«ألتفت إلى اليمين.. نصف يشابهني.. عيناها كعيني.. بدأت أتحسس جسدها.. هي الأخرى تناقشني وتحاورني.. لا نعرف النطق بالكلمات.. ولكننا بالهمز والابتسامة نتحاور.. يسقط الغذاء فكلنا نتهافت عليه ليهديه للآخر.. شعرت بأن الغرفة تلك التي تحتوينا بدأت تضيق.. ظلمة لا أعرف متى الخروج منها ولكن أختي كانت سنداً يسعدني.. بدأت أجسادنا في ازدياد حتى أن ذلك المكان قد ضاق بنا.. حانت ساعة الخروج.. حانت ساعة رؤية أمنا».
يبدو لك أنه شخص واحد يروي!! لكن في الحقيقة هما اثنتان بلسان واحد، تأخذاننا معهما إلى عالم التوائم منذ بداية خلقهما، ومشاركتهما ظلمة الرحم وحتى الوقوف على منصة النجاح وتحقيق الأحلام التي يتشاركان تفاصيلها على وسادةٍ واحدة.
نورة وريم بالطو هذه حكايتهما التي يرويها لنا الكاتب لؤي عابد في كتابه الذي دشنه مؤخراً في متجر «فيرجن» التحلية بجدة بعنوان «توأم بروح»، الكتاب قليل الصفحات وبسيط الكلمات، لكن عميق بمضمونه الذي يحكي تفاصيل قصة نجاح مشروع ريم ونورة في مجال التصوير الفوتوغرافي والتجميل، حيث تمتلكان في عمرهما الذي لا يتجاوز العشرين عاماً أستديو «بالطو»، الذي يعتبر من أكبر أستديوهات التصوير بجدة.
«سيدتي» كان لها حضورها الخاص في حفل التدشين لتلتقي بالكاتب لؤي عابد وسؤاله عن سبب تأليفه كتاباً خاصاً بالفتاتين ليقول: «نورة وريم كانتا من متابعيّ على تويتر ولفتتني أعمالهما وإنجازاتهما رغم صغر سنهما، ما جعلني أتابعهما لفترة، وأزور الأستديو الخاص بهما، وأتفاجأ بمدى الإبداع والاحترافية اللذين تعملان بهما، وشدني ذلك لأسألهما عن تفاصيل حياتهما، وكيف بدأ مشروعهما من حلم إلى حقيقة، استمر تواصلي معهما بنية الكتابة عن تلك القصة المشوقة للتوأم، وكان هدفي هو تقديم نموذج للمرأة السعودية القوية والحالمة والطموح التي رغم كل القيود المجتمعية تتحدى العوائق ليلمع نجمها في سماء الإبداع، فمجتمعنا يحتاج لمثل هذه النماذج الإيجابية».
أما والد ووالدة نورة وريم اللذان كانا بطلي الرواية، دون أن يعلما بذلك، حيث ذكرت الأم لـ«سيدتي» أنهما حاولا سؤال ابنتهما عن محتوى الكتاب، وما تم ذكره في طياته كانتا تجيبانهما بكلمة واحدة «مفاجأة».
وصرحت أم ريم ونورة دلال تمراز: «فكرة الكتاب الذي يروي سيرتهما كانت بحد ذاتها مفاجأة لنا، خاصة أنهما بالفعل توأم في كل شيء؛ الشكل والفكر والعقل والهوايات والإنجازات، ففرحتنا بهما لا توصف يكفي أن نراهما وهما تتربعان عرش النجاح معاً وفي هذه السن».
أما والدهما البروفيسور خالد عبدالله بالطو، فقال: «قصة نمو نورة وريم قصة باهرة في حياتنا أنا ووالدتهما، وأحببنا فكرة ترجمة خبراتهما منذ الطفولة وهما يتشاطران الاهتمامات والمواهب، حتى التخصص الجامعي الذي التحقتا به معاً، وما تقدمانه من إنجازات في ضوء عقبات المجتمع، أعتقد أنها شغلت مرحلة مهمة من مراحل حياتهما، وأنا من جهتي كنت مشرفاً وموفراً لهم أدوات الانطلاق والمساحة والتوجيه، دون التدخل في تفاصيلهما الصغيرة التي يبنونها هم بأنفسهم وبإبداعهم، نحن بحاجة؛ لأن نربي أبناءنا على مجابهة الحياة ومواجهة المصاعب، منذ بداية مشوارهم، وهذه هي التربية الحديثة برأيي».
وانفردت «سيدتي» بكلمات من التوأم ريم ونورة، وسط زحام الحضور، لتقول ريم: «بعد أن تعرفنا على الكاتب في تويتر وصممنا له أحد أغلفة كتبه، عرضنا عليه قصتنا لأننا كتوأم عملنا معاً واجتهدنا لنؤسس مشروعنا الخاص «أستديو التصوير»، الذي بدأناه بأيدينا بكل تفاصيله، أحببنا أن نوثق معه قصتنا ليستفيد منها الآخرون، خصوصاً من هم في عمرنا وأصغر، والذين يسألوننا كيف بدأنا المشروع وكيف تجاوزنا العقبات وما هي خططنا المستقبلية، أحببنا أن نقدم كل ذلك في كتاب».