لا تتنكر لمن منحك الحب. لا تجحد فإن الجحود يشوه الحياة، ويخالف الطبيعة. لا تقتل بقايا الفرح فإنها الضوء الذي يشع بصيص الأمل لحياة الإنسان. من الظلم ضرب ثمار العطاء بحجارة النكران. من غير العدل أن نكافئ الوردة بسحق أوراقها. أستغرب كيف يمكن لإنسان أن يركب ذاكرته كيفما شاء، يختار منها ما يريد، ويتجاهل الحقائق الأخرى، وكأنه مونتاج لفيلم سينمائي محبوك، وكيف يروض ضميره أيا كانت أوجاعه كيفما ابتغى.
هناك أشخاص ديدنهم العطاء، لغتهم الحب، سعادتهم تنطلق من خلق السعادة للآخرين، نتعلم منهم كيف هو الرقي في الإحساس. وكيف أن أسلوبهم في حياتهم يجعلهم متصالحين مع ذاتهم، مستمتعين بالسلام الداخلي في داخلهم. هؤلاء الأشخاص نتعلم منهم مبادئ الحياة من جديد، بل هم يغرسون فينا الحلم ويزرعون فينا الثقة.
ونفاجأ بأشخاص منحناهم الثقة ليكافئونا بالخيانة، وفتحنا لهم قلوبنا ليسكنوها، فجعلوها ممرا للعبور. أشخاص محور تفكيرهم يدور في ذاتهم. تقتلهم أنانيتهم، وتستلبهم شكليات الحياة. يعتقدون أحيانا أنهم يحققون نجاحا لأنهم يقتطعون حصة أكبر من حقوقهم. لا يستمتعون بما لديهم، بل يفكرون فيما لدى غيرهم. هؤلاء الحياة بالنسبة لهم ركض دون هدف، وعناء بدون أمل.
نسائل أنفسنا: هل التسامح مع هؤلاء هو الحل، أم أن المعاملة بالمثل هي السبيل الأفضل؟ وندرك أنه مهما اختلفت المعادلات فلا يصح إلا الصحيح. الأرباح قصيرة المدى نتائجها صعبة. بينما من يراهن على الصدق والعطاء يربح حتى ولو بعد حين. فمهما تنوعت التجارب واختلفت الأماكن، النتائج هي نفسها: قدم الخير تلقاه، واجعل الله بين عينيك، واعمل بما يرضي ضميرك. فإن السعادة تتوه في دروبها، وتستقر في نهاية المطاف عند من يستحقون.
اليوم الثامن:
تعلم العطاء قبل الأخذ
فكل ما تقدمه يعود إليك
فمن جمالية عدالة الحياة
أن مسارها منحنى دائري
يعود إلى نقطة الانطلاق.