الخبير الاقتصادي علي الصاوي أفادنا حول هاتين الصفتين، وأهميتهما في مسيرة سيدة الأعمال الناجحة قائلا: «إن هاتين الصفتين أي السيطرة على النفس واتخاذ القرارات من أبرز الصفات التي يتميز بها أي إنسان ناجح رجلاً كان أم سيدة، وباعتبار أن سيدات الأعمال هنّ واجهة للمرأة بشكل عام، وللمرأة العاملة على وجه التحديد، فبالتالي هي من أهم الصفات الواجب أن يتمتعن بها كمرحلة أولى، وأن يعملن كمرحلة ثانية على نقلها لكل العاملين معهنّ، والذين يتمتعون بصلاحيات اتخاذ القرارات».
أولاً: السيطرة على النفس
إنّ مفهوم السيطرة على النفس المقصود به هنا في عالم سيدات الأعمال هو المفهوم الذي نعي به أن تكون تصرفاتنا مدروسة وليست تلقائية أو عفوية، فكما نعلم في عالم المال والأعمال كل التصرفات والأفعال، وكذلك ردود الأفعال تكون محسوبة على صاحبها، وقد تكلفه كثيرًا إن لم تكن مدروسة مسبقًا، والجدير بالذكر هنا أن عالم الاستثمار هو عالم متسع يحوي بداخله كل أنواع المستثمرين والاستثمارات باختلاف أنواعهم وطباعهم وأخلاقهم كذلك، مما يجعل من سيدة الأعمال عرضة لهذه التصرفات خلال حياتها اليومية، وبالتالي فإنه من المهم جدًا أن تتعلم وتكتسب مهارة السيطرة على النفس باعتبارها من أهم مهارات الذين يوصفون بأنهم أصحاب خبرة، وهذا متعارف عليه، وبشكل عام في كل مناحي الحياة فإن أصحاب الخبرة دومًا تكون ردود أفعالهم أقل حدة من قليلي الخبرة، حيثُ إنهم بالعادة معرضون للكثير من المواقف المختلفة، والتي تؤهلهم لتلقي الأخبار المزعجة بطريقة محترفة أكثر من هؤلاء حديثي العهد، وبالتالي فإن السيطرة على النفس، وعدم ترك العنان للغضب أو لرد الفعل السريع يعد من أهم المميزات التي تدعم احترافك، وتقوي من خبرتك في هذا العالم إن لم يكن بالحياة بشكل عام.
ومن أهم الخسائر التي قد تمنى بها أي سيدة أعمال نتيجة تصرفها السريع، أو رد فعلها غير المدروس هو أن تتخذ أي إجراء، وهي في حالة غضب سواء كان هذا الإجراء بحق عميل أو منافس أو حتى موظف، بل الواجب في هذه الحالة أن تمتنع عن أي تصريح، وأن تعطي نفسها الوقت الكافي للتفكير ولاتخاذ القرار والرد المناسب بحيث تتم دراسة هذا القرار، ودراسة تبعاته التي قد تترتب عليه قبل أن تعلنه، وتلتزم به أمام الموظفين أو المنافسين أو في المجتمع المحيط بها.
ثانيًا: التحكم بالقرارات
أما التحكم بالقرارات فهي قد تكون في جانب من جوانبها شبيهة بالسيطرة على النفس إلى حد كبير، ومن ناحية ثانية فلابد أن تعلمي كسيدة أعمال أنك ربما تكونين يوميًا عرضة لرياح الفرص الاستثمارية، ولابد كذلك أن تعرفي أن هذه الفرص قد عرضت على غيرك مثلاً أو فكر بها كما عرضت عليك أو كما فكرت بها أنتِ، وبالتالي فلابد أن تعلني هنا أنك سيدة محترفة، وأنك تتحكمين في قراراتك قبل اتخاذها، وأنك لن تكوني ضحية لأي بريق قد يلمع من أي فرصة استثمارية مهما كان إشعاع هذا البريق، حتى تتأكدي من قرارك قبل إصداره حتى لو كانت النتيجة أن تخسري هذه الفرصة، ولكن حينها لابد أن تعلمي أن الفرص في عالم الاستثمار لا تنتهي ولن تتوقف يومًا، فهي تتوالى كما يتوالى المطر على سطح الأرض، وحتى لو كنت ممن يميلون للمخاطرة، وعلى قناعة بأن هذه المخاطرة هي من سمات النجاح ولو كانت تحتمل النجاح أو الفشل، فتذكري هنا أن أي مخاطرة يجب ألا تتجاوز نسبتها العشرة بالمئة من رأس المال، وبالتالي فإن خسارتها لا تعني بأي حال من الأحوال توقف استثمارك أو ضياعه، ومن الضروري أيضًا أن تؤمني بالحكمة الاستثمارية التي تقول: «أن يضيع الربح أفضل ألف مرة من أن تأتي الخسارة». وعليه فإن لم تستغلي فرصة ناجحة فأنت في هذه الحالة قد منعت احتمالية أن تصابي، ويصاب استثمارك بخسارة قد تؤثر على مسيرتك، ونجاحك في عالم المال والأعمال