ولكن معظم هذه المظاهرات تطالب بإصلاحات وحقوق شرعية في العيش بحد أدنى من الحرية والكرامة ، أنا فوجئت عندما تنازل الرئيس التونسي عن السلطة بينما تشبث غيره ووصل الأمر حد إثارة الفتن وسفك الدماء ، لذلك أتابع بألم متمنية أن تحقق الشعوب العربية إرادتها .. فأنا في النهاية من الشعب ومع إرادته.
أخيراً ماذا تقولين من موقعك كسفيرة؟
أن يعود الاستقرار إلى العالم العربي وأن أستطيع أن أزور مصر وتونس وكل البلاد التي حصلت فيها هذه الثورات ، ومن موقعي كسفيرة أتمنى أن أكون على قدر من المسؤولية وأن أكون عند حسن ظن الناس والمؤسسة معاً.
عبدالله الرويشد : نغني لنجعل الكون اجمل وفايز السعيد سفير للمرة الثانية. وتفاصيل أوفى عن الحفل بين صفحات سيدتي في المكتبات